حرق النفايات يتسبب في هجرة سكان قرى بيشة .. والبلدية تعدهم بمعالجتها بيئيا

محرقة النفايات في بيشة معاناة طال أمدها على المحافظة وسكان القرى المجاورة لها، ففي كل يوم تمر سحب الدخان تحمل معها روائح ملوثة للبيئة تغطي سماء تلك القرى، خاصة عندما تكون الرياح غربية أو شرقية، وذلك بطريقة مخالفة للتعميم الذي أصدرته وزارة الشؤون البلدية والقروية أخيرا حول منع العمل بأسلوب حرق النفايات واستبداله بالطمر الصحي.
ويتذمر سكان هذه القرى من هذه الرائحة الناجمة عن المحرقة التي لا تبعد أكثر من كيلو مترين تقريبا، وكذلك دخانها الذي يسبب انعدام للرؤية على الطريق بين بيشة ـ وبالقرن، فضلا عن تلوث الهواء الذي ينجم عنه الكثير من الأمراض لأنه يحمل معه الغازات السامة المؤثرة في الجهاز التنفسي والبيئة.
وقد تسبب هذا الوضع في هجرة مجموعة كبيرة من أهالي البادية بعد أن تأثرت المراعي في المنطقة، إضافة إلى أن بعض السكان تركوا منازلهم القريبة من المحرقة وانتقلوا إلى مواقع أخرى بعيدا عن المحرقة خوفا على صحتهم وصحة أطفالهم من الأمراض التي تسببها هذه الأدخنة الملوثة.
يقول المواطن ناصر ملوح "إننا نعاني معاناة شديدة من دخان ورائحة المحرقة، وذلك عندما تهب الرياح تحمل معها الرائحة الكريهة التي تسبب الأمراض لنا ولأطفالنا ونحن نناشد البلدية بأن تضع حلا لهذه المشكلة والقضاء على هذه المعاناة التي تؤرقنا منذ سنوات طويلة.
ويتفق معه المواطن فرج الشهراني الذي لا يبعد منزله عن المحرقة سوى ثلاثة كيلو مترات، فهو يقول إن هذه المحرقة سببت لنا الأمراض التنفسية فعندما تهب الرياح نكون في وضع الطوارئ حتى نحمي أطفالنا وأغنامنا من خطر ما تحمله هذه الرياح من تلوث لنا وللبيئة.
وهنا اعتبر المهندس علي الغامدي رئيس بلدية محافظة بيشة، في رده على "الاقتصادية" أن مشاكل محرقة النفايات هي مشكلة عامة في كل المحافظات، حيث إنها تعاني من الروائح الكريهة المنبعثة من مواقع النفايات، وكذلك الدخان الصادر منها، وقال "إنها شر لا بد منه".
لكنه أفاد أن البلدية تعتزم تسليم الموقع لشركة بيئية لمعالجة النفايات بالطمر الصحي والاستفادة من بعض أنواع النفايات، لكن الشركة ما زالت تدرس كيفية الاستفادة من المشروع، مشيرا إلى بلدية بيشة تهتم بهذه المشكلة، وتسعى دائما إلى راحة المواطن وسوف يتم الإعلان عن تفاصيل العقد مع الشركة قريبا.