اعرف ما في طوكيو تكشف أعماق روما

اعرف ما في طوكيو تكشف أعماق روما

تعاني مؤسسات الإقراض حاليا من أوضاع غير مقبولة في ظل انتظار متوقع طال انتظاره لرفع أسعار الفائدة كما أن الإيرادات المتوقعة من الاستثمارات الجديدة ليست جيدة الأمر الذي يثير حيرة و بلبلة.
وارتفعت الفوائد على القروض الاتحادية الألمانية التي مدتها عشر سنوات في الشهرين الماضيين منذ أن انخفضت و بلغت أدنى مستوى لها متراوحة بين الحين والآخر نسبة ما بين 3 في المائة إلى 3.5 في المائة. وتشير الزيادة النسبية المدهشة التي تحققت في وقت قصير إلى أن الفوائد على القروض طويلة الأجل يمكن أن ترتفع هي الأخرى إلى أكثر من 4 في المائة خاصة مع وجود تخوفات منذ فترة طويلة بحوث تضخم يمكن أن يؤثر على التجارة مرة أخرى.
و لا عجب إذن من بلوغ معدل زيادة الأسعار نسبة 2.5 في المائة في منطقة اليورو. وبالرغم من ارتفاع العوائد قبل فترة قصيرة، فإن الفائدة الحقيقية تتجاوز نمو القدرة الشرائية بنحو 1 في المائة فقط، مما يعني وجود مساحة نمو أخرى نحو الأعلى.
وبالنسبة للمستثمرين فإن ذلك ليس هو أسوأ السيناريوهات ففي إمكانهم إما العمل بالودائع الجارية بشكل قصير، وإما شراء الأوراق المالية متغيرة الفائدة. فمثلاً، في حالة استمرار وجود ارتفاعات في فائدة سوق القروض، يمكن تجنب خسائر في السعر المتداول. ومن لا يأخذ بالحسبان العوائد المستمرة بالارتفاع أو لأسباب أخرى لا يريد ترك الودائع أو الاستثمارات الجديدة، فإن له الاختيار حالياً بأن يكون في عداد المدينين غير العاديين وعلى سبيل المثال، أصدرت مدن مثل طوكيو، وروما، قروضاً . ومثل هذه الإصدارات كانت موجودة في هذه السنة بوضوح في ميلانو، ومدريد، وموسكو، وفالينسيا وهناك الكثير من سندات الديون البلدية في الأقاليم الإيطالية والإسبانية.
وفي ألمانيا هناك قروض الولايات الاتحادية التي جاءت عبرها إلى السوق سندات دين في هذه السنة بقيمة نحو 25 مليار يورو. وهي تقدم في الفترة الأخيرة فوائد قليلة فقط، مقابل القروض الحكومية الاتحادية.
أما في طوكيو، فتعطي القروض فائدة مقدارها 4.27 في المائة. ولا توجد ورقة مالية ذات نوعية مميزة عن بقية الأوراق. ولكن طوكيو ذات الـ 12 مليون نسمة والتي تشكل أقوى مركز مالي في اليابان تدعوها الحاجة إلي إنشاء نظام إسناد يعمل بشكل مشابه للنظام المالي الألماني.
وحسب تقديرات البنوك المركزية فإن اليابان تحصل على أفضل العلامات لقروض عملتها الصعبة من جانب مؤسسات التسويق. ولذلك يمكن أن تعتبر طوكيو في أسواق رؤوس المال كمدين جيد جداً. وبالنسبة للمستثمرين الخاصين، فإن القروض الجديدة صالحة بشكل محدود فقط. ويبلغ مجموع حجم الاستثمارات الأدنى على أية حال 50 ألف يورو.
أما عرض مدينة روما فهو أقل جاذبية من ذلك حيث جمعت روما 400 مليون يورو من المستثمرين ويتطلب القرض إيداعاً بقيمة ألف يورو فقط. لكن ضرر العرض يتمثل في أنها تباع بأكثر من القيمة الاسمية، ويكلّف القرض تماماً 119 في المائة من القيمة الاسمية، ويجب على غالبية المستثمرين دفع ضرائب عليه. وهذا يؤدي إلى عائد ضريبي أوّلي يقدّر بنحو 4.2 في المائة. وأهم من ذلك في حالة اتخاذ قرار بالاستثمار، هو الفترة الطويلة البالغة 30 عاماً. أضف إلي هذا أن تذبذبات العوائد في سوق القروض تعمل على إحداث دوّامة قوية في أسعار التداول على المدى الطويل.

الأكثر قراءة