100 ألف مولد جديد في ألمانيا خلال العام المقبل

100 ألف مولد جديد في ألمانيا خلال العام المقبل

يتواصل النقاش منذ فترة طويلة حول استخدام الطاقة الشمسية في مجال التدفئة ويوضح أندرياس سيجموند المدير التنفيذي لشركة كونسولار Consolar قائلا : " في الحقيقة إن المنزل الواحد يستهلك في المتوسط 15 في المائة من طاقته لتوليد الكهرباء و21 في المائة لتسخين المياه و64 في المائة للتدفئة". لكن الحديث لا يدور إلا عن استخدام الطاقة الشمسية و ليس عن الحرارة الشمسية .
وفي قانون الطاقات المتجددة، تم إلزام شركات الكهرباء العملاقة ببيع التيار المولد من الطاقة الشمسية بسعر 50 سنتاً للكيلو/ساعة و بذلك لا يتبقى في موازنة الشركة السنوية سوى مبلغ زهيد حتى أنه تم استنزاف مخصصات عام 2005، ولا توجد سلف مالية نهائيا حتى نهاية السنة. إلا أن هذا لا يلحق ضرراً بالمناخ العام في مركز فرانكفورت لشركة كونستولار، حيث من المتوقع أن تزيد نسبة الأرباح في هذه السنة نحو 60 في المائة حسب تقديرات سيجموند. ومن ثم سيتخطى حاجز الخمسة ملايين يورو للمرة الأولى في تاريخ الشركة.
وأسس سيجموند بمشاركة ثلاثة مهندسين آخرين الشركة بهدف وضع معرفتهم وخبراتهم التقنية في خدمة البيئة والمجتمع. وكانت رؤيتهم تدور حول تزويد أوروبا بالطاقة المتجددة، حيث إنه بتلك الجهود من التقنية، والمنفعة الاجتماعية يتشكل هدف الشركة.
ويقول سيجموند إنه من ضمن الرؤية الاقتصادية للطاقة الشمسية التعامل الراقي مع المصادر الطبيعية، و التعامل العادل مع عملاء الشركة و زبائنها و كذلك الحال مع الموردين والعاملين بالشركة, ويضيف قائلا إن الحرارة الشمسية تستوفي هذه الشروط ويتم توليدها في مكان الاستهلاك وبذلك تسقط نفقات التوزيع. ولهذا، فإن الحرارة الشمسية تعمل على استقلالية البلاد في واردات الطاقة.
وتتداخل هذه الرؤية مع عوامل أخرى اجتماعية تتمثل في التعامل مع العاملين بالشركة والزبائن والموردين حيث ترفض شركة كونسولر تزويد أي زبائن يسيئون استعمال هذه التقنية. و في داخل الشركة ذهبت الهياكل القيادية إلى ممارسات ديمقراطية متقدمة، بحيث يتم التصويت على هيكل الرواتب، وهو ما تم بشكل جيد حسب تصريحات سيجموند الذي يقول إنه لم تحدث أي صعوبات في تكييف هيكل الرواتب حسب ارتفاع الأسعار المعتاد في السوق.
يساعد في هذا أن عدد موظفي الشركة لا يزيد حاليا على 22 موظفاً فقط . غير أن العدد تلزم زيادته قريبا . وتبحث "كونسولر" حالياً إضافة خمسة موظفين للإنتاج في مدينة لوراخ، وللتوزيع في فرانكفورت.
وكان توسيع التوزيع في السنة الماضية بالنسبة لسيجموند أحد الأسباب الرئيسية للوضع الجيد للطلبات. ويقول سيجموند إنه يجب الحفاظ على تواصل التوعية الدائمة بأهمية الحرارة الشمسية وهي التي لا يحسب لها أي حساب في الوقت الحاضر برغم التقدم التكنولوجي, ولكن هذا الأمر قد يتغير عما قريب بعد أن ترتفع تكاليف الطاقة نحو 10 في المائة إضافية, حينها ستصبح الحرارة الشمسية قادرة على المنافسة.
وبينما تنجح مولدات التيار الشمسي في تحويل 15 في المائة من أشعة الشمس الملتقطة إلى تيار كهربائي، فإن درجة فاعلية الحرارة الشمسية هي ما بين 50 إلى 60 في المائة أضف إلى هذا أن العزل الجيد يعمل على نقل الحرارة من السائل المسخن شمسياً إلى مياه التدفئة والتسخين ما يعني تقليل نسبة الفاقد في الطاقة إلى ما يقرب من الصفر .
ويشير سيجموند إلى عشر براءات اختراع خاصة به في هذا المجال. وتقدم "كونسولر" المجمعات الشمسية الأكثر سهولة، حيث إن الشركة رائدة تكنولوجيا ، لكنها في الوقت نفسه ليست رخيصة. في حين تقدم شركات تركيب التدفئة الكبيرة مثل "?يسمان أو روديروس"، أنواعاً ذات أسعار رخيصة. ومثالا علي ذلك فإن جهاز تسخين المياه عن طريق الطاقة الشمسية يكلف ما بين خمسة إلى ستة آلاف يورو.
على أية حال، فإن "كونسولر" باعت في السنة الماضية نحو سبعة آلاف جهاز خاص بها إضافة إلى تركيب أجهزة خاصة بشركات أخرى في 1500 منشأة .و بات الكثيرون الآن من مالكي البيوت يريدون استخدام الطاقة الشمسية في مجال التسخين و التدفئة و وفق النماذج التي تقدمها شركة كونسولر التي أصبحت منذ تأسيسها تمثل سوقاً متوازنة في هذا المجال.
ولعل هذا هو سبب احتفاظ سيجموند بهدوئه أمام منافسيه الكبار فالسوق تتسع و تكبر. وفي العام المقبل هناك تقديرات بإمكانية تأسيس 100 ألف مولد طاقة حرارية شمسية في ألمانيا بمساحة تساوي مليون متر مربع للمجمعات، وبمبلغ يساوي مليار يورو على أسطح البيوت الألمانية، رغم أن تكنولوجيا الحرارة الشمسية ما زالت تشق خطواتها الأولى.

الأكثر قراءة