تقدم غير مسبوق في تصنيع المعدات للأغراض العسكرية والمدنية

تقدم غير مسبوق في تصنيع المعدات للأغراض العسكرية والمدنية

تتمتع بعض المنتجات المخصصة للأغراض العسكرية بأنها تصلح في الوقت ذاته للاستخدامات المدنية و هو ما يطلق عليه اسم الاستخدام المزدوج للمنتج. و يحاول بعض أصحاب المصانع الاستفادة من هذه الصفة لصالح زيادة أرباحهم وفوائدهم و يعملون, إلى جانب نشاطهم الأساسي في مجال الإنتاج الحربي ـ في إنتاج و تصنيع أنظمة و منتجات تصلح للأغراض المدنية ويتم تقديم العروض والعطاءات إلى الجهات الحكومية لهذا الغرض, ومثالا على ذلك ما قامت به شركة راين ميتال ديتيك في نيسان (أبريل ) الماضي، حيث أسست فرعا لها يخدم ما أطلقت عليه اسم "مجال أدوات الأمن الوطنية", وهي أنظمة تصب في خدمة القطاعات الأمنية والعاملين في مرافق الطاقة، أو في دوريات الحراسة الخاصة، وأنظمة الحماية داخل ألمانيا.
وتضم قائمة العرض الحالية الكثير من المعدات التي تراوح أغراضها بين إبطال مفعول القنابل، والوصول إلى أنظمة المراقبة الليلية لحراسة المناطق الساحلية، أو حدود الدولة.
ويقول كلاوس ايبرهارد رئيس مجلس إدارة شركة التسليح العملاقة راين ميتال ديتيك (ومقرها في دوسلدورف) إنه بالنظر إلى التهديد المتزايد باحتمال وقوع أعمال إرهابية، يزداد الاستعداد في القطاع الاقتصادي الخاص من أجل الاستثمار في مجال الدفاع والحماية الداخلية.
وفي سوق ضخم تقدر استثماراته بالمليارات تجد "راين ميتال" منافسة لا من قبل شركات صغيرة مثل "ديل ورودي" فقط، بل أيضاً من قبل شركات دولية عملاقة مثل "ثالز وسيمنز" وشركة لوكهيد الأمريكية التي قامت العام الماضي بتأمين دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في أثينا. والواقع أن هذا النشاط التجاري يزدهر في أمريكا منذ أن تم تأسيس وزارة الأمن الداخلي التي تمنح طلبات على مستوى البلاد بقيمة تقدر بنحو 40 مليار دولار سنويا (بما يعادل نحو 33 مليار يورو).
وفي الأغلب تستحوذ المصانع المحلية على العروض الحكومية الكبيرة فمثلا أسندت قبل فترة قصيرة مناقصة حماية منشآت الطاقة النووية الألمانية إلى شركة راين ميتال الألمانية و هي الشركة التي قالت بدورها إن الشركات الوطنية الأمريكية لها أفضلية في العروض الممنوحة في هذا المجال داخل الولايات المتحدة.
وتركز الشركة العملاقة الألمانية ـ الفرنسية EADS حاليا بشكل خاص على منطقة آسيا و ينظر توماس إندرز رئيس الشركة باهتمام إلى الصين قائلا إن شركته ترى فيها فرصا على المدى المتوسط مشيرا إلى تنظيم الألعاب الأولمبية في بكين عام 2008 و يضيف قائلا إن هناك مجالات هائلة للتوسع في هذا القطاع مزدوج الأهداف، بحيث يمكن أن يخلق أعداداً كبيرة من فرص العمل في ألمانيا، وفي أوروبا عموماً.
نموذج آخر من نماذج الصناعات المزدوجة يتمثل في الطائرات الأمريكية الموجهة عن بعد و التي يطلق عليها هناك اسم الثعابين الموجهة وهي تشكل منذ فترة طويلة حجر الأساس للاستطلاعات العسكرية في الجيش الأمريكي.غير أن أعمالها للأغراض المدنية شيء جديد نسبياً. ومنذ الصيف الماضي يتم على سبيل المثال في ولاية أريزونا فحص اثنتين من هذه الطائرات العملاقة التي يبلغ وزن الواحدة منها 500 كيلو غرام بهدف الكشف عن عمليات الهجرة غير الشرعية بطول الحدود مع المكسيك التي تبلغ ألفي ميل.
وإضافة إلى هذا فيمكن لمثل هذه الثعابين الطائرة أن تستخدم من قبل رجال الإطفاء في مكافحة الحرائق، أو للحصول على معلومات مهمة حول الأضرار البيئية والمناخية.
وتقدر شركة الاستشارات المالية فروستا وسوليفات.أن يبلغ حجم السوق لمثل هذه الطائرات حتى نهاية عام 2008 في أوروبا وحدها نحو 1.3 مليار دولار.

الأكثر قراءة