غياب التدريب ومخاوف العدوى تبعد الممرضات السعوديات عن مرضى الإيدز

غياب التدريب ومخاوف العدوى تبعد الممرضات السعوديات عن مرضى الإيدز

غياب التدريب ومخاوف العدوى تبعد الممرضات السعوديات عن مرضى الإيدز

أبلغ "المرأة العاملة" سعود عادل العبد اللطيف الإخصائي الاجتماعي لمرضى الإيدز في مركز الرياض الطبي، أن عدة عوامل تمنع العاملات السعوديات من التعامل مع مرضى الإيدز، أبرزها ما يشاع عن المرض من سمعة سيئة، ومخاطر انتقال المرض إلى المتعاملين مع المرضى، إضافة إلى التحذيرات الأسرية لبناتهم العاملات في المستشفيات من التعامل مع مرضى الإيدز.
وقال "إن مركز الرياض الطبي يضم 100 مريض بالإيدز، إلا أنه لا يوجد سوى ممرضة سعودية واحدة تتعامل هؤلاء المرضى، رغم حاجتهم الماسة إلى وجود ممرضة من جنسيتهم تتفهم ظروفهم وتسهم في التخفيف من معاناتهم".
وأوضح الإخصائي الاجتماعي أن عدم إضافة برنامج للتدريب على التعامل مع مرضى الإيدز في برامج تدريب خريجي كليات التمريض من الجنسين، أسهم في ابتعاد الممرضات والطبيبات السعوديات عن العمل في هذا المجال، وأكد أهمية حصولهم على التأهيل والخبرة المرجعية الكافية لتشجعهم على هذا العمل.
كما أشار العبد اللطيف إلى أن عدم وجود حوافز مادية للعاملين مع مرضى الإيدز رغم المخاطر التي يتعرضون لها، أسهم بدوره في ابتعاد فريق التمريض السعودي عن التعامل مع مرضى الإيدز.
وبين أن التعامل مع مرضى الإيدز لا يشكل خطورة على الممرضين إذا ما اتخذت الاحتياطات الضرورية الواجب اتخاذها عند التعامل مع الأمراض المعدية كافة، وليس مع مرضى الإيدز فقط.
وشرحت الممرضة حيالة يحيى السفياني، وهي السعودية الوحيدة التي تتعامل مع مرضى الإيدز في المركز الطبي، أن العمل مع مرضى الإيدز ليس خطرا بالصورة التي يتخيلها البعض، مشيرة إلى أن الممرضة عندما تأخذ حذرها واحتياطاتها الأساسية لمنع انتقال المرض، تكون في أمان بإذن الله من انتقال المرض.
وأضافت السفياني قائلة " لا يجب أن يعامل مريض الإيدز على اعتباره مجرما سيئ السمعة، فالكثير من المرضى انتقل إليهم المرض دون أن تصدر منهم تصرفات سيئة وبالأخص النساء".
وأشارت إلى أنها لم تتدرب على كيفية التعامل مع مرضى الإيدز أثناء دراستها، لكن تعاطفها مع المرضى، دفعها للتدرب على هذا النوع من العمل، ووجدت بعد مباشرة العمل في العيادة أنه أكثر سهولة من الأعمال الأخرى وأقل جهداً نظراً لمحدودية عدد المرضى بالمقارنة مع العيادات الأخرى، وكون مريض الإيدز لا يراجع العيادة سوى مرة واحد كل شهر.
واستغربت السفياني من النظرة السلبية تجاه العاملات في عيادة مرضى الإيدز من بعض أفراد المجتمع، وعزوف الشباب عن الزواج من هؤلاء العاملات على اعتبار أنهن معرضات للإصابة بالمرض.
من جانبها أرجعت منيرة عبد الرحمن الدحام إخصائية الإرشاد الإكلينيكي لمرضى نقص المناعة المكتسبة في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض, أسباب عدم قبول الممرضة السعودية للعمل مع مرضى الإيدز، إلى طول ساعات الدوام والمناوبات التي يتطلبها العمل، وعدم ملاءمة ذلك لوضع المرأة الاجتماعي والتزاماتها تجاه أسرتها، إلى جانب النظرة القاصرة الخاطئة لبعض أفراد المجتمع تجاه مرضى الإيدز والمتعاملين معه.
وقالت الدحام "إن أي مريض من الجنسين يبدي ارتياحاً أكثر عند تعامله مع فريق طبي من جنسيته، وبشكل خاص إذا ما كان المريض يعاني من نفور ورفض المجتمع له كما هو قائم مع مرضى الإيدز".
وبينت الدحام، أنه لوحظ بعد إضافة عناصر سعودية إلى الفريق الطبي المتعامل مع مرضى الإيدز، حدوث تقدم ملموس وتغير واضح في نفسيات المرضى وإقبالهم على الحياة والمشاركة والاندماج في المجتمع وارتياحهم ورضاهم عن الخدمات المقدمة لهم بالمقارنة بين وضعهم في السابق، كما شهدت حياتهم الخاصة تغيراً إيجابياً سواء فيما يتعلق بنظرتهم إلى أنفسهم وقدرتهم على العطاء وممارسة أنشطتهم اليومية.
وأكدت الدحام أن هذه النتائج شجعت على الاستمرار في هذا النهج مع سائر المرضى بغض النظر عن ماهية المرض، وقالت إن المرض أولاً وآخراً ابتلاء من الله سبحانه وتعالى، وواجب المجتمع مساعدة المبتلى لا النفور منه".
الدكتور ناصر بن صالح الحزيم مدير عام الإدارة العامة للأمراض الطفيلية والمعدية في وزارة الصحة، أوضح أن وزارة الصحة تشجع الفتاة السعودية على العمل ضمن الفريق الطبي في مجال مكافحة مرض الإيدز، وقال إن ذلك من شأنه مساعدة الوزارة في مخاطبة جميع فئات المجتمع في التوعية بخطورة المرض، فالفتاة تستطيع أن تتحدث مع بنات جنسها خاصة في موضوع الإيدز الذي يتصف بالحساسية".
وكشف الدكتور الحزيم عن نية الإدارة إدخال التعامل مع مرض الإيدز ضمن المناهج التعليمية و التربوية التي تدرس في المدارس وذلك ضمن المعلومات عن الأمراض التناسلية.
وأشار إلى أن وزارة الصحة وفرت أدوات ووسائل السلامة الضرورية للمتعاملين مع الحالات المرضية المختلفة، بما في ذلك ما يتعلق بالتخلص الآمن من النفايات الطبية أو القفازات الطبية والأقنعة الأنفية والمراييل ومواد التطهير، كما طبعت الوزارة كتيبات توعوية للعاملين في المجال الصحي من أطباء و أطباء أسنان وممرضات وإخصائي مختبرات وبنوك الدم، وعقدت دورات تدريبية أثناء العمل، للتعريف بآلية التعامل مع الأمراض المعدية بما فيها الإيدز.

الأكثر قراءة