اليابان نقطة ضعف واضحة في أسواق "فودافون"
عبر المستثمرون في لندن عن خيبة أملهم بمجموعة شركات فودافون, وذلك على الرغم من النتائج الجيدة التي حققتها الشركة في النصف الأول من العام الحالي.
ووفق ما أعلنته الشركة التي تعتبر أكبر مجموعة شركات للاتصالات النقالة في العالم استنادا إلى مؤشرات التقرير نصف السنوي فإن حجم المبيعات في الأسواق الألمانية والبريطانية سيسجّل تراجعا في حجم المبيعات حتى عام 2007 ليقل عن معدل النمو للعام الحالي. وبموازاة ذلك تزيد المشاكل القائمة في فروع اليابان من أعباء الحِمل على المحصلة الإجمالية. وأعلن مدير الفرع أرون سارين، أن حجم أرباح العام التجاري 2006/2007 ، سينخفض بوضوحٍ أكثر.
وأثّرت تصريحات سارين على قطاع الاتصالات الأوروبي، كما أثرت في التقديرات ربع السنوية التي تصدر من لندن بعد أن خسرت أسهم "فودافون" أكثر من 9 في المائة من قيمها في أكبر انهيار لأسعار صرف الأسهم منذ أيلول (سبتمبر) عام 2002 وهو ما أكدته تصريحات المدراء الماليين للشركة. وأدي انخفاض أسهم "فودافون" في بورصة لندن إلى انخفاض آخر في معدلات الشركات المنافسة الأوروبية الكبرى مثل شركة الاتصالات الألمانية، و"تيليفونيكا"، وشركة الاتصالات الإيطالية وشركة الاتصالات الفرنسية.
ووصف كريستيان ماهير المحلل في مؤسسة التأمين الاستثماري نظرة سارين إلى السوق بأنها تُمثل خيبة أمل كبيرة .
وحسب الأرقام التي كشفها سارين يبقى وضع السوق في اليابان غير مستقر. وخلال الأشهر الستة الماضية، انخفضت عوائد تشغيل فرع طوكيو لشركة فودافون بحوالي 191 مليون جنية استرليني ( ما يوازي نحو 284 مليون يورو ). وفي الوقت ذاته تراجعت أعداد زبائن الهاتف الجوال من 15.1 مليون إلى 14.9 مليون. وأدى هذا التطوّر السلبي بصورة خاصة إلى حرب أسعار طاحنة مع الشركات الرائدة في مجال الهواتف المحمولة مثل NTT Docomo، وKDDI ، اللتين وضعتا المنافسة البريطانية تحت ضغط كبير. وبهدف وقف التآكل في المحصّلة وحصص الشركة، هناك حاجة من وجهة نظر سارين إلى المزيد من الاستثمارات في الشركات التجارية القائمة التي تؤدي إلى تراجع في معدل الإيرادات قبل الفائدة، والضرائب، وانخفاض القوة الشرائية، والديون.
ويؤكّد سارين على أن انتعاش الشركة اليابانية الفرع أصبح قريباً. ويعبّر المستثمرون البريطانيون عن نفاذ صبرهم المتزايد, ويقول أحد المديرين الماليين : "إذا لم تؤد المؤشرات خلال الأشهر المقبلة إلى تغيّر في الوجهة الحالية في اليابان، فإن على شركة فودافون أن تبحث خلال العام المقبل عن مخرجٍ لها".
ويتناقض المظهر المتراجع الحالي مع التطوّر الحالي لسوق الشركة. فخلال الأشهر الستة الماضية ربحت شركة الاتصالات الجوالة البريطانية نحو عشرة ملايين زبون جديد حول العالم، ووسّعت قاعدة الزبائن لديها إلى 171 مليون زبون إجمالي. وارتفعت الإيرادات في تلك الفترة من 17.7 مليار إلى 18.3 مليار جنيه استرليني. وزاد معدل النمو في حجم المبيعات للعام إجمالاً كما كان مخططاً بين 6 و9 في المائة حسب ما ورد عن سارين بالنظر إلى دفعة السوق المتزايدة في معدلات البيع لموسم أعياد الميلاد.
ومع تحقيق أرباح بلغت حاليا 6.7 مليار جنيه استرليني قبل خصم الفوائد، والضرائب، وحساب انخفاض القوة الشرائية، والديون، كان يمكن لشركة فودافون في لندن أن تحقق توقعاتها لتقديرات ربع العام. وتراجع معدل Ebitda من 39.4 إلى 37.9 في المائة، حيث ينوي سارين مستقبلاً أن يُعاود شراء أسهمه الخاصة ضمن قيمة إجمالية تصل إلى 6.5 مليار جنيه استرليني، وفق قيمتها المعلنة حتى الآن.ويتوجب توجيه 4.5 مليار جنيه استرليني في اتجاه برنامج معاودة الشراء. وفي الوقت ذاته، يمكن للمتداولين أن يستفيدوا من الزيادات المرتفعة، حيث يريد سارين رفع سعر السهم بنحو 15 في المائة.
وفي ألمانيا لم تكتف شركة فودافون بالزبائن الجدد فقط ، بل ارتفع معدل مبيعات الشركة خلال النصف الأول للعام إلى ملياري يورو مسجلا نمواً بنسبة 46.4 في المائة بما يتجاوز معدل نمو الشركة البريطانية الأم. وفي الربع الثاني ارتفع عدد الزبائن بنحو 450.000 مشارك وفق ما أكد فريدريش جوسون مدير فرع الشركة في ألمانيا ومقره ولاية دوسلدورف.
وعلاوةً على ذلك، تمكّنت شركة فودافون من تقليص الفجوة بينها وبين فرع الشركة الألمانية للاتصالات من خلال زيادة عدد زبائنها الجدد الذي قُدِّر بنحو 28.3 مليون زبون. وأشار جوسين إلى طموح الشركة في الاستفادة من زيادة الطلب والإقبال على تقنية نقل المعلومات من خلال UMTS والذي يعد دافعا قويا للنمو حيث يقدر حاليا زبائن هذا النظام بنحو 815 ألفا في الوقت الراهن (منهم 665 ألفا يستخدمون الهاتف الجوال).
وقال جوسين إن هذه الأرقام يمكن أن تتضاعف لتصل إلى ملايين العملاء ومستخدمي خدمة UMTS خاصة مع اقتراب فترة أعياد الميلاد.