النصر يستنشق ذهبا!

النصر يستنشق ذهبا!

نجح النصر الفريق العاصمي المتقد في موسمه الحالي في استنشاق عبق الذهب، بعد غيبة طويلة، وسنين (قاحلة) أجدبت معها الخزائن الصفراء،
بعد فوز شبابه ببطولة كأس الاتحاد في نسختها الأولى أمام شباب الأهلي.
الانتصار يعتبر خطوة ممتازة نحو النهوض من جديد ( للقاعدة ) الصفراء، بعد أن لفظتها إدارات أنديتنا الكبرى في الرياض ( الهلال والشباب)، وتفرغ لها رجال الأصفر بهدوء وصمت تامين، أعقبتهما انتفاضة جميلة، توجت شبابه بالكأس، رغم أن كل الدلائل كانت تشير إلى ذلك قبل المباراة.
أجواء من العمل والصمت دامت أكثر من ثلاث سنوات صنع فيها رجال الأصفر صغارهم، معسكرات طويلة في البرازيل، استعانة بمختصين نفسيين، عدم مطالبتهم بالبطولة رغم ( تاريخيتها)، كلها عوامل نفسية جيدة لإبعاد الضغط النفسي عنهم تعاضدت مع الأداء الفني والروح الجماعية للفريق فشكلت فريقا لا يهزم.
القاعدة هي أمل النصر القادم، وفرصته لصناعة النجوم والمواهب في منأى عن الإعلام والجمهور، وكذا مصطادي الأخطاء.
أسماء كبيرة بعملها، متوارية في ظهورها صنعت إنجاز الأصفر أمثال: عمران العمران، أديب العمري، وحسام الصالح.
على النقيض تماما توارت القاعدة الشبابية ممثلة في شباب النادي في القدرة على المنافسة رغم تهيئة المكان الملائم، وذلك بعد أن تفرغت إدارته لتسليط كل جهودها لخدمة الفريق الأول، وتناست تماما أن البناء الحقيقي للفريق هو من صغاره، كما غابت جهود الأمير بندر بن محمد في الهلال عن الدعم الذي يصنع الإنجاز، بعد أن كان شبابه يسيرون في الطريق الصحيح الذي يجعلهم ينافسون وبقوة.
فريقان كبيران مثل الشباب والهلال لا مكان لشبابهما في النهائيات، رغم أنهما الأقوى حضورا، والأحظى دعما ومساندة على صعيد الشرفيين، هذا معناه أن القصور من إدارات الأندية، وليس من ندرة المواهب.
العمل في الدرجات السنية هو في حقيقته في أمس الحاجة إلى جهود جبارة وحيوية، لا تكل ولا تمل.
يجب أن نعترف أن من ارتفعت أصواتهم بجفاف المواهب، يعتبرون السبب في ذلك، فحقيقة أنديتنا أنها غيبت الاهتمام بالقاعدة، ولو بالنزر اليسير من اهتمامها بالفريق الأول، ولعل أكاديمية الأهلي بدأت تجني ثمارها مبكرا، حتى ولو لم تحصد اللقب في النهائي أمام النصر، لكنها بالتأكيد تسير في طريقها الصحيح.

[email protected]

الأكثر قراءة