تحرك استثماري قوي من خلال الصناديق الجديدة

تحرك استثماري قوي من خلال الصناديق الجديدة

يمكن للشركات الألمانية الصغيرة للمرة الأولى منذ سنوات، أن تعقد آمالاً كبيرة على أموال الدفعة المفاجئة، وذلك لأن عارضي رأسمال المخاطرة تجاوزوا نهائياً سنوات الأزمة، وأصبحوا أكثر جرأة من ذي قبل. "وفي السنة المقبلة سيرى المرء الكثير من الصفقات المالية من جديد"، كما قال رولف ماتيس، أيرلي بيرد المدير الشريك لشركة الرأسمال المخاطر في هامبورج.
وهذا التقدير يشارك فيه أيضاً توماس بوتر رئيس مجلس إدارة الرابطة الاتحادية لشركات المساهمة الرأسمالية الألمانية BVK، "إننا نرى شيئاً أكثر حضوراً لشركات التكنولوجيا الشابة يدعو للارتياح. وهذه النبتة الصغيرة ينبغي أن تنمو أكثر فأكثر. ويبدو بالفعل أن هناك نهاية لسنوات المصاعب، حيث توجب على قطاع رأسمال المخاطرة في السنوات الماضية الخضوع لتغيرات دراماتيكية.
وطبقاً لتقديرات القطاع، يوجد هناك عشرة منافسين، وعدد غير معروف من الشركات الصغيرة في السوق الألمانية، حيث أن غالبية المستثمرين المؤسسين لا يثقون بالمستقبل إطلاقاً بعد الخبرات السيئة للسنوات الماضية المتمثلة بترك أموالهم لصندوق رأسمال المخاطرة. وبدلاً من ذلك ازدهرت السوق بالنسبة إلى مشتريات الشركات الكبيرة من خلال صفقات إعادة الشراء.
إلاّ أن عارض رأسمال المخاطرة من ميونيخ، ولينجتون، جمع في هذه السنة 150 مليون يورو لصندوق جديد لتكنولوجيا المعلومات.وبذلك كسر الجليد أمام تقدم صناديق أخرى. وطبقاً لدراسة الشركة الاستشارية، فقد أصبحت موجة من الصناديق الجديدة وشيكة الانطلاق. وحوالي النصف تقريباً من شركات رأسمال المخاطرة المستطلعة آراؤها أشارت إلى أنها تعمل على إعداد صناديق لاحقة طبقاً لذلك، أو أنها حالياً على الطريق. والكثير منهم سيملأون صناديقهم في السنة المقبلة حسبما أعلن فرانك بونكه، شريك ولينجتون. وحسب تصريحات هولجر فرومان، رئيس BVK ، فقد عملت سبع شركات رأسمال مخاطرة في النصف الأول من السنة على تجميع الأموال بنجاح، حيث استطاعت إحداها تجميع 240 مليون يورو.

والحقيقة أن شركة TVM وقفت على قدميها من خلال صندوق بيوتكنولوجي جديد. كما أن شركة PVP فتحت الأبواب للمستثمرين. وإلى جانب التخوفات المتزايدة للمستثمرين من تفجر موجة إعادة شراء، فإن المبادرة الحكومية أيقظت ممولي المخاطر من نومهم العميق. وساعد صندوق الاستثمار الأوروبي الكثير من الصناديق في الوقوف على أقدامها، وشكل دعمه أهمية كبيرة رغم أنه تأسس قبل فترة وجيزة. وترغب الدولة إغلاق ثغرة أخرى، وذلك لأن صناديق التمويل الخاصة سحبت نفسها من تمويل النشاط التجاري قبل تأسيس شركة سيد كابتال بشكل كبير. ولسد هذه الثغرة، ينبغي تخصيص مبلغ قدره 262 مليون يورو من جانب الحكومة الاتحادية والشركات الصناعية ومجموعة البنوك الحكومية لإعادة البناء، وليس فقط لإنشاء الصناديق. وجاء تصاعد الأسعار مشجعاً لعارضي رأسمال المخاطرة. وطبقاً لمصادر موثوقة، فإنه خلال الربع الثالث كانت هناك 12 شركة للمرة الأولى مجهزة برأسمال مخاطرة.
وارتفع عدد عارضي رأسمال المخاطر في 36 حالة تخص شركات أعلى قيمة منذ عام 2000. وإلى جانب عودة المشترين الاستراتيجيين، ساعدت أجواء البورصة المشجعة على ذلك الأمر بشكل خاص. "إن حركة البورصة يعتبر بالنسبة لنا طريق ملوكي"، كما قال ماتيس، لأنه في الحالة المثلى يستفيد عارضو رأسمال المخاطرة بعد حركة سير البورصة و أسعار التداول الصاعدة. ويتوقع الخبراء لعام 2006 ما بين 15 إلى 20 حركة رئيسية في البورصة من خلال قطاعات رأسمال المخاطر.

الأكثر قراءة