وادي الدواسر .. لوحات "بُنية" تهدر الفرص السياحية!
بينما تغيب اللوحات الإرشادية التي تدل على المواقع الأثرية والتاريخية في وادي الدواسر، ذات اللون أن تدر على سكانها مداخيل مالية معتبرة بحيث تسهم في رفع مستوى الدخل للمواطنين من خلال تحريك عجلة اقتصاديات السياحة فيها، خاصة أنها تتكئ على إرث تاريخي وأثري كبير يمتد إلى أعماق التاريخ.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تبذل الهيئة العليا للسياحة والآثار جهودا كبيرة لإعادة تحريك القطاع الزراعي، من خلال برامج في مختلف مناطق المملكة، حيث يحسب لها إعادة تنظيم القطاع وتوفير البيئة التشريعية والرقابة له. بيد أن الوادي تنتظر دورها في هذا المجال في ظل وجود مواقع سياحية وتاريخية مثل قريتي الفاو، الجو، وقصر الملك عبد العزيز التاريخي.
ويشير ضيف بن مسفر أن العديد من الزائرين لوادي الدواسر يصادفونه بالسؤال عن مواقع هذه الآثار ويطلبون مساعدته لعدم وجود لوحات إرشادية على الطرق تدل على مواقعها، فمثلا قرية الفاو الأثرية الواقعة على طريق نجران وادي الدواسر، لا يوجد على هذا الطريق ما يدل عليها منذ الخروج من وادي الدواسر حتى الوصول إلى نجران حيث لا يوجد كم تبعد من وادي الدواسر، وكذلك بالنسبة للقادم من منطقة نجران.
وأضاف حسن الدوسري أن الداخل إلى وادي الدواسر يجهل أين تقع الآثار والمعالم الأثرية في المحافظة لعدم وجود ما يدل الزائر لها من لوحات على الطرق الرئيسية فالآثار أصبحت مقصدا للعديد من السياح.
وأكد عبد الله سعيد الدوسري أن العديد من دول العالم تبرز المعالم الأثرية والسياحية للزائرين. وقال "نتمنى من الجهات المختصة إبراز المعالم الأثرية والسياحية بكل محافظة وذلك بلوحات إرشادية على الطرق الرئيسية داخل وخارج المحافظات، فالعديد من الزائرين يجهل الآثار التي في المدن بسبب عدم إبرازها.
وترتفع وتيرة هذه المطالبات بالنظر إلى موقع وادي الدواسر الذي يقع على الحدود الشرقية لمنطقه عسير التي يعبر الكثير من السياح إليها خصوصا القادمين من دول الخليج والمنطقة الشرقية ومنطقة الرياض عن طريق الرياض وادي الدواسر أبها، كما أن وادي الدواسر بعد ربطه بطريق وادي الدواسر رنية أصبح ممرا للعابرين لمنطقة مكة المكرمة والطائف، ولأن الآثار أصبحت هدفا منشودا للعديد من السياح في دول العالم.
معلوم أن الوادي تضم عدة مواقع تارخية مثل:
قرية الفاو الأثرية
وتقع على الطريق الرابط بين منطقة نجران ومنطقة الرياض المار بمحافظتي وادي الدواسر والسليل حيث تبعد عن وادي الدواسر بنحو 120كيلو مترا باتجاه الجنوب الشرقي بينما تبعد عن نجران 250 كيلو مترا تقريبا باتجاه الشمال. وتقع قديما على الطريق التجاري القديم الذي يربط جنوب الجزيرة العربية بشمالها حيث كانت قوافل من مملكة سبأ ومعين وقتبان وحضرموت وحمير متجهة إلى نجران ومنها إلى قرية الفاو ثم إلى الأفلاج فاليمامة ثم تتجه شمالا إلى بلاد الرافدين والشام، وكانت تضم حضارة عريقة لمملكة كندة وامرئ القيس وملك قحطان .
قرية الجو الأثرية
تقع شمال الفرعة على بعد خمسة كيلو مترات من قلب محافظة وادي الدواسر باتجاه الشمال الغربي وقامت وزارة التربية والتعليم بوضع سياج حديدي حولها لحمايتها، ويعتقد أنه لم يعرف بشكل كامل حجم الآثار التاريخية التي تحتوي عليها، نظرا لمحدودية الدراسات أو البحوث التي أجريت عليها.
قصر الملك عبد العزيز التاريخي
يعتبر قصر الملك عبد العزيز وهو ما يُعرف بقصر الإمارة من أهم المعالم
التاريخية في وادي الدواسر ويتكون من خمسة أجزاء هي: مسكن العائلة، ومنطقة
الإمارة، ومنطقة الضيافة، ومنطقة الماشية، ومنطقة الخدمات التي تتوسط الأجزاء
الأربعة الأخرى، وتشكل المساحات والغرف الخاصة بالضيوف نسبة كبيرة من
المساحة الكلية.
وتبلغ مساحة حدود المجمع 5220 م2. وقد أمر ببنائه الملك عبد العزيز - رحمه الله - ليكون مقراً للحاكم الإداري في وادي الدواسر، وهو أحد القصور التاريخية التي تزخر بعبق التاريخ المجيد. وقد بُني عام 1329هـ على مساحة 1522 مترا مربعاً وبقي صامداً أعواما عديدة، ويرى بعض المهتمين بالآثار أنه يمكن تحويله إلى متحف أثري للمحافظة وذلك لاشتماله على الكثير من المقومات التاريخية والمساحة الشاسعة.