مؤتمر فرط الحركة: مطالب بميزانية للبرامج الإعلامية .. واستمرار الندوات
مؤتمر فرط الحركة: مطالب بميزانية للبرامج الإعلامية .. واستمرار الندوات
نظمت مجموعة دعم فرط الحركة وتشتت الانتباه "أفتا" المؤتمر العالمي الثاني لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ضمن برامجها التوعوية والتدريبية، برعاية واهتمام ومتابعة الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز سفير خادم الحرمين الشريفين في المملكة المتحدة وإيرلندا، الرئيس الفخري لجمعية دعم فرط الحركة وتشتت الانتباه، على مدى خمسة أيام في قصر طويق بالحي الدبلوماسي بالرياض، وذلك بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم.
وكان لمحاضرات وورش العمل التي نظمها الأكاديميون من أمريكا فوائد كبيرة وملموسة لدى المتدربين التربويين، وكذلك ورش العمل التي أقيمت للأطفال وقام ليها وأدارها مجموعة من الفنانات التشكيليات والمصورات الفوتوغرافيات تحت مظلة "عين رأت"، تفاعلا منهن مع أهداف المجموعة ولإيصال رسالة للمجتمع من خلال الإبداع التشكيلي.
وخلصت اللجان العاملة في المؤتمر إلى عدة توصيات عامة، ولا سيما فيما يخص التربويين والإعلام:
أولا: التوصيات الإعلامية
- إنشاء هيئة عليا لرعاية المصابين ويرأسها أكبر مسؤول في الدولة، توضع لها خطط مدروسة وترصد لها ميزانية كافية للإنفاق منها على برامج إعلامية توعوية تعتني بفرط الحركة وتشتت الانتباه.
- زيادة عدد أعضاء اللجنة الإعلامية لمجموعة دعم فرط الحركة وتشتت الانتباه، ودراسة عمل فروع لها في عدة مناطق.
- تقديم برامج إذاعية وتلفازية ونشر مقالات واستطلاعات وتحقيقات وأخبار ومعلومات وإعلانات عبر وسائل الإعلام، وذلك ضمن مهام اللجنة الإعلامية في مجموعة "أفتا".
- إنتاج أفلام تمثيلية، وعمل مدونات، وتأليف كتيبات، وإعداد مطويات، ومنشورات.
- تكثيف الدورات التدريبية وورش العمل للتربويين والأطباء والمتطوعين والإعلاميين.
- محاولة إقناع بعض المبدعين لعرض حالاتهم عبر وسائل الإعلام، والاستفادة من تجارب عالمية مع مبدعين في عدة دول.
- إجراء بحوث طبية وإعلامية مشتركة بين مجموعة دعم فرط الحركة وتشتت الانتباه ووزارة الصحة والوسائل الإعلامية، تعنى بالتأثير الإيجابي والسلبي، وتعبر عن جدوى العمل الجماعي والمجتمعي.
- بما أن إعلام "فرط الحركة وتشتت الانتباه" يندرج تحت الإعلام المتخصص، فإن كليات وأقسام الإعلام العربية من جهة والسعودية من جهة عليها مسؤولية المساهمة في إعداد كفاءات إعلامية متخصصة.
- الاستفادة من الرياضة بالتعاون مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب في مناسبات جماهيرية.
- دعوة نجوم الرياضة والفن للمشاركة في ورش خاصة بالأطفال، والاستفادة منهم أيضا في بعض الندوات والدورات.
- الاطلاع على ما لدى الدول المتقدمة والاستفادة منه في التوعية.
- تعميق التواصل ما بين "مجموعة دعم فرط الحركة وتشتت الانتباه ـ "أفتا" والأسر التي لديها حالات مصابة وتكريس العمل بما يحقق رفع نسبة الوعي عن طريق وسائل الإعلام.
- توسيع قاعدة مجموعات "أفتا" لتشمل سائر مناطق ومحافظات المملكة العربية السعودية، ومدها بالأكفاء من المتخصصين، وتقديم الحوافز التشجيعية لهم.
- العمل بقوة وحرص على إقناع المسؤولين بخطورة سلبيات عدم معالجة المصابين، والمساهمة بفاعلية في توفير المعونات والخدمات والتسهيلات للأطفال المصابين.
- العمل على تقديم دعم مادي مستمر لبعض الأسر التي لديها أطفال مصابون ومساعدتهم على توفير العلاج اللازم.
ثانيا: التوصيات التربوية
1- حث القيادات التربوية على الرعاية والاهتمام بتوفير الخدمات المناسبة لذوي اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.
2- توسيع نطاق التدريب للتربويين على مستوى المملكة من خلال المعايير التي وضعتها المجموعة.
3- التأكيد على تكامل الدور التربوي مابين الأسرة والمدرسة بما يصب في مصلحة التلميذ.
4-إيجاد مجموعات ومنسقين لبرامج المجموعة في المناطق والمحافظات في المملكة.
5- الاستمرار في عقد الندوات والمحاضرات التثقيفية في مختلف محافظات ومناطق المملكة وذلك لتثقيف الآباء والامهات والتربويين بأفضل الاستراتيجيات الحديثة وإعدادهم نفسيا واجتماعيا.
6- استمرار التواصل مع المؤسسة التربوية الأمريكية والخبراء وفتح قنوات عملية أكبر لتبادل المعلومات والخبرات.
7- تنظيم دورات تربويية متقدمة للآباء والأمهات والتربويين شهر نيسان (أبريل) المقبل 2009 وإعدادهم كمدربين في مجال الاضطراب.
8-إقامة معرض فني لأعمال الأطفال التي أنجزوها مع مجموعة "عين رأت" في شباط (فبراير) 2009.
9- تقييم القدرات التدريبية للتربويين الذين حضروا الدورة التدريبية.
10- جدولة ورش العمل في مختلف مناطق ومحافظات المملكة للتربويين الجاهزين للتدريب فى المرحلة المقبلة.
11- ملاحظة الفوارق الفردية بين الطلاب، والحرص على تطوير مهاراتهم، مع الأخذ في الاعتبار أن التفكير عند هؤلاء الأطفال بطيء، وبالتالي لا بد من تحمل سلوكياتهم وعدم القسوة عليهم، ولا بد من توفير مدرسين يؤمنون بقدرات هؤلاء الأطفال.
12- التأكيد على المدرسين: (التعامل مع المصابين وكأنهم أبناءكم) وأن يكون المدرس قادرا على جعل الطلاب يستمتعون بالعمل، وأن يعزز الثقة لديهم ولا يسخر منهم، وأن يستثمر فرط قوتهم بما يعود عليهم بالنفع والثقة.
وكان الأمير محمد بن نواف قد افتتح المؤتمر العالمي بحضور الدكتور قاسم القصبي المشرف التنفيذي على مستشفى الملك فيصل التخصصي، والدكتورة سعاد يماني رئيسة "أفتا". كما تابع الأمير الفعاليات من كثب وشارك بفاعلية في ندوة الإعلام بعنوان "ما له وما عليه" التي حاضر فيها الدكتور بدر كريم الإعلامي المعروف وعضو مجلس الشورى الأسبق، والزميل نجيب الزامل الكاتب في "الاقتصادية".
وحظيت الندوة الإعلامية بعنوان "إعلام فرط الحركة وتشتت الانتباه ما له وما عليه" بحضور وتفاعل قويين من إعلاميين وتربويين وأعضاء مشاركين، يتقدمهم الأمير محمد بن نواف الذي كان لمداخلاته وتفاعله مع ما طرح أثرا قويا في نجاح الندوة التي امتدت نحو ثلاث ساعات، وتحدث الدكتور بدر كريم عن أهمية دور وسائل الإعلام في تناول مثل هذه المشاريع الوطنية والمجتمعية، وعرج إلى واقع الإعلام العربي والسعودي في رفع مستوى الوعي، وما يجب أن يعمله مستقبلا في خدمة أهداف مجموعة "أفتا"، وقدم العديد من المقترحات التي لاقت استحسان وقبول المنظمين.
في حين تحدث الزميل نجيب الزامل عن كيفية محاكاة الإعلام الغربي في تناول القضايا الاجتماعية، وحرص على مقابلة مبدعين وناجحين في مختلف دول الخليج كانوا في الأساس مصابين بفرط الحركة وتشتت الانتباه، وتحدث عنهم وكيف تحولوا إلى كبار وقياديين ومشاهير في مجتمعاتهم، مشيرا إلى وجود جراح سعودي شهير أطلق عليه الكنديون "العاصفة الرملية" نسبة إلى رمال الصحراء التي تشتهر بها المناطق العربية، موضحا أنهم ينتظرون زياراته بين فترة وأخرى كونه أحد المبدعين في مجاله، إلى جانب عدد من التجار والفنانين والجراحين المصابين بالاضطراب، وقدم الكثير من المقترحات التي تقوي عمل مجموعة "أفتا".
من جانبها، نوهت الدكتورة سعاد يماني بتفاعل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وتوجيهاته السديدة لبلورة المشروع الوطني واعتماد الخطة التي تهدف إلى تنوير المجتمع ومعالجة المصابين.
وثمنت يماني التعاون الكبير من لدن وزارة التربية والتعليم، مشيرة إلى أنها تتواصل مع وزارة الصحة أيضا لعقد دورات تدريبية في أكثر من منطقة، إلا أنها أبدت أسفها لتواضع الخدمات، مشددة على أن المشروع مهم وحيوي ويحتاج إلى جهود مضاعفة، وأوضحت أن مجموعة "أفتا" نظمت 42 ورشة عمل للأهالي، وأن المجموعة بصدد تنظيم ورش وندوات ومعارض. مشيرة إلى أن المشروع الوطني بعد اعتماد إجراءاته سيكون له دور كبير في تحقيق الأهداف المرسومة، وصادقت على المقترحات التي نوقشت في ندوة الإعلام، بعد أن أبدت سعادتها بتفهم كثيرين لأهمية معالجة المصابين وتحويلهم إلى مبدعين ومنتجين.
وأعربت رئيسة "أفتا" عن شكرها وتقديرها للقائمين على قصر طويق ولجميع من ساهم بالدعم والرعاية، وكذلك المتطوعين ووسائل الإعلام على تفاعلهم وإخلاصهم واهتمامهم بأهداف الجمعية.
وبخصوص الجانب التربوي تم استقطاب متخصصين من أمريكا وهم: كريس زيغلر دندي، وبيلي آبني، وأليكس زيغلر، الذين حاضروا على مدى خمسة أيام لتأهيل التربويين ليكونوا مدربين، وتم ربط بعض المحاضرات بمجموعة في أمريكا عن طريق اتصال مرئي مباشر.
من جهتها، نوهت كريس زايجلر بالمنتدى العالمي الثاني وانعقاده في الرياض بما يجسد مدى الاهتمام القوي بفئة مصابي فرط الحركة وتشتت الانتباه، وقالت: "أتشرف بدعوتي وأسرتي لإطلاعكم على ما تعلمته في تجربتي مع الحالة التي تعرف بقصور الانتباه وفرط النشاط لدى الأطفال". وأشارت إلى أهمية تبادل المعلومات والحديث عن التجارب الشخصية وما يجب تعليمه للآباء والأمهات، والمدرسين، معبرة عن انبهارها بالدور الريادي للمملكة في الشرق الأوسط، وشددت على أن الأطفال الذين يعانون ويتعايشون مع هذه الحالة يمكن أن يكونوا مبدعين وناجحين ومنتجين، إذا توافر العلاج المناسب والدعم المقترن بالحب والرعاية، وقالت في ختام كلمتها "أهنئكم مرة أخرى على ريادتكم في هذا المجال".
المحاضرون في سطور:
- كريس دندي: كاتبة، وتربوية سابقة، وإخصائية نفسية ومتخصصة في الصحة العقلية للأطفال، وخبرتها تزيد على 40 عاما، ألفت كتبا منها "فرط الحركة وتشتت الانتباه لدى المراهقين"، وآخر بعنوان "تعليم المراهقين الذين يعانون فرط الحركة وتشتت الانتباه"، وكتاب ثالث بعنوان "نظرة شاملة للحياة مع فرط الحركة وتشتت الانتباه"، وهذا الكتاب يعد دليلا شاملا للمراهقين كونها ألفته بالاشتراك مع ابنها "أليكس" الذي يعاني الحالة.
أما شقيقتها "الدكتورة بيلي" فهي تقوم بتدريس مواد التشريح والفيزياء والكيمياء في المرحلة الثانوية، وتعمل مدربة تنس، وهي ناشطة في إلقاء المحاضرات، علما أنها في الأصل تعاني فرط الحركة وتشتت الانتباه.
ولأليكس ابن "دندي" فهو يعمل حاليا على إنتاج شريط "دي في دي" بعنوان "فرط الحركة وتشتت الانتباه في الحياة الواقعية" يقدم من خلاله 30 مراهقا يتحدثون عن معاناتهم مع فرط الحركة وتشتت الانتباه، وشارك والدته في تأليف كتاب عن فرط الحركة وتشتت الانتباه، كما أنه ناشط في إلقاء المحاضرات محليا ودوليا.