رثاء لإنسان حي

رثاء لإنسان حي

عايض الظفيري.. صوت لا يشرب "الينسون" لإيصال نفسه! بدوي يغني للبسطاء بلسان "الأصل الطيب"، لا يعزف على ربابة ولا يبحث عن عوامل تعزيز لتحريك الهياكل، هو يطرب "وحيدا" لأن كلماته من النوع الذي "يهززك" عند قراءته قبل سماعه، ويبصر الأعمى مشهده!
يقول: "قصيدة بسيطة بلغة بسيطة لإنسان أبسط! هناك الكثير من الأبيات التي نامت على يدي ولم أوقظها! لكم ولصديقي الذي كان هذا النص"، فيشدنا التساؤل عما نام على يديه قبل أي تفاعل آخر، هل يمكن أن نوقظ الشعر ولو بالقوة؟! سنحاول معه، وسيحاول كل من قرأ له، ومن سيقرأ له.. لن نقول اقرأوا فحاولوا، بل اقرأوا وحاولوا كسبا للوقت! فهذا الرجل أكبر بكثير من مقدمات قد لا تشرح حال من يقرأه معه!

كان الصديق وكان مضرب للامثال
يهذي كأن الله خلقه فقصيده
يطرب - اذا سمّعته الشعر - بهبال
يرد قاف العجز وارجع واعيده
يحفظ سِيَر عشّاق وابطال أبطال
وفكل قمرا له ملامح جديدة
طاهر وأكثر حيل من طهر الأطفال
تشعر معه إن الأماني سعيدة
طيّب كريم وتسبق اقواله افعال
بالمختصر يعني "وليده وليده"
يحلم وأحلامه عريضات وطوال
أصغرهن انه يلمس الشمس بيده
يعني كذا! تقدر تقول انه ارتال
من أمنيات وصبر حاول يبيده
عيبه فقط! لو أن امانيه بريال
.يسكت لأنه عايشٍ عـ الحديدة
كنّا نفضفض للشوارع عن الحال
ونشعر معاً إن الليالي بليدة
نهيم ونغني للاحزان موال
ونهدي عصافير الصباح لنشيده
مرّه تضايق! قلت له: كيف الاحوال
حشرج وكسّر دمعته في وريده
يقول تدري: هالوطن صعب ينقال
اكتبه ياخي مثل ماحنا نريده
انا "انسرقت" وما خطر لي على البال
إن الأماني في بلادي زهيدة
ضيّّعت عمري ابني احلام وآمال
وما كنت احسب اشيا بسيطة بعيدة
ما كنت احسب الشمس تحجب بغربال
ولا كنت احسب "الصدق" يصبح مكيدة
لوكنت راعي (...) وانسان حيال
يمدي رصيدي ممتلي من رصيده
شفني غديت من الوهم كلي اسمال
أحزن ليا حان احتفالي فـ عيده
واقف على رصيف الاحلام بطّال
وبكره عيالي يارثون الحديده!

الأكثر قراءة