19 شركة سعودية وعالمية تعلن عن مشاريع عملاقة في مدينة جازان الاقتصادية
19 شركة سعودية وعالمية تعلن عن مشاريع عملاقة في مدينة جازان الاقتصادية
عكست الاتفاقيات التي وقعت أمس في مدينة جازان الاقتصادية مع شركاء عالميين قوة ومتانة الاقتصاد السعودي وأنه بمنأى عن الأزمة الأخيرة وأعطت إشارة واضحة للمشككين في تعثر مشاريع المدن الاقتصادية والتي تسير وفق خطط وجداول زمنية محددة، حيث شهد موقع مدينة جازان الاقتصادية أمس، احتفالية كبيرة لتوقيع اتفاقيات بين 19 شركة عالمية ومحلية لإطلاق عدد من المشاريع العملاقة التي ستحتضنها المدينة مستقبلاً، ليصل بذلك حجم الاستثمارات التي ستقام في المدينة إلى مبلغ يقدر بأكثر من 115 مليار ريال.
جاء ذلك خلال حفل رعاه أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز، بحضور محافظ الهيئة العامة للاستثمار عمرو بن عبد الله الدباغ وعدد من أصحاب المعالي الوزراء، ونظمه مطورو مدينة جازان الاقتصادية بالتعاون مع الهيئة العامة للاستثمار.
وقد نوه الأمير محمد بن ناصر خلال الكلمة التي ألقاها خلال الحفل أمس بالمشاريع الاستثمارية العملاقة التي سوف تقام في المنطقة وقال:" إن إنشاء هذه المدينة الاقتصادية ومصفاة البترول التي وجه بها سيدي خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - تمثل معقلا اقتصاديا وتنمويا مهم في تنشيط وتفعيل مختلف أوجه الحياة الاقتصادية والاجتماعية والتنموية بهذه المنطقة، وتضاف إلى مكرمات أخرى كثيرة أمر بها خادم الحرمين الشريفين كالجامعة، وضاحية الملك عبد الله، والطريق الساحلي جازان – جدة السريع والمشاريع الأخرى التي يجري تنفيذها في المنطقة، إضافة إلى اعتماد المدينة الصناعية التي تم توقيع عقد مشروع إرسال التيار الكهربائي للمرحلة الأولى منها أخيرا سوف تجلب خلال السنوات الخمس المقبلة استثمارات صناعية بأكثر من عشرة مليارات ريال".
هذا وقد شملت المشاريع التي تم توقيع اتفاقيتها مشروع تطوير وإنشاء الميناء الصناعي للمدينة الاقتصادية الذي يعد ثاني أكبر ميناء صناعي على ساحل البحر الأحمر، الذي يمثل المشروع الرئيسي في مدينة جازان الاقتصادية بتكلفة إجمالية للمشروع تزيد على خمسة مليارات ريال، وسينفذ الميناء بصورة تمكنه من استيعاب الجيل المقبل من السفن العملاقة.
وتم توقيع مذكرة تفاهم بين إحدى الشركات الصينية الرائدة ومطوري المدينة الاقتصادية لإقامة مشروع لبناء السفن وإصلاحها يعد فريداً من نوعه في المنطقة، ويبلغ إجمالي الاستثمار للمشروع أكثر من 1.5 مليار ريال.
كما وقعت اتفاقية بين مجموعة هبي للصناعات الحديدية المملوكة للحكومة الصينية والتي تعد رابع أكبر شركة للحديد في العالم وتحالف من الشركات الأجنبية والسعودية، وذلك لإنشاء صناعات متكاملة لتشكيل الحديد باستثمار يتجاوز 1.3 مليار ريال، يشمل مجموعة من الصناعات التحويلية لمنتجات حديدية.
وشهد الحفل أيضاً توقيع اتفاقية مع إحدى أكبر الشركات الماليزية في مجال صناعة السيارات، وذلك لإنشاء أول مجمع من نوعه في المنطقة لإنتاج السيارات باستثمار كلي يتجاوز 900 مليون ريال، واتفاقية أخرى لتحالف بين عدة شركات أجنبية ومحلية، من أجل تجهيز البنية التحتية للاتصالات وتقنية المعلومات في المدينة، إضافة إلى شبكة الاتصالات بإجمالي استثمار يزيد على أربعة مليارات ريال، لتصبح مدينة جازان الاقتصادية مطبقة لمفهوم المدينة الذكية بسرعات اتصال عالية.
ومن المشاريع العملاقة التي تم إطلاقها خلال الحفل، مصنع لإنتاج كوابل الألمنيوم ستحتضنه المدينة، وهو مجمع سعودي بحريني متخصص في الصناعات التحويلية في مجال الألمنيوم.
وفي قطاع الإسكان، تم توقيع مذكرة تفاهم لإنشاء صندوق عقاري يدعم أعمال التطوير العقاري في المدينة الاقتصادية، كما وقعت اتفاقية مجمع الإسكان المتخصص في مدينة جازان الاقتصادية، وذلك بين كل من شركة عبر المملكة للاستثمارات وشركة تميمي العالمية وتطوير الجزيرة بالشراكة مع مطور مدينة جازان الاقتصادية، ويبلغ حجم الاستثمار في هذا المشروع أكثر من 200 مليون ريال كمرحلة أولى، ومن المتوقع أن يصل استثمارات الشركة أكثر من مليار ريال مع النمو المتوقع للمدينة الاقتصادية.
كما كشف خلال الحفل عن مشروع فندقي في المدينة الاقتصادية تقوم على تطويره مجموعة هاشو، التي تمتلك سلسلة من الفنادق العالمية حول العالم بالشراكة مع مطور مدينة جازان الاقتصادية، وتم توقيع مذكرة تفاهم لهذا المشروع حدد فيها قيمة الاستثمار بما يصل إلى 180 مليون ريال.
وقال محافظ الهيئة للاستثمار السيد عمرو بن عبد الله الدباغ: "إن المدن الاقتصادية الكبرى في المملكة، الممولة بالكامل من قبل القطاع الخاص، والمدعومة من قبل الجهات الحكومية بالتسهيلات التي يحتاج إليها المستثمرون، هي نموذج استثماري جديد عالمياً، طورته الهيئة العامة للاستثمار بالاستفادة من دراستها للتجارب العالمية الناجحة في جذب الاستثمار".
وأضاف:" إن بلادنا تريد من القطاع الخاص المحلي والأجنبي إزاء هذه التسهيلات والحوافز، التركيز على جانب محدد، يمثل الهدف الاستراتيجي من إنشاء المدن الاقتصادية في المملكة، وهو تدريب وتأهيل أبناء وبنات الوطن، للعمل في مشاريع المدن الاقتصادية مع التزامنا التام بالعمل عن قرب، مع كل مستثمر، من أجل توفير ما يحتاج من موارد بشرية بالتعاون مع وزارة العمل، وقد تم تأسيس شركة كادر المدن الاقتصادية، التي ستقوم في مراحل مبكرة بإنشاء المشاريع، وتصميم البرامج التدريبية لأبناء المنطقة، في المجالات التي يُحددها المستثمر".
وأعلن الدباغ أمس عن توقيع اتفاقية إنشاء مدينة كادر للتدريب، على مساحة مليون متر مربع، في مدينة جازان الاقتصادية، وستتضمن عدة مراكز تدريب متخصصة، وكليات تقنية ومعاهد صناعية، لإعداد الموارد البشرية السعودية المدربة والمؤهلة، والقادرة على الاستفادة من الفرص الوظيفية التي توفرها المشاريع الاستثمارية، في مدينة جازان الاقتصادية.
وقال المهندس زيدان بن محمد عمر يوسف الرئيس التنفيذي لشركة إم. إم. سي السعودية وعضو مجلس إدارة شركة مدينة جازان الاقتصادية.
في هذا اليوم المبارك تشهد مدينة جازان الاقتصادية انطلاقتها الثانية، حيث يتم توقيع مذكرات تفاهم لعدد من المشاريع الاستراتيجية، التي تشمل تطوير ميناء مدينة جازان الاقتصادية وتأسيس عدد من الصناعات في مجالات جديدة تشمل صناعة السيارات وبناء السفن وهي صناعات داعمة ومكملة للصناعات التي وضع حجر الأساس لها خادم الحرمين الشريفين منذ عامين والتي تمثلت في مصهر الألمنيوم ومجمع صناعة الحديد، اللذين يمثلان حجر الزاوية في تطوير المدينة وعنصر جذب مهم لمزيد من الاستثمارات المحلية والمشتركة والأجنبية.