نظام إرشادي ومروري متكامل لحي السفارات
نظام إرشادي ومروري متكامل لحي السفارات
أرست الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض أخيراً عقداً لتنفيذ مشروع النظام الإرشادي في حي السفارات، على مؤسسة السلام للصناعة والتجارة بقيمة 13.823.600 ريال ومدة تنفيذه 12 شهرا. ويشتمل هذا النظام على نظام إرشادي ومروري متكامل لحي السفارات بالإضافة إلى نظام لترقيم المباني والمرافق داخل الحي.
وتزامن إنشاء حي السفارات غربي الرياض، مع إطلالة القرن الهجري الحالي ضمن مجموعة من المشروعات الكبرى التي كان لها تأثير مباشر في التنمية بشكل عام في المدينة كالديوان الملكي وقصر السلام. وقد أنشأته هيئة تطوير الرياض في الجزء الشمالي الغربي من مدينة الرياض في مساحة تزيد على سبعة ملايين متر مربع، بحيث يبعد نحو ثمانية كيلومترات عن وسط المدينة، ويمتد الموقع لمسافة تصل إلى ثلاثة كيلومترات، ويطل في جزئه الغربي على وادي حنيفة الذي يخترق الرياض من شمالها إلى جنوبها.
وروعي في اختيار موقع الحي الطبيعة الطبوغرافية للمكان الذي تم اختياره، حيث يقع على هضبة تشرف على الوادي بخضرته وجماله الطبيعي وعلى الصحراء الفسيحة التي تقع خلفه وعلى منظر مدينة الرياض الذي يطل عليها من الجانب الشرقي، إلى جانب كون تضاريس الحي تتميز بالامتداد الشاسع والتباين في التشكيلات الأرضية من التلال والمنحدرات والامتدادات التي تعد من السمات الطبوغرافية المثيرة للإعجاب.
تجمع الرياض الدولي
وترتبط أجزاء الحي بشبكة من الطرق تزيد أطوالها على 50 كيلومترا، ويشكل الطريقان المتوازيان الرئيسيان المحور الأساسي لشبكة النقل الداخلية بالحي بعرض يبلغ 47 مترا لكل منهما، كما تتكون شوارع الحي من طرق تجميع وطرق فرعية وطرق موصلة لداخل المناطق السكنية عبر مدخلين رئيسيين مرتبطين بشبكة المواصلات الرئيسية في المدينة.
ويتميز مشروع حي السفارات الذي كان باكورة مشاريع الهيئة بإقامته في أكثر مناطق الرياض تميزا ومكانة بما يليق بالمؤسسات الحكومية ومنشآت الحي ذات الطبيعة الدولية حيث يجاور الحي مجموعة من المشاريع المهمة الكبرى التي أنشئت لاحقاً في المدينة وتشمل (مجمع الديوان الملكي، مجلس الشورى، مقر مجلس الوزراء، مقر الأمانة العامة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية) وعددا من أحياء المدينة الراقية.
و منذ البدء في تنفيذه أخذ حي السفارات يتحول إلى تجمع دولي في مدينة الرياض وفقا لما خطط له، حيث استوعب خلال السنوات الأولى من إنجازه أكثر من 90 سفارة ومكتب تمثيل، مع العلم بأنه مصمم ليستوعب أكثر من 120 بعثة دبلوماسية وما يزيد على 32 ألف نسمة من السكان. ويضم الحي إضافة إلى المناطق السكنية مرافق تعليمية وصحية وبلدية واجتماعية مع عدد من الخدمات الأخرى.
مؤثرات طبيعية جمالية
ولتحقيق أعلى قدر من الاستفادة من الأراضي المحيطة بالحي، أقيمت في عدد من جوانبه مؤثرات تنسيقية جمالية تحول دون الضوضاء الناتجة عن الطرق السريعة المجاورة للحي، ومنها إقامة المرتفعات الترابية وغرس الأشجار والنخيل وتكوين المرتفعات الصخرية على حدود الحي.
ولإضفاء الجمال الطبيعي على أجزاء الحي العامة تمت إقامة الحدائق والملاعب والنوافير في ساحات الحي وخصصت مساحات كبيرة للأشجار الوارفة والنخيل والشجيرات التجميلية في الجزر الوسطية للشوارع والميادين، وتمت الاستفادة من مياه الأمطار ومجاري السيول عبر تجميع هذه المياه لتوفير بيئة طبيعية تتلاءم والمنشآت المقامة في الموقع.
كما يحتوي حي السفارات على عدد من الساحات المفتوحة المتضمنة أحدث المواصفات الحديثة في الوقت الذي شيدت فيه وفقاً للطراز المحلي التقليدي كمعظم منشآت الأخرى، ومن أبرزها (ساحة الكندي) التي تستقطب أعدادا كبيرا من الزوار المتنزهين من سكان الحي بصفة خاصة وسكان المدينة من العائلات. ويضم الحي أيضاً منشآت مميزة شيدتها الهيئة من بينها (قصر الثقافة) و (قصر طويق) اللذان يوفران للمدينة الكثير من الخدمات التي تندرج ضمن الأهداف التي أقيما من أجلها على الصعيدين الثقافي و الاجتماعي.
ويحتوي حي السفارات على العديد من المؤسسات الإقليمية والعالمية مثل: مكتب التربية العربي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي, ومكتب منظمة الأمم المتحدة وعدد من فروع منظماتها الإنسانية ومقر المعهد العربي لإنماء المدن والمكتب الإقليمي للشرق الأوسط لشؤون المكفوفين وغيرها من المؤسسات، إلى جانب مقر الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض التي تمارس دورا حيويا في إدارة الحي وصيانته وتجهيزه بأعلى مستويات الرفاهية والتطوير.