البرد يلهب أسعار الحطب في المناطق.. والتحذير من الغش في الأسواق
مع دخول فصل الشتاء أولى مراحله بدأ الكثيرون في البحث عن الأنواع الجيدة من الحطب في السوق الذي يحرص العديد من السكان على استخدامه في عملية التدفئة، ما جعل سوق الحطب تنفض غبار الأشهر الماضية لتستعد لاستقبال زبائنها الذين أتت بهم نسمات البرد التي هبت على أغلب مناطق المملكة، حيث شهدت أسواق الحطب إقبالا جيدا خلال الأيام الماضية والتي كان عنوانها تغير الطقس من معتدل إلى مائل للبرودة.
مراسلو "الاقتصادية" تجولوا في أسواق الحطب في عدد من مناطق المملكة، لرصد الحركة التجارية والإقبال على شراء الحطب والأنواع المفضلة وأسعارها، إضافة إلى كشف بعض المخالفين في عملية الاحتطاب الجائر، كذلك ممارسي الغش في بيع الحطب ومحاولة تمرير الرديء وسط النوع الجيد والمفضل. "الاقتصادية" خرجت بهذا التقرير التالي:
ففي الرياض أشعل البرد الذي شهدته العاصمة الأيام الماضية فتيل سوق الحطب، حيث أدت برودة الجو إلى زيادة الأسعار بطريقة جنونية وبلغ سعر الحمولة الكبيرة 20 ألف ريال من نوع السمر، فيما بلغ سعر الحطب من نوع الأرطى ثمانية آلاف ريال.
وقال مرتادو سوق الحطب في الرياض، إن برودة الجو في العاصمة خلال هذه الأيام أشعلت السوق، مؤكدين أن عدم مراقبة الأسعار من الجهات المختصة جعلها تتزايد بجنون.
وقال عمر ميرغني سوداني وهو من البائعين القدامى لحطب السمر والفحم في الرياض، إن حركة الشراء جيدة خلال هذه الأيام، بدأت في التزايد مع برودة الجو، ونحن نقوم ببيع حطب السمر جملة وقطاعي حسب طلبات الزبائن والذي يصلنا من جنوب المملكة بشاحنات كبيرة.
وأكد حمود المطيري أحد المتخصصين في استيراد وبيع الحطب، أن الحطب الصومالي لا يزال يتصدر قائمة أنواع الحطب الأكثر مبيعاً في الرياض، مرجعاً ذلك إلى صمود الحطب الصومالي وسط الأجواء الباردة وعدم انطفاء ناره بسهولة إلى جانب أن أدخنته التي يظهرها بعد الاحتراق ليست بالكثيفة مقارنة بأنواع أخرى من الحطب.
وأوضح المطيري أن الراغبين في شراء الحطب باتوا يركزون على نوع واحد من الحطب الصومالي يسمى بـ «الطابن»، المتميز بعدم احتراقه كاملاً داخل النار، وتمتد فترة إشعاله إلى ساعات طويلة، فضلاً عن انعدام الرائحة الكريهة التي تظهرها بعض الأنواع من الحطب.
النعيرية: مطالبة بمنع المحتطبين المخالفين
وشهدت النعيرية منذ الأسبوع الماضي سوقا كبيرة لبيع حطب التدفئة استعدادا لفصل الشتاء، وتوافد باعة الحطب من مناطق المملكة كافة لإقبال الأهالي على شرائه وبكميات كبيرة جدا.
وقال أحد الشباب الموجودين في سوق الحطب، إنه جلب الحطب الذي عرضه والذي يقدر بشاحنتين صغيرتين من براري رفحاء في الشمال السعودي، وعلل عرضه في النعيرية بأنها تتميز بإقبال سكانها الكبير على سوق الحطب هذه الأيام.
وبين أن أسعار الحطب للسيارات الصغيرة قد يتجاوز 1500 ريال، وكلما زادت الكمية زاد السعر حتى أن بعضها يفوق 5 آلاف ريال.
وازدادت عملية الاحتطاب عما هي عليه في السابق أي الخمس سنوات الماضية حتى أصبح الاحتطاب وبيع الحطب مصدرا ماليا لأكثر الناس طوال أيام السنة غير مبالين بالآثار التي يخلفها الاحتطاب الجائر من تصحر الأراضي وتحرك الرمال وغيرها.
وطالب أبناء البادية القاطنون في المناطق التي يستهدفها المحتطبون المخالفون لعملية الاحتطاب السليم، الجهات المسؤولة بالتدخل وإنقاذ ما يمكن إنقاذه في منعهم من القضاء على الأشجار في الصحراء والاحتطاب الجائر الذي تتعرض له المنطقة، مضيفين أن عدد المحتطبين يزداد يوما بعد يوم ما يشكل خطرا يهدد الحياة الصحراوية والقضاء على أشجارها.
تبوك: 5 أنواع تتداول في السوق
وفي تبوك حذر عاملون في سوق بيع الحطب والفحم، من انتشار أنواع من الحطب والفحم المغشوش والرديء الذي يتم ترويجه في مثل هذه الأيام التي تشهد إقبالا كبيرا من الكثيرين الذين يفضلون وسائل التدفئة التقليدية عن الوسائل الحديثة.
ويقول العاملون في السوق، إن البعض يتعمد خلط الأنواع الجيدة مع الأنواع الرديئة حيث يصعب التفريق بينهما من الشكل الخارجي إلا بعد الاستخدام حيث تصدر الأنواع الرديئة عند اشتعالها فرقعات تؤدي إلى تطاير الشرر خارج موقد النار مما يتسبب في احتراق الأثاث والملابس القريبة من الموقد، إضافة إلى كثافة الدخان المتصاعد من تلك الأنواع الأمر الذي يشكل خطورة صحية على الأشخاص في حدوث اختناقات خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من الأمراض الصدرية.
ويأتي هذا التحذير في الوقت الذي تشهد سوق الفحم والحطب إقبالا كبيرا في معظم المناطق الشمالية مع بداية دخول فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة تدريجيا حيث يحرص العديد من الأشخاص على إشعال الحطب أو الفحم داخل البيوت أوفي الرحلات البرية بغرض التدفئة أو الطبخ.
وأمام هذا الإقبال المتزايد فقد سجلت أسعار الفحم والحطب ارتفاعا ملحوظا منذ بداية دخول فصل الشتاء في معظم مناطق الشمال في المملكة بزيادة 30 في المائة عن الأسعار السابقة.
وأوضح متعاملون في سوق الفحم والحطب في تبوك، أن أسعار حمولة الحطب تراوح ما بين 600 و800 ريال وهذا يتوقف على نوع الحطب وجودته، في حين ارتفعت أسعار ربطة الحطب من 30 إلى 70 ريالا للربطة الواحدة.
ومن أنوع الحطب الذي يلاقي إقبالا من الكثيرين الأرطى، السمر، الرمث، والطلح التي تمتاز باحمرار جمرها وسخونة حرارتها ولها رائحة مقبولة، إضافة إلى القرض وهو من أجود الأنواع المعروفة في المنطقة الغربية ولكن ارتفاع أسعاره يمنع الكثيرين من شرائه والاتجاه إلى شراء الأنواع الأخرى.
ارتفاع الأسعار 100% في حائل
ارتفعت أسعار الحطب أخيرا في حائل، تزامن مع دخول فصل شتاء هذا العام، بنسبة 100 في المائة ووصل سعر شحنة الحطب قرابة 1200 ريال مما دفع تجار الحطب إلى توفيره بشتى الطرق والوسائل.
ففي فصل الشتاء يزداد إقبال الحائليين على الرحلات البرية والذهاب إلى الأماكن المعدة مسبقا والتي يطلق عليها اسم المخلاف, ويحوي عددا من الخيام ويفضل أصحابها إشعال الحطب للتدفئة والطبخ وخلافه. ولا يقتصر الأمر على الرحلات البرية لإشعال الحطب فهناك نسبة كبيرة من الحائليين يمتلكون في منازلهم خياما وأماكن تسمى (المشب) لاستقبال الضيوف يكون مجهز بفتحة للتهوية ومكانا مجهزا لإشعال الحطب بشكل يومي والبعض يكون على مدار الساعة.
ويستخدم الحطابون العديد من الأساليب والطرق المشروعة وغير المشروعة أثناء عملية الاحتطاب بغية الحصول على أكبر قدر ممكن من الحطب دون وعي وإدراك منهم بخطورة ما يقومون به، حيث يقوم السواد الأعظم منهم بقطع الأشجار اليابسة والخضراء بعدة طرق منها اقتلاع واجتثاث الأشجار عن طريق سحبها بالسيارات حتى تسقط ومن ثم تقطيعها بواسطة الفؤوس إلى أجزاء صغيرة تمهيداً لبيعها بعد تجفيف الأخضر منها.
بينما استخدم البعض الآخر الوسائل الحديثة في عملية قص وتقطيع الأشجار، وذلك بواسطة المنشار الكهربائي الذي سهل المهمة على الحطاب أثناء تقطيع جذوع الأشجار المختلفة اليابسة منها أو التي مازالت خضراء.
من جهة أخرى يقوم البعض بحرق جذوع الأشجار الكبيرة من الأسفل حتى تسقط ومن ثم تقطيعها إلى مقاسات وأحجام على حسب طلب في سوق الحطب، بينما تقوم فئة أخرى منهم بحفر حفرة تحت الشجرة حتى يقتربوا من جذور الشجرة، ثم يقومون بسكب كمية من مشتقات النفط على الجذور بعد إحداث شرخ في اللحاء مما يجعل الشجرة تموت بالتدريج ومن ثم تقطيعها تمهيداً لبيعها.
وتتفاوت أسعار الحطب باختلاف أنواعه فالمتعارف عليه أن سعر السمر هو الأغلى ويصل إلى 5000 ريال للشحنة الكبيرة الواحدة لعدت أسباب، منها سرعت اشتعاله وبقائه فترة طويلة حتى بعد تحوله إلى جمر فيبقى مشتعلا لأطول فترة, وعدم صدور أي نوع من الأدخنة كثيفة، أما الأنواع الأخرى مثل الطلح الأكسيا والعوسج والوثا والكداد، وفي المناطق الرملية الأرطى والغضى والمرخ, وفي السهول الكداد وفي الجبال تنمو أشجار العرعر والسرح وغيرها فيبقى سعرها متدنيا مقارنة بالسمر.
نجران: توقعات باستمرار الارتفاع 35%
شرع عدد من المواطنين في منطقة نجران في شراء الحطب والفحم مع الانخفاض المستمر لدرجة الحرارة، وقد أدى الطلب المتزايد على الحطب إلى ارتفاع أسعاره بنسبة 10 في المائة، وسط توقعات بأن يستمر الارتفاع في تزايد الطلب على الحطب يصل إلى 35 في المائة خلال الأيام المقبلة.
وتجولت "الاقتصادية" في إمكان بيع الحطب والفحم داخل المنطقة وفي عدد من المحافظات التابعة لها، والتقت بعدد من تجار وباعة الحطب وأصحاب محلات بيع الفحم، حيث أوضح عدد منهم أن نجران تفتقد إلى وجود سوق مخصص لبيع الحطب، مشيرا إلى أنهم يقومون بعرض ما لديهم من حطب، حيث يتم عرض الحطب على الشوارع الرئيسية في المنطقة لبيعه على المارة.
وقال عدد من باعة الحطب إن الكميات المعروضة حاليا من الحطب قليلة وتتركز على ثلاثة أنواع تشتهر بها المنطقة وهي السمر، القرض، والعبل، ويعتبر الأخير أرخصها ثمنا، وهو عبارة عن جذوع أشجار توجد في الأرض، حيث يتم حفر الأرض ومن ثم استخراجها ويوجد بكثرة في المناطق الصحراوية، في حين أن حطب السمر هو المرغوب في السوق النجرانية وهو ذو حظ وفير، حيث يتميز بإقبال على شرائه خلاف الأنواع الأخرى التي يكون الإقبال عليها قليلا. وتراوحت أسعار الحطب في نجران ما بين 300 إلى 700ريال، حسب النوع والحمولة.
وحرص عدد من شباب المنطقة على استغلال الموسم والإقبال الكبير على شراء الحطب، من خلال العمل في الاحتطاب وجلب كميات كبيرة من الحطب وعرضها في السوق ما يدر عليهم مالا وفيرا، وقال عدد منهم إن الدخل الشهري يتراوح ما بين 2000 إلى 3000 ريال شهريا.
إقبال متزايد في رفحاء
يعد الحطب من وسائل التدفئة التي لا يزال الطلب عليها بازدياد هذه الأيام ومن المتطلبات الضرورية لمحبي التخييم في البر، كما أن للاستراحات دورا في طلب هذه السلعة التي تستخدم للتدفئة والسمر والشواء، وكثيرا من أهالي رفحاء وضعوا أماكن خاصة في منازلهم لاستخدام وشب النار فيها وهو ما يعرف (بالمشب)، فليالي الشتاء الباردة لا يحلو السمر فيها إلا مع شبة النار والالتفاف حولها وتبادل الحديث ويجد فيها كثير من سكان الشمال المتعة.
وقال سعيد خلف أحد الحطابين في رفحاء، إنه يزاول هذه المهنة الشاقة منذ 15 عاما ومشقتها تكمن في البحث عن الحطب وتقطيعه ونقله إلى المدينة لبيعه، وتستغرق هذه العملية من قرابة الخمسة أو ستة أيام. ويضيف أنهم يجلبون الحطب من نفود الشمال التي تبعد عن رفحاء 100 كيلو متر جنوبا وهي من المناطق الغنية بالحطب. وعن أنواع الحطب يقول سعيد: هناك الأنواع المعروفة التي تباع في الأسواق وهي ثلاثة أنواع: السمر، الأرطى، والغضى. وأغلى هذه الأنواع هو السمر وذلك لأن جمره يدوم طويلا ودخانه خفيف إلا أنه يتميز بصعوبة تكسيره وهو معروف لدى أهالي نجد والحجاز، ويأتي في المرتبة الثانية الغضى ويتميز بعدم وجود دخان له كما أن رائحته زكية، إلا أن أسعاره تتراوح بين 600 إلى 1200 ريال حسب الحمولة، أما بالنسبة للأرطى فيصل سعره من 400 إلى 800 ريال حسب الحمولة.
"قاهر الصحراء" يبقي الأسعار على وضعها
لم تشهد سوق الحطب في سكاكا هذه الأيام ما كانت تشهده في الأعوام الماضية من إقبال على الشراء وارتفاع في الأسعار رغم انخفاض درجة الحرارة في المنطقة ودخول فصل الشتاء، وذاك يعود حسب رواية كبار الحطابين إلى العمق الذي بلغه طريق الجوف - حائل داخل صحراء النفود ووصوله إلى أهم مواطن الحطب في النفود الكبير.
وأكد لـ "الاقتصادية" عدد من بائعي الحطب الذين دائماً ما يطلبون التحفظ على أسمائهم، أن أنواع الحطب المتوافرة في سوق سكاكا هي: الغضى الأرطى والأخير أكثر طلباً في منطقة الجوف من أي نوع آخر، مبينين أن أسعار الحطب لم تتغير عما كانت عليه في فصل الصيف نظراً لزيادة العرض وقلة الطلب.
ويؤكد صالح الحازمي أحد كبار الحطابين أن جميع فئات المجتمع في الجوف أصبحوا حطابين إذ سهل لهم "قاهر الصحراء" طريق الجوف – حائل كثيراً من عناء الوصول لمواطن الحطب، مؤكداً أنه في الأيام الأخيرة بات يشاهد عوائل تمارس التحطيب وعلى سيارات لم يكن يحلم أصحابها بالوصول لتلك المناطق لولا هذا المشروع العملاق، لذلك لم يكن هناك ارتفاع ملحوظ في الأسعار.
وتتراوح أسعار الغضى الذي يتميز بقلة الدخان وسهولة إشعاله، وما يعاب عليه سرعة احتراقه، ما بين 450 إلى 600 ريال حسب الحمولة، أما الأرطى والذي يتميز بطول فترة اشتعاله وبقاء الجمر فترة طويلة، لكن يعاب عليه الدخان المنبعث منه بكثافة، ويتراوح سعره ما بين 600 إلى 750 ريالا حسب الحمولة.
القرض المطلوب الأول ثم السمر
وفي الباحة أسهم دخول الشتاء في ارتفاع أسعار الحطب وكثرة الطلب عليه، وتراوح سعر القرض ما بين 600 إلى 2000 ريال، والسمر 400 إلى 1700 ريال، حسب الحمولة والجودة، فيما وصل سعر الطلح إلى 1700 ريال، والسدر 1400 ريال، والظهيان والسيال أقل سعرا وطلبا بـ 1000 ريال.
وكشف متعاملون في السوق أن النوعين المفضلين لدى الكثيرين من مرتادي السوق هما: القرض والسمر لما يتميزان به من جودة.