الكشف الطبي قبل الزواج يوفر 20 ألف ريال على المريض سنوياً

أكد الدكتور محمد يحيى صادق صعيدي استشاري طب الأسرة والمجتمع مدير عام الإدارة العامة للأمراض غير المعدية، أن الفحص قبل الزواج من القضايا الاجتماعية الطبية المهمة التي تكلف الدولة مبالغ باهظة.
وقال في تصريح صحافي: تراوح تكلفة رعاية المصابين بفقر الدم المجلي والتثلاسيميا بين 13 ألفا و30 ألف ريال سنويا للشخص المصاب وقد تصل أحيانا إلى 100 ألف ريال وتصل تكلفة عملية نقي العظام للحالة الواحدة إلى نصف مليون ريال فتصبح تكلفة المريض الواحد وسطياً 600 ألف ريال في حال تم إيجاد المتبرع المناسب كما أن نجاح هذه العملية لا يتعدى 50 في المائة، أما بالنسبة للمصابين بنقص المناعة المكتسب الإيدز فإن تكلفة المريض الواحد تصل إلى 120 ألف ريال سنوياً. وبدأت ظاهرة الفحص قبل الزواج تأخذ حيزاً من اهتمام حكومتنا الرشيدة بشأن الارتقاء بالخدمات الصحية في بلادنا الغالية إلى أرقى المستويات، وفي هذا الإطار يأتي صدور قرار مجلس الوزراء الموقر الخاص بتطبيق الضوابط الصحية للزواج على جميع السعوديين من خلال الحملة الوطنية للزواج الصحي.
ولفت إلى أن الحملة الوطنية للتوعية بالزواج الصحي تهدف إلى رفع الوعي لدى المجتمع بضرورة التزام الفحص الطبي قبل الزواج للوصول إلى أسر خالية من أمراض الدم الوراثية والمعدية، التي تشكل عبئاً اقتصاديا واجتماعيا ونفسيا على الأسرة والمجتمع مع التركيز على الفئة العمرية من 16 إلى 30 التي غالبا ما يتم الزواج فيها، حيث نركز على مبدأ الوقاية خير من العلاج، لأن هناك أمراضاً يمكن تشخيصها وعلاجها قبل أن تنتقل للطرف الثاني مثل الأمراض المعدية كالأمراض الجنسية وهناك أمراض فيروسية مثل HIV عند تشخيصها يمكن عدم إتمام الزواج أو أخذ الاحتياطات اللازمة وعدم الإنجاب.
ومن أهداف الحملة أيضا إشراك المجتمع بشكل فعلي للوصول إلى الزواج الصحي بمفهومه الشامل وتحديد دور القطاعات المختلفة (الحكومية وغير الحكومية ) وإشراك الجانب الإعلامي في التثقيف بمفهوم الزواج الصحي.
وأضاف: المقصود بالفحص قبل الزواج هو فحص المقبلين على الزواج لمعرفة وجود الإصابة لصفة بعض أمراض الدم الوراثية مثل (فقر الدم المنجلي والتثلاسيميا) أو بعض الأمراض المعدية مثل (الالتهاب الكبدي الفيروسي ب، ج – نقص المناعة المكتسب الإيدز)، وذلك بغرض إعطاء المشورة الطبية حول احتمالية انتقال تلك الأمراض للطرف الآخر في الزواج أو الأبناء في المستقبل وإعطاء الخيارات والبدائل أمام الخطيبين من أجل مساعدتهما على التخطيط لأسرة سليمة صحياً.
أما مبررات الفحص قبل الزواج فتتمثل في زيادة معدل انتشار أمراض الدم الوراثية (التثلاسيميا وفقر الدم المنجلي) في مناطق مختلفة من السعودية، خصوصا المنطقة الشرقية، وانتشار الأمراض المعدية مثل (التهاب الكبد الفيروسي ب، ج ونقص المناعة المكتسب الإيدز)، ما يؤدي إلى خسائر فادحة في الموارد البشرية والكوادر العاملة والمنتجة التي هي أساس التنمية.
وقال استشاري طب الأسرة والمجتمع: تسلط وزارة الصحة الضوء على أهمية برنامج الزواج الصحي وضرورة الالتزام بنتائج الفحص وتعريف المجتمع المحلي بالأمراض المشمولة ببرنامج الزواج الصحي تأكيدا على مبدأ الوقاية خير من العلاج، حيث تقوم الوزارة بالتنسيق مع القطاعات ذات العلاقة مثل الجمعيات الأسرية والخيرية والمجتمع المحلي.
ما الأمراض التي يشملها البرنامج وكيفية الفحص للزوج والزوجة؟
بالنسبة إلى الأمراض التي يشملها البرنامج وهي (أمراض الدم الوراثية مثل (التثلاسيميا والمنجلي) والأمراض المعدية مثل (التهاب الكبد الفيروسي ب، ج – نقص المناعة المكتسب الإيدز).
وحول كيفية فحص الزوج والزوجة فأشار إلى أنه يتم أخذ العينات من الزوج والزوجة وترسل العينات إلى المختبر لتحديد موعد مراجعتهما للمركز لتسلم نتيجة الفحص خلال مدة أقصاها أسبوعان، وفي حال عدم توافق الأمراض الدموية المرسلة أو وجود بعض الأمراض المعدية يتم إرسال الزوجين إلى عيادات المشورة لتقديم النصح والإرشاد وللوقاية من أمراض الدم الوراثية، ويكفي أن يكون أحد الطرفين سليما تماماً ليكون الزواج آمناً، وللوقاية من الأمراض المعدية يجب فحص الدم والأعضاء المتبرعين والحفاظ على تعقيم الأدوات الجراحية والإبر ويفضل استخدام الإبر ذات الاستخدام الأوحد والامتناع عن العلاقات الجنسية المحرمة كذلك تجنب الممارسات الخاطئة في التعامل مع الجروح والدم وإعطاء اللقاحات المناسبة للأشخاص الذين يتعاملون بالأدوات الراضة (أطباء ، عاملون صحيون عاملون في المختبرات وبعض أصحاب المهن الأخرى).