خفش: الإعلان على الإنترنت البديل المقبل .. وبريدنا الإلكتروني الأقل اختراقاً
خفش: الإعلان على الإنترنت البديل المقبل .. وبريدنا الإلكتروني الأقل اختراقاً
لم يكن من الصعوبة على زائر جيتكس دبي 2008 أن يجد منصة جوجل. فهي ببساطة تحمل لمسات جوجل الشهيرة، ولعل أجملها هي الألوان وبساطة التصميم وانفتاح الأقسام على بعضها البعض. كذلك كان العارضون أنفسهم لا تعرفهم سوى من شعار الشركة المعلق على صدورهم، للتعريف بهم، لأنهم منتشرون بين زوار المعرض للحديث والشرح عن تطبيقات الشركة.
"الاقتصادية" التقت حسني خفش، المدير الإقليمي للشركة في دبي، المقر الذي افتتح قبل وقت قصير من فعاليات جيتكس، لاستعراض تجربة جوجل في برامجها الأخيرة الموجهة للعرب، وعن استقطاب وتوظيف الكوادر العربية، وكذلك عن خطوة جوجل الأخيرة في تكوين تطبيقات عربية تناسب العادات والتقاليد الإسلامية العربية، وأين ستقف جوجل، نافيا الشائعة التي خرجت مع خروج محرك البحث google ، وكان الحوار على النحو التالي:
* من الخدمات الجديدة التي طرحتها الشركة برنامج AdSense ، ما فكرة هذا البرنامج؟
- يعتبر هذا البرنامج برنامجاً لكسب الأموال عن طريق موقعك. نحن نعرف أن العالم يمر الآن بأزمة عالمية، وصاحب أي شركة سيبحث في هذا الوقت بالذات عن تقليل النفقات، وقطعاً إن نصيب الإعلان سيكون أول وأكبر الأقسام تضرراً، لكن نتوقع أن الإعلان عن طريق الإنترنت بوجه عام أو جوجل بوجه خاص سيكون بطريقة مختلفة. فالبرنامج يحلل محتوى الصفحات آلياً، ثم يعرض الإعلانات المتوافرة ذات الصلة بجمهورك ومحتواك، وهي على نسبة كبيرة من المطابقة، وسيربح صاحب الموقع المال مقابل نقر الزوار على هذه الوصلات، وهذه ميزة. كذلك في هذا الجانب أنت تكسب من المعلن كما تكسب شركة جوجل. ويتميز هذا النوع بأن صاحب المنتج يستطيع أن يعرف عدد الأشخاص الذين قرأوا عن منتجه، وهو بخلاف الإعلان التقليدي الذي لا يعرف عدد من قرأوه أو استفادوا مباشرة منه، وبهذه الطريقة نكون قد أسهمنا مباشرة في تنمية المحتوى العربي. وقد أصدرت جوجل برنامج الكتابة باللغة العربية "تعريب" ليعمل على الأجهزة التي لا تدعم اللغة العربية، والتي لا يوجد بها نظام عربي، والنظام العربي هو أول نظام تم الإعلان عنه.
أستطيع أن أقول إننا عندما نتحدث عن تطوير المحتوى، يجب أن نتحدث عن عاملين، الأول: البحث عن تكنولوجيا تدعم اللغة العربية، والثاني: أن يكون هناك عائد مادي يجده صاحب الموقع لحفزه على الكتابة وزيادة المحتوى.
قمنا بالتوقيع أخيرا مع أكبر المواقع لأخذ حيز من موقع الشركة، وأصبح هناك تشجيع لأصحاب الشركات والأخبار والمواقع والمدونين للقيام بالتركيز على تطوير المحتوى لديهم لجذب مزيد من الزوار.
* هل النتائج الأولى لعمليات البحث في جوجل مدفوعة الثمن؟
- شركة جوجل لا تعتمد على العائد المالي كأساس في تصنيف المواقع. فإذا كنت تبحث في جوجل ستجد النتائج الطبيعية في قلب الصفحة. وستجد الوصلات الإعلانية الناتج الطبيعي. لن تستطيع رفع موقع على آخر نهائياً، فهو يعتمد على قرب المحتوى لكلمة البحث التي يبحث عنها المستخدم، ولدينا فريق من المهندسين وبرامج متطورة تعمل على إيجاد طرق وتصنيف وتقارب المحتوى واسم الموقع. أما ما يعرف بالوصلات الإعلانية، وقد كتب عليها ذلك، فإن نتيجة البحث لمن يدفع أكثر، ويجب أن نعلم أن طرق البحث تؤثر في ذلك. كما أن جوجل في حاجة إلى وقت لترقية المواقع من أجل إضافتها، ونحن ملتزمون بذلك. وقد يختلف الترتيب من وقت لآخر نظراً لعدد الزوار الذي له تأثير حسب ما وضعه المهندسون لدينا.
* ماذا عن التطبيقات العربية التي طرحت أخيراً في شهر رمضان المبارك؟
- نعتبر هذه التطبيقات من التزامنا باللغة العربية ومبادئنا وعاداتنا وتقاليدنا. قامت I google بإيجاد مجموعة برامج تساعد المستخدم العربي على إيجاد ما يريد من مجموعة برامج حيوية على صفحة واحدة في شهر رمضان، مثلاً أخرجنا برامج تهتم بوقت الإفطار، والإمساك، وزكاة الفطر، وتفسير الآيات القرآنية، والأكلات الرمضانية، وكان هناك تجاوب كبير جداً. وقد يكون تجريب هذا البرنامج هو أفضل الطرق للكشف عن مزيد من الخصائص والمميزات.
* هل تحدثوننا عن فريق التطوير العربي الذي يعمل لديكم؟
- لا يوجد لدي عدد معين، ولكن أستطيع أن أذكره لك، فالعدد في ازدياد. نحن نفخر بوجود مطورين عرب يعملون على الإشراف على فرق للتطوير. وفي جوجل لا نوظف حسب الجنسية أو اللون أو البلد، لكننا نعمل على اختيار الأكفاء من المهندسين والمطورين. وأنا أدعو المبدعين العرب للمشاركة بتقديم طلباتهم عبر رابط التوظيف على موقع الشركة على شبكة الإنترنت، وأنا استطعت شخصياً الحصول على منصب مدير الشركة في دبي عبر القيام بهذه العملية نفسها.
* لماذا تراهن جوجل كثيراً على بريدها الإلكتروني gmail ؟
- الـ"جيميل" استطاع أن يتميز بسبب فهمه للغات المختلفة، ومنها اللغة العربية، وسعته التخزينية الكبيرة، ونظام الأمان المتوافر، وطريقة تنظيم المحتوى. فتستطيع أن تبحث عن بريد إلكتروني ما عبر البحث بكلمة، ولن تضطر إلى حذف أي بريد سابق. فقد أصبحت هناك شركات تعتمد على هذا البريد كبريد رسمي للموظف، ولدينا ميزة نراهن عليها، ونستطيع أن نقول إن بريدنا هو الأقل في السماح لرسائل "السبام" بالعبور، وهناك فرق تعمل على قطع هذا البريد، وعدم وصوله إلى بريد عملائنا.
* خرجتم أخيرا بمتصفح جديد، ماذا أرادت جوجل من هذا المنتج؟ وأين ستقف تطلعاتكم؟
- كان هدفنا في إنتاج متصفح "كروم" تعليق إضاءة جديدة في عالم المتصفحات على شبكة الإنترنت. ونحن نعمل على تطويره وتحديثه ليخرج في أفضل صورة. وبالطبع لن يكون آخر محاولات جوجل في عالم الإنترنت، لأنها محاولة جادة من جوجل أن تفتح آفاقا جديدة للشركات المطورة الأخرى. وفي النهاية سيكون المستخدم هو المستفيد الذي نعده بأن المقبل من جوجل سيكون مذهلا، مما يجعلنا نقول بأن جوجل لن تقف، وبأنها ستسعى دائماً لتكون أداة تطويرية للإنترنت لخدمة المستخدم النهائي.