السعودية تتصدّر اكتتابات الشرق الأوسط بـ 3 مليارات دولار
كشف تقرير حديث عن تراجع نشاط الاكتتابات الأولية في العالم خلال الربع الثالث بنسبة 66 في المائة إلى 108 إصدارات بقيمة 13.1 مليار دولار، في حين قاومت أسواق الشرق الأوسط الهبوط الحاد الذي عصف بأسواق الاكتتابات بعائدات قيمتها 3.61 مليار دولار من خلال 12 اكتتاباً شهدها الربع الثالث من العام الحالي الجاري مقابل 4.72 مليار دولار تحققت عبر 13 اكتتابا خلال الربع الثاني.
وتصدرت السوق السعودية قائمة الاكتتابات إقليميا والثانية عالميا حيث حصدت اكتتاباتها ثلاثة مليارات دولار تعادل 23 في المائة من إجمالي عائدات الاكتتاب حول العالم، ويعد اكتتاب شركة معادن الأكبر عالميا بقيمة 2.4 مليار دولار. ورغم أن نتائج هذا الربع تراجعت بنسبة 23 في المائة عما شهدته المنطقة في الربع السابق، فقد جاء أداء أسواق المنطقة أفضل بكثير من أداء الأسواق العالمية.
واستأثرت منطقة الشرق الأوسط بخمسة من أكبر 20 اكتتابا في العالم من حيث حجم العائدات في الربع الثالث لعام 2008، وجاء اكتتاب الشركة العربية السعودية للتعدين "معادن" في المرتبة الأولى عالمياً، محققاً عائدات بلغت 2.467 مليار دولار. ومن بين الاكتتابات الإقليمية التي احتلت مكاناً لها على لائحة أكبر 20 اكتتابا، جاء اكتتاب شركة دريك آند سكل الإماراتية محققاً 333 مليون دولار، تلتها شركة داماس إنترناشيونال بعائدات وصلت إلى 226 مليون دولار، وأخيراً جاءت الشركتان السعوديتان مجموعة أسترا الصناعية بعائدات بلغت 248 مليون دولار، وشركة ميثانول كيميكالز أو "كيمانول" الذي حقق اكتتابها 193 مليون دولار.
وقال أزهر ظفر، رئيس قسم عمليات الاندماج والاستحواذ في "إرنست ويونغ الشرق الأوسط"، إن السوق السعودية جاءت في المرتبة الثانية عالمياً على صعيد حجم العائدات، إذ حصدت اكتتاباتها ما مجموعه ثلاثة مليارات دولار، أي ما يوازي 23 في المائة من قيمة سوق الاكتتابات العالمية وحلت الصين في المرتبة الأولى مسيطرة على 25 في المائة من قيمة السوق بعائدات وصلت إلى 3.3 مليار دولار، بينما احتلت أستراليا المرتبة الثالثة بعائدات بلغت قيمتها 1.3 مليار دولار، أي 10 في المائة من قيمة السوق العالمية للاكتتابات. وجاءت الإمارات في المرتبة الثانية على صعيد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إذ بلغت عائدات اكتتاباتها في الربع الثالث 600 مليون دولار، أي ما يوازي 5 في المائة من مجمل عائدات الاكتتابات العالمية".
واستحوذت السعودية على ثلاثة من عدد الاكتتابات العالمية، بينما بلغ نصيب الإمارات اكتتابين اثنين. وكانت الأردن في مركز الصدارة بالنسبة لعدد الاكتتابات في المنطقة، حيث شهدت ست عمليات اكتتاب.
وأضاف فيل غاندير رئيس خدمات استشارات الصفقات في "إرنست ويونغ الشرق الأوسط"، إن من المهم الإشارة إلى أن دخول قائمة أكبر 20 اكتتابا عالميا كان حكراً على مَن يحقق 1.9 مليار دولار على الأقل من عائدات الاكتتاب، أما اليوم فنحن نستطيع أن نرى شركات على هذه القائمة بعائدات اكتتاب لا تتجاوز 119 مليون دولار. ولكن هذا لا ينتقص من حقيقة أن المنطقة تتعامل مع الأزمة المالية العالمية بأفضل مما كان متوقعاً، فعلى الرغم من أن أداء الأسواق على المدى القصير سيتأثر بهذه الأزمة فإن النتائج على المدى البعيد مازالت إيجابية.
وتراجع نشاط الاكتتابات العالمية إلى أدنى مستوياته منذ عام 2003، فقد شهد الربع الثالث العام، 159 عملية اكتتاب في جميع أنحاء العالم بلغت عائداتها 13.1 مليار دولار. وهذا هو أدنى مستوى للنشاط الربعي من حيث عدد الاكتتابات والعائدات المحققة على حد سواء منذ الربع الثاني لعام 2003، والذي شهد 130 عملية اكتتاب بعائدات لم تتجاوز آنذاك 6.8 مليار دولار.
وتشير البيانات الإجمالية للأرباع الثلاثة لأولى من عام 2008، إلى أن عدد الاكتتابات العالمية الذي بلغ 676 اكتتاباً، وقيمة عائداتها التي وصلت إلى 92.5 مليار دولار، قد تراجع للنصف مقارنة بنتائج الفترة نفسها من عام 2007، إذ سجلت تلك الفترة 1388 اكتتابا بعائدات بلغت 185 مليار دولار. وعلاوة على ذلك، تم تأجيل وسحب 242 اكتتاباً حتى هذا التاريخ من عام 2008 مقارنة بما مجموعه 169 اكتتابا تم تأجيلها وسحبها في عام 2007.