بناء الغرف والاستراحات الشبابية استثمار مربح لصغار العقاريين
اتجه عدد من المستثمرين الصغار وأصحاب المشاريع الصغيرة في مجال العقار إلى تنفيذ فكرة جديدة وبسيطة تدر عليهم أرباح طائلة، ولا تحتاج إلى رؤوس أموال كبيرة، فكل ما تحتاج إليه هذه التجارة قطعة أرض بعيدة قليلا عن التجمعات السكنية، إضافة إلى مبلغ بسيط للبناء، ويتلخص هذا الاستثمار في بناء استراحات وغرف للشباب، يتم تأجيرها بمبالغ كبيرة لا يستهان بها، إذ يجد هذا المستثمر نفسه بعد أربع إلى خمس سنوات قد استوفى قيمة الأرض وقيمة البناء، ويبدأ حينها بجني صافي الأرباح.
يقول فهد العفاري صاحب مكتب عقار في جنوب الرياض، إنه لاحظ في الآونة الأخيرة ارتفاعا ملحوظا في الطلب على الاستراحات والغرف الشبابية، مما حدا بعدد من صغار المستثمرين إلى الاتجاه لتلبية هذا الطلب المتنامي وبناء عديد من الاستراحات، لافتا إلى أنه خلال السنة الماضية أجّر ما يربو عن 35 استراحة وغرفة مخصصة للشباب.
وأبان فهد أن هذه الفكرة مربحة وغير مكلفة، بدليل أنه شخصيا كان يمتلك قطعه أرض في حي الشفاء تبلغ مساحتها 800 متر مربع ويبلغ سعرها نحو 190 ألف ريال، لكن بعد إشرافه بنفسه على عديد من الاستراحات قرر بناء أربع استراحات شبابية صغيرة في أرضه، بمعدل 200 متر لكل استراحة، كما أنه أجّر الواحدة بـ 15 ألف ريال سنويا، بمجموع سنوي 60 ألف ريال.
من جهته أكد إبراهيم عبيد - مقاول عمراني - أن الاتجاه الجديد للاستثمار يتجه صوب هذه الاستراحات، لما تتميز به من بساطة في التصميم، وقلة في التكاليف، وذلك لأن معظم الاستراحات لا يصب سطحها، الأمر الذي يوفر مبالغ كبيرة، نتيجة أن معظم ما يكلف في البناء هو الصبة.
ولفت إبراهيم إلى أنه يشرف حاليا على بناء مجمعي غرف شباب، مشيرا إلى أنه يتعامل حاليا مع إحدى الشخصيات الاستثمارية، الذي يخطط لبناء 150 غرفة للشباب، مقدرا إيجار الغرفة الواحدة فور انتهائه بنحو سبعة آلاف ريال، في الوقت الذي لا يكلف بناؤها سوى 20 ألف ريال للغرفة الواحدة، في حال إذا كان البناء بدائيا، وهو المستخدم حاليا في جميع بناء تلك الغرف والاستراحات.
من جانبه، عبّر المواطن محمد الماجد عن بالغ سعادته، بعد ما وجد طريقة استثمارية جديدة وغير مكلفة تعوضه ما افتقده في سوق الأسهم، مشيرا إلى أنه يمتلك ست استراحات ومجمعي غرف عزاب، لافتا إلى أنه يفضل التعامل مع هؤلاء الشباب خصوصا في مسألة تسلم الإيجار، حيث أوضح أن معظمهم لا يماطل ولا يتوانى عن تسديد الإيجار في موعده، حتى في رمضان وهو الموسم الذي يتحجج به معظم المستأجرين في تأخير دفع الإيجار.
من جهة أخرى، التقت "الاقتصادية" مشعل الدوسري الذي يقول إن عدم وجود اماكن مخصصة للشباب، إضافة إلى احتكار العائلات جميع المتنزهات والأماكن الترفيهية، هو الذي أجبر الشباب على الاستعانة بتلك الغرف والاستراحات، مشيرا إلى أنه وعدد من أصدقائه استأجروا استراحة منذ ثلاث سنوات، لافتا إلى أن ارتفاع الطلب على الاستراحات من قبل الشباب، وقلة العرض من المستثمرين، دفعا أصحاب تلك الاستراحات الى استغلال الموقف، وذلك برفعهم الإيجار في كل عام، وإن وجد أي معارضة من المستأجرين طلب منهم إخلاء الاستراحة، وذلك لتأكده أنه سيأجرها بالسعر الذي وضعه حتى وإن كان مرتفعا.
واستغل مشعل وجود "الاقتصادية" ليوجه من خلالها نداء إلى الجهات المختصة، ليضعوا حد لجشع ملاك الاستراحات، الذين لا يخافون الله فيهم عند وضع الأسعار "على حد قوله".