الحدود الشمالية .. مربو الماشية يخافون من الصقيع وينتظرون مراكز البيطرة المتنقلة
وسط موجات الصقيع في صحراء الشمال شتاء، وحر آب اللهاب في الصيف يبدو مربو الماشية في المنطقة الشمالية في وضع لا يحسدون عليه، في ظل ارتفاع أسعار الأعلاف ونقص المياه.
ومعلوم أن تربية الأغنام عصب الاقتصاد في الحدود الشمالية لاسيما مع توجه شرائح كبيرة من المجتمع الشمالي نحو مهنة الأنبياء والرسل ووجدوا فيها مصدرا للرزق ذا ربحية عالية لما تتمتع به المنطقة من مساحات رعوية هي الأكبر في المملكة ووجود أكبر محمية طبيعية هي محمية (حرة الحرة).
ويشكو المربون من أن ضعف اهتمام وزارة الزراعة في المنطقة من خلال بعدم توفير احتياجات أصحاب هذه المهنة جعل من استمرارها من الأشياء الصعبة في ظل الارتفاع الجنوني لأسعار الأعلاف باختلاف أنواعها وعدم وجود مراكز بيطرية متطورة ومتنقلة تشرف على المواشي في أماكنها بدلا من الاكتفاء بتقديم الخدمة للمراجعين في فرع الوزارة.
وباتت هذه المهنة تتهددها الكثير من المصاعب والمعوقات، حيث أكد بعض ممتهني تربية المواشي بالمنطقة صعوبة الاستمرار في تربية المواشي لانعدام الحوافز والأسعار التشجيعية للأعلاف التي لا تستقر على حال، فتارة ترتفع لأرقام عالية وأخرى لمستويات مقبولة ما جعل الكثير منهم يعيش في قلق دائم.
وقال خليف معاشي الرويلي ومرضي ليلي إن موسم الشتاء قادم وما يحمله من برودة قارسة قد تتسبب في نفوق مواشيهم كما فعل العام الماضي أن جعلت الكثير من أبناء البادية يضطرون إلى بيع مواشيهم، وجعلوا من موسم عيد الأضحى فرصة سانحة للتخلص من أعباء مواشيهم في ظل تخلي الجهات المختصة عن دعمهم واضطرهم ذلك مكرهين إلى التخلي عن أغنامهم، والبعض كان يملك أعدادا كبيرة منها.
في حين طالب صالح حامد وعدنان عشوان ومقبل صحن العنزي بإيجاد مشاريع تسمين أغنام بالمنطقة أسوة بالمناطق الأخرى وعلى نطاق واسع لنحافظ على هذه الثروات المهددة بالاندثار والمهددة بالتوقف ومراقبة بائعي الأعلاف (الشعير والبرسيم والتبن) التي يشرف عليها عمالة أجنبية للتحكم بالأسعار والجودة وتسهيل الحصول على قروض ميسرة في هذا المجال.
وطالب بعض المربين بإيجاد آبار ارتوازية في أماكن مختلفة وبمسافات قريبة لمناطق الرعي حتى يخفف العناء على ممتهني الرعي لاسيما أن هذه المهنة تعتبر للبعض هي قوت يومه ومصدر الرزق الوحيد للكثير من الأسر. وأشاروا إلى أهمية فتح باب الاستقدام المؤقت لبعض المهن المرتبطة بالرعي مثل الرعاة وسائقي السيارات الكبيرة و(الجبانة) و(القواصيص) و(الحلابة ) والسماح بنقل الكفالات لهذه المهن لتيسير الأمر عليهم . وهناك حاجة إلى إيجاد مصانع للاستفادة من منتجات المواشي من ألبان وأصواف وجلود وغيرها، وأن ذلك سيكون له مردود إيجابي على المهنة في المنطقة وهيئة تعنى بشؤون الرعي والرعاة من مهامها دراسة المعوقات وتسهيل الكثير من الإجراءات الكفيلة بدعم هذه المهنة بالمملكة والمنطقة بشكل خاص لتضمن استمرارها كمصدر مهم للدخل للوطن والمواطنين.