مرشد طلابي .. حلم أحبطته البيروقراطية!

مرشد طلابي .. حلم أحبطته البيروقراطية!

حلم يراودني بين فينة وأخرى، وهو أن أصبح ذلك المرشد الطلابي، الذي يوجه الطلاب وينصحهم ويسهم في حل مشكلاتهم، المدارس تعاني نقصا كبيرا في أعداد المرشدين الطلابيين وهذا ما شجعني، ولما لوظيفته من أهمية وجدتني بكل محبة وشغف أتقدم بطلب للتحويل إلى الإرشاد الطلابي قبل أربع سنوات.
بدأت بعدها أتوجه إلى المكتبات المتخصصة لشراء الكتب الخاصة بالتوجيه والإرشاد الطلابي، وقرأت كيف أن التوجيه جانب كبير يشمل الإرشاد ضمن جوانبه، بل ويعد الإرشاد الجانب العملي للتوجيه، وعلمت أن الإرشاد يكون بين مرشد ومسترشد مباشرة يقوم فيها المرشد بمحاولة فهم المسترشد وتبصر مشكلاته وتتبعها لإيجاد المخارج والحلول لها، أي أنه علاقة مباشرة بين قطبين لحل القضية محور النقاش، وكيف أن التوجيه يشمل الندوات والمحاضرات وكل ما من شأنه تثقيف المجتمع بشكل عام.
رفعت أوراقي غير منقوصة مضمنا إياها ما حصلت عليه من دورات وخبرات في حياتي العملية التي استمرت حتى الآن لعشر سنوات ونيف، تقدمت للمقابلة والاختبار التحريري ويا لسعادتي عندما رأيت اسمي ضمن المجتازين للمقابلة والمفاضلة والاختبار عن طريق أحد المواقع الإلكترونية لأجده (الاسم) بعد ذلك في إدارة التعليم التي أتبع لها.
وبعد بعض المراجعات وجدنا أن هناك قوائم غير القوائم، ومفاضلة غير المفاضلة، توجهت بعدها إلى قسم التوجيه والإرشاد للاستعلام لأجد ردا مقنعا منهم ومحزنا بالنسبة لي، فالقسم يرفع الاحتياج بالمئات وإدارة شؤون المعلمين لا تعطيهم إلا العشرات، العمل كان منظما في قسم التوجيه، ولكن البيروقراطية تأبى إلا أن تقول كلمتها، ولا أدري ما الذي يجعل "شؤون المعلمين" ترفض حتى الآن إعطاء أو سد النقص بالاحتياج الفعلي من المرشدين، ولكن يبدو أن النقص في المدارس أيضا له دور كبير في هذه المسألة، فبعض المدارس تنقصها بعض التخصصات فكيف ستفرغ الإدارة مرشدين والنقص ما زال قائما في أعداد المعلمين، ولا أدري إلى متى ستستمر هذه الدوامة؟ وحتى أجد جوابا شافيا ما زلت أنتظر القائمة الجديدة وأنا في فصلي العتيق.

أحمد العامري

الأكثر قراءة