نقل المعلمات أسوة بمشروع "حافل"

نقل المعلمات أسوة بمشروع "حافل"

[email protected]

طبقت وزارة التربية والتعليم ممثلة في شؤون تعليم البنات هذا العام تجربة فريدة من نوعها، وهي توفير النقل للطالبات عن طريق حافلات مجهزة ومكيفة وحديثة، لتقل الطالبات إلى بيوتهن بأيسر الطرق وأبسط التكاليف بل و"مجانا" عن طريق شركة متخصصة أطلق عليها اسم "حافل لنقل الطالبات".
هذه التجربة التي تطبق حاليا في ست مناطق ومن المنتظر أن تعمم في الأعوام المقبلة على جميع مناطق المملكة، تجعل للتفاؤل مساحة من أجل أن تشمل أو تطبق أو تحور إلى تجربة مماثلة من أجل نقل المعلمات بين المدن وداخل الأحياء أيضا.
لقد سبق أن طرحنا هنا ومن خلال هذه الصفحة وفي هذه الزاوية بالتحديد اقتراحا مشابها وكان عنوانه "حافلات لنقل المعلمات"، فاستمرار البعبع الذي يؤرق كل معلمة تدرّس في قرية أو هجرة والمتمثل في حوادث المعلمات، يجعلنا نفكر في حلول ناجحة تحد من هذه الظاهرة المتفشية والتي تتكرر فصولها مع بداية كل عام دراسي جديد، فبعد مأساة عسير وأبها وحائل وغيرها من المدن والمناطق أظن أننا لسنا في حاجة إلى مأساة جديدة من أجل أن نتعظ ونأخذ العبر والدروس.
إن هذا الحل قد يكون ملائما ويجد ارتياحا وقبولا، بل أملا في أوساط المعلمات من أجل أن يطبق، ولا نحتاج كذلك إلى أن نذكّر بأن ميزانيات وزارة التربية والتعليم قد فاقت العام الماضي بأضعاف ما مضى قبلها من سنوات، والأمر يبشر بخير في الميزانية القادمة بإذن الله، ولنتذكر دائما من رحلن من أخواتنا المعلمات إلى الدار الفانية من أجل أداء الواجب والرسالة المناطة بهن، رحمهن الله رحمة واسعة وأسكنهن فسيح جناته.
فأيهما أفضل أن تدفع معلمة نصف راتبها الذي تستحق أضعافه من أجل الركوب في سيارات غير ملائمة من الناحية المرورية ولا تشتمل على شروط السلامة، وبالتالي كثرة الحوادث المرورية وبقاء الخطر الداهم الذي يعتلي المعلمات وذويهن كل صباح أم توفير الوزارة لحافلات نقل مخصصة لهن ــ ولا مانع من إضافة مبلغ رمزي تدفعه المعلمة ــ تتوافر جميع شروط ووسائل السلامة فيها؟!
التهمت الشوارع والطرق الآلاف من أروح الأبرياء والبريئات جراء هذه الحوادث المرورية القاتلة، والجميع تحت طائلة المسؤولية، ولكن أن تتخلى الوزارة عن مسؤولياتها وتعلن أنها غير مسؤولة عن حوادث المعلمات فهذا غير مقبول البتة، أليس وضع هؤلاء المعلمات في هذه القرى النائية هو من اختصاص الوزارة، أم تعفي نفسها بـ "شرط الإقامة" متناسية أنه من حق كل معلمة أن تجد لها وظيفة في أي مكان في ربوع هذا الوطن الحبيب والمعطاء، أضف إلى ذلك أن الوزارة ما زالت تعلن عن احتياجها الدائم للمعلمات وفي جميع التخصصات.
الوزارة مسؤولة مسؤولية مباشرة أمام الله أولا ثم أمام الوطن لحل كل ما فيه مشكلات تعتري العملية التعليمية ولا شك أن انتظام المعلمات في مدارسهن كل صباح وتدريس بنات الوطن يقع ضمن هذه المسؤولية الملقاة على عاتق "التربية والتعليم".
النقل المدرسي أو توفير حافلات لنقل المعلمات سيكون حلا من الحلول التي قد تكون منقذا إن جاز التعبير من أمور قد تحدث مستقبلا لا تحمد عقباها لا سمح الله، وإن كان في جعبة الوزارة حلول أخرى فلتخرجها لنا.

الأكثر قراءة