دومة الجندل .. خطأ تصنيف البلدية يعيق التنمية ويقلص المشاريع
تعد دومة الجندل الواجهة السياحة المضيئة لمنطقة الجوف , كما تعد البوابة الأثرية والتاريخية لمناطق الشمال, وتشتهر بمواقعها الأثرية التي تعد مقصدا للمجموعات السياحية من دول العالم المختلفة, لذا حتى تكون في أبهى صورها أمام الزائر والسائح لابد أن يكتمل بها عقد الخدمات والبنية التحتية الحديثة وفق خطط واستراتيجيات مدروسة. التقرير التالي ينقل بعض العقبات التي تقف عائقا أمام تنمية لمحافظة تملك تاريخا بحجم بعض الدول, الأهالي تحدثوا واقترحوا لما من شأنه الرقي والنهوض بالسياحة والتنمية في دومة الجندل.
دومة الجندل . . سياحة فردية
في البداية يقول عبدالرحمن الخالد أحد أعيان محافظة دومة الجندل, إن أبرز الاحتياجات في دومة الجندل لتنمية القطاع السياحي, تواجد مكتب لجهاز تنمية السياحة فيها وهو أمر ضروري لإيجاد البنية التحتية للسياحة سواء في قطاع الإسكان والإيواء أو النقل أو الخدمات العامة مثل المطاعم الكبيرة والعالمية لأنها من مقومات السياحة وهذه المقومات غير متوافرة, كما تعد دومة الجندل من أكبر المقومات السياحية في المملكة وهي عامل جذب سياحي مهم للبوابة السياحية المشرعة.
شهرة تاريخية
وعن نظرته للسياحة في الوقت الراهن أبان الخالد أن السياحة في دومة الجندل سياحة فردية, بالرغم من شهرتها التاريخية ورغبة السياح من الداخل والخارج في زيارتها إلا أن فقدان مقومات السياحة يعيق التنمية بالرغم من وجود المتاحف الحكومية والخاصة فيها , ولا نغفل بحيرة دومة الجندل التي تعد معلما سياحيا جذابا الذي أعلنت الهيئة العامة للسياحة والآثار أمام خادم الحرمين الشريفين عن مشروع تطويرها, ولكن لم نر واقعا حتى الآن.
تطوير سياحي
وعن الحلول يرى خالد الوشيح أحد أهالي دومة الجندل أنه لابد من منح قروض لرجال الأعمال لإنشاء فنادق ذات مواصفات حديثة وعالمية مع تأمين النقل والمأكل والمشرب لدعم البرامج السياحية الدولية والداخلية, وأضاف, هناك استراتيجيات سياحية طبيعية لم تستثمر فبعد وجود طريق الجوف – حائل لماذا لا تنفذ فكرة الشاليهات الصحراوية وهذه من البرامج السياحية المرغوبة في العالم التي لم تستغل, واستشهد الوشيح في تجربة مدينة دبي بعد نجاحها الباهر في تنفيذ الشاليهات الصحراوية.
الطريق والقطار
حينما افتتح الطريق الدولي بين الجوف وحائل استبشر الجميع خيرا لما سيقدمه لمحافظة دومة الجندل من خدمات كبيرة ولعل من أبرزها رفع ميزانيات المشاريع الخدمية إلا أنه زاد الأمر أكثر تعقيدا من السابق, هكذا بدأ خلف الجزاع أحد أهالي دومة الجندل, وذكر بعد افتتاح الطرق الدولية وسكة القطار الشمال ـ الجنوب, لا شك أنها زادت من الأعباء على دومة الجندل بحيث يتطلب منها مزيدا من الخدمات ودعمها ورفع ميزانيات مشاريعها الخدمية, لذا يتطلب إنشاء طرق دائرية لربط دومة الجندل بمدينة سكاكا ومحافظات شمال الجوف, لتقديم خدمات الشحن والنقل خصوصا ما يتعلق بالنقل الزراعي من بسيطا وهذه الطرق الالتفافية من أهم البنى التحتية التي تحتاج إليها دومة الجندل والمنطقة عموما, ومن زيادة الأعباء على دومة الجندل كما ذكر الجزاع, إسعاف مستشفى دومة الجندل لم يعد يستوعب حالات الطوارئ بسبب الحوادث على الطريق الدولي ما جعل وزير الصحة يأمر بتوسعة الإسعاف كأحد الحلول في الوقت الراهن رغم القصور الكبير في الخدمات الصحية في دومة الجندل.
أخطاء استراتيجية ..
بلا أدنى شك أن الأخطاء الاستراتيجية لها دور سلبي في استمرار مسيرة التنمية بشكلها الصحيح و في هذا الصدد تحدث المحامي خالد السعدون مسؤول سابق في وزارة الاقتصاد والتخطيط إن من الأخطاء الاستراتيجية التي أسهمت في تأخر مسيرة التنمية في دومة الجندل تصنيف بلدية دومة الجندل فئة "ج" وهي لا تتناسب حاليا مع التنمية المطلوبة لموقع سياحي مهم على مستوى المملكة.
وأضاف بالرغم من تصنيف دومة الجندل كمحافظة من فئة "أ" وهذا يتعارض تماما مع التنمية التي تعيشها المملكة, وأشار, تصنيف البلدية كأقل درجة يرتبط فيه قيمة القروض وغيرها من المساعدات التي تنمي المحافظة وأيضا لا نغفل أنه بعد وجود طريق الجوف – حائل نشأ عديد من القرى ما يعني اتساع نطاق الخدمة المقدمة لذا يجب ترقية البلدية على اعتبار أنها عامل أساسي لتنفيذ وتخطيط البنى التحتية.
إعادة التخطيط
وأبان السعدون لتحسين الوجه التنموي في المحافظة لابد من إعادة تخطيط الأحياء القديمة وفتح شوارع جديدة وهذا مطلب أساسي لأن ما هو موجود حاليا هو عبارة عن أزقة صغيرة قديمة لا ترقى لمستوى شوارع, بحيث لا يمكن الدخول إليها عبر الآليات الكبيرة وهي في الوقت نفسه مشكلة أمنية في حال حدوث حرائق أو حالات طوارئ فكما نعلم لا يستطيع الدفاع المدني أو الإسعاف الدخول إلى هذه الأحياء بسبب أزقتها الضيقة جدا خصوصا منطقة غرب دومة الجندل القديمة.
مشروع تطوير البحيرة
أعلنت الهيئة العامة للسياحة والآثار العام الماضي إبان زيارة خادم الحرمين الشريفين للجوف عزمها على تطوير البحيرة في دومة الجندل والاستفادة منها كعامل جذب سياحي لمحافظة دومة الجندل التي تحوي عديدا من المواقع الأثرية والتاريخية, وأشار حسين الخليفة مدير جهاز تنمية السياحة في الجوف, إلى أنه سيتم إنشاء وجهة متكاملة، من خلال إقامة أنشطة سياحية متنوعة، حيث تأجير الموقع الخاص بأمانة منطقة الجوف على مستثمر من أهل المنطقة، وقامت الهيئة بوضع التصميم الخاص بالعناصر المقترحة للمشروع ومن أبرزها , فنادق, عربات معلقة, سوق مركزي, فلل للعائلات والأفراد, معرض للحرف المهنية, ومتحف مائي, ومطاعم ومعروضات شعبية.
كما أشار الخليفة إلى أن هناك لتطوير بعض الأحياء الأثرية القديمة والعمل صناعة واجهة سياحية متميزة تمشيا مع النهضة التي تعيشها البلاد في جميع أرجائها.