أرباح البنوك السعودية تنمو 1.6 إلى 19.3 مليار في 9 أشهر
تركزت النظرة ومازالت على القطاع البنكي في السعودية، خاصة في ظل عاصفة الرهن العقاري، التي بلغت مداها اليوم ولا نعرف ماذا يخبئ الغد لنا وللعالم. وتركزت النظرة واهتم المواطن بمعرفة حجم الضرر الذي سيمسه من جرائها وخاصة البنوك المحلية، حيث ركزت التصريحات الرسمية على أن القطاع لن يتأثر بالأزمة، وأن مؤسسة النقد تعطي ضمانة كاملة للمودعين لدى البنوك السعودية، ولكن مهما كان حجم التأثير لا يتوقع أن يماثل تأثر غيره في الدول المجاورة. ومع كل نتائج تظهر للبنوك تتجه النظرات إلى حجم الاستثمارات المالية وأرباح البنوك وحجم المخصصات المتكونة، فالوضع العالمي وحجم المشكلة يجعلان عملية التصديق بأن القضية ليست ذات أثر في النظام المالي السعودي أمرا غير واقعي. ومهما كانت النظرة، فإن حجم التطمينات المعطاة وحرص مؤسسة النقد العربي السعودي من المفترض أن تكون كافية في الوقت الحالي.
نظرة السوق تجاه القطاع المالي في عز الأزمة سحبت المؤشر حتى 15,745.41 نقطة وارتد ليتعدى 19 ألف نقطة مع صدور التطمينات وتدخل المؤسسة بالضخ المالي في البنوك ويتراوح مستوى المؤشر حاليا 18,013.17 نقطة، في حين كان المؤشر وللفترة نفسها عند 20,978.58، وهو ليس ببعيد عن السابق ولكن المؤشر خلال عام 2008 بلغ عند أعلى نقطة له 26282 نقطة في نيسان (أبريل) وأقصاها في كانون الثاني (يناير) عند 31568 نقطة. يبدو من البيانات أن هناك ذبذبة عالية ومرتفعة عايشها المستثمر في القطاع خلال العام الحالي، والقطاع يعد مربحا ويحقق عوائد مرتفعة ويحظى برعاية واهتمام مختلف الجهات الرسمية، وفقد خلال سنة واحدة جزءا كبيرا من قيمته وقبل طرح الأزمة بصورة كبيرة على وسائل الإعلام، وكأن هناك توقعات حول أداء وتوجهات القطاع.
ربحية القطاع البنكي
النتائج الكلية للقطاع البنكي وخلال الأشهر التسعة من عام 2008 تجاوزت ما حققه خلال الفترة نفسها من عام 2007 بنحو 1.6 في المائة وعند 19.373 مليار ريال. والملاحظ أن أرباح القطاع خلال ثلاثة أرباع عام 2008 كانت 6.399 مليار في الربع الأول وارتفعت إلى 6.856 مليار ريال وتراجعت عند 6.018 مليار ريال. أي أن ربحية القطاع في الربع الثالث كانت الأقل هنا. ولكن أعلى قيمة حققها المؤشر في كانون الثاني (يناير) وليس نيسان (أبريل) ومستوى الربح كان أقل مما حققه المؤشر في الثلاثة أرباع الأولى من عام 2007 ولكن كانت النتيجة أفضل بكثير من الربع الرابع الذي حققت خلاله البنوك 5.12 مليار ريال. ولعل النظرة السلبية ربما تتلاشي مع صدور النتائج الكاملة لعام 2008.
"الرياض"
تراجعت أرباح البنك لنحو 2.11 مليار خلال الأشهر التسعة من 2008 بنسبة 5 في المائة تقريبا، والملاحظ أن أرباح البنك تراجعت خلال الفترة بدءا من نحو 690 مليونا ارتفاعا إلى 906 ملايين وهبوطا عند 514 مليون ريال. وقام البنك خلال عام 2008 بزيادة رأسماله من خلال الطرح المباشر وبعلاوة.
"الجزيرة"
تراجعت أرباح البنك من 645.7 مليون ريال خلال الأشهر التسعة لنحو النصف وعند 314 مليون ريال. والملاحظ أن أرباح البنك كانت تنازلية خلال عام 2008 بدءا من 153 مليونا مرورا بنحو 99.9 مليون حتى 61 مليون ريال. ولعل استمرار التراجع الربحي كان له أثر في أداء سهم البنك خلال الفترة الحالية.
"السعودي للاستثمار"
تراجعت أرباح البنك من 867.8 مليون ريال خلال الأشهر التسعة نحو 31 في المائة وعند 603 ملايين ريال. والملاحظ أن أرباح البنك كانت متذبذبة خلال عام 2008 بدءا من 258 مليونا مرورا بنحو 279.9 مليون حتى 65 مليون ريال. ويلاحظ حجم الهبوط وقوته خلال الربع الأخير من عام 2008.
"السعودي الهولندي"
ارتفعت أرباح البنك من 544.9 مليون ريال خلال الأشهر التسعة نحو 68 في المائة وعند 915 مليون ريال. والملاحظ أن أرباح البنك كانت متذبذبة خلال عام 2008 بدءا من 282 مليونا مرورا بنحو 326 مليونا حتى 306 ملايين ريال. ويلاحظ تقارب المستويات للربحية خلال عام 2008.
"السعودي الفرنسي"
ارتفعت أرباح البنك من 2070 مليون ريال خلال الأشهر التسعة نحو 8 في المائة وعند 2236 مليون ريال. والملاحظ أن أرباح البنك كانت متذبذبة خلال عام 2008 بدءا من 732.5 مليون مرورا بنحو 774 مليونا حتى 729 مليون ريال. ويلاحظ تقارب المستويات للربحية خلال عام 2008.
"السعودي البريطاني"
ارتفعت أرباح البنك من 1902 مليون ريال خلال الأشهر التسعة نحو 19 في المائة وعند 2263 مليون ريال. والملاحظ أن أرباح البنك كانت متذبذبة خلال عام 2008 بدءا من 757 مليونا مرورا بنحو 795 مليونا حتى 711 مليون ريال. ويلاحظ تقارب المستويات للربحية خلال عام 2008.
"العربي الوطني"
ارتفعت أرباح البنك من 1975.6 مليون ريال خلال الأشهر التسعة نحو 4 في المائة وعند 2052 مليون ريال. والملاحظ أن أرباح البنك كانت متذبذبة خلال عام 2008 بدءا من 672 مليونا مرورا بنحو 752 مليونا حتى 628 مليون ريال. ويلاحظ تقارب المستويات للربحية خلال عام 2008.
"سامبا"
تراجعت أرباح البنك من 3873 مليون ريال خلال الأشهر التسعة نحو 6.2 في المائة وعند 3628 مليون ريال. والملاحظ أن أرباح البنك كانت متذبذبة خلال عام 2008 بدءا من 1201 مليون مرورا بنحو 1224 مليونا حتى 1203 ملايين ريال. ويلاحظ تقارب المستويات للربحية خلال عام 2008.
"الراجحي"
البنك الوحيد الذي نمت أرباحه خلال عام 2008 ولكن المستويات كانت متقاربة، حيث نمت الأرباح نحو 4.6 في المائة وذلك من 4874 مليونا إلى 5100 مليون.
"البلاد"
ارتفعت أرباح البنك من 99.5 مليون ريال خلال الأشهر التسعة نحو 53 في المائة وعند 152.5 مليون ريال. والملاحظ أن أرباح البنك كانت متذبذبة خلال عام 2008 بدءا من 50.8 مليون مرورا بنحو 57 مليونا حتى 44.6 مليون ريال. ويلاحظ تقارب المستويات للربحية خلال عام 2008.
مسك الختام
الاتجاه التنازلي في الربحية كان واضحا خلال عام 2008 والشماعة كانت تراجع الربح من الوساطة المالية، والآن هل سيظهر سبب آخر لتفسير التراجع في الأداء وعدم ثباته، خاصة أن القطاع يتجه نحو فتح السوق العقاري السعودي متوافقا مع احتمال بدء تطبيق نظام الرهن العقاري. ولكن ينظر البعض وفي السوق للأزمة والوضع على أنه انتقام إلهي من النظام البنكي على دوره في الأزمات التي مر بها المواطن في السوق.