الأزمة المالية العالمية تتصدر أعمال اجتماعات القمة الآسيوية - الأوروبية
كان من المقرر أن يركز أكبر تجمع لقادة آسيويين وأوروبيين هذا الأسبوع على جهود مكافحة الإرهاب ودعم التنمية المستدامة بيد أنه يبدو الآن أن هذه الجهود سيخيم عليها على الأرجح الحاجة إلى البحث عن رد على الأزمة التي تهز أركان النظام المالي العالمي وتضربه في جذوره.
وأوضح سيرجي أبو سفير الاتحاد الأوروبي في الصين للصحافيين بقوله إنه من المتوقع أن تكون الأزمة المالية بؤرة " اهتمام مكثف" بين القادة الأوروبيين البالغ عددهم 27 ونظرائهم الآسيويين الـ 16 خلال اجتماع آسيا - أوروبا (آسيم) الذي يعقد كل عامين- وهو السابع هذا العام, حيث يعقد في العاصمة الصينية بكين.
وعن المحادثات التي تتناول الأزمة المالية العالمية قال السفير الفرنسي في الصين هيرفي لادسو " الشيء الأساسي هو أن نخرج برسائل قوية وموحدة تبعث الثقة". واستطرد " لقد أعلنت الصين بمنتهى الوضوح أنها ستشارك في الجهود المشتركة". وقال إنه من المقرر إجراء " مجموعة " منفصلة من المناقشات حول العملية المصرفية والنظم المالية. وصرح نائب وزير التجارة الصيني يى شيازون الإثنين بأن توسيع نطاق التعاون بين آسيا وأوروبا في صناعتي الخدمات والتجارة يمكن أن يلعب دورا مهما في حل الأزمة المالية.
ونقلت وسائل إعلامية عن يى قوله " وفضلا عن إعادة الاستقرار للأسواق المالية فإن إقامة علاقات تجارية دولية مفتوحة ومستقرة ومنصفة أمر شديد الأهمية لاستعادة الثقة والتغلب على الصعوبات الاقتصادية". وقال أبو إن آسيا وأوروبا " في حاجة حقا لاتفاق بشأن التجارة الحرة". واستطرد "يحدونا أمل كبير ومخلص في أن يوفر مؤتمر هذا العام قوة دفع لمحادثات لتجارة".
وتضم قمة "آسيم" هذا العام عدة أعضاء جدد من أبرزهم الهند وباكستان الأمر الذي يعني أن المندوبين يمثلون 50 في المائة من سكان العالم و50 في المائة من اقتصاده أيضا. وتصدر فرنسا التي تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي في دورته الحالية, بيانا عن "آسيم" بشأن تغير المناخ تحت عنوان " رؤية وتحرك: نحو حل يفوز فيه الجميع".
كما أعدت الصين الدولة المضيفة للقمة بيانا مشتركا آخر بشأن الأزمة المالية فيما يريد الاتحاد الأوروبي الاحتفال بالذكرى الـ 60 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان بإصدار " تعهد من جانب القمة بتحسين أوضاع حقوق الإنسان" وذلك بحسب مسؤولين في الاتحاد الأوروبي في بروكسل".
وقال المسؤولون إن الاتحاد الأوروبي سيدفع نحو "أقصى التزام يمكننا الحصول عليه" من آسيا بالاشتراك في اتفاق ما بعد كيوتو بشان تغير المناخ خلال محادثات تعقد في كوبنهاجن في كانون أول (ديسمبر) عام 2009. بيد أنه يبدو من غير المرجح أن تتحول الصين ودول آسيوية أخرى عن موقفها المصر على أن دولا أوروبية ودول أخرى يتعين أن تتقدم الصفوف في مجال خفض الانبعاثات الغازية الضارة.
وصرحت زانج هيبنج الخبيرة الاقتصادي في معهد شنغهاي للدراسات الدولية لوكالة الأنباء الألمانية بقولها "إن الصين واحدة من كبار القوى المستهلكة للطاقة ولذا فإننا نواجه ضغوطا كثيرة". وقالت زانج إن اعتماد الحزب الشيوعي الحاكم لنظرية الزعيم هو جنتاو "نظرة علمية حول التنمية" يوضح مدى ما توليه الصين من أهمية لقضايا البيئة". واستطردت قائلة إن الصين تريد كذلك الاستفادة مما حققته دول الاتحاد الأوروبي من تقدم في مجال تكنولوجيا البيئة.