انطباع معلم جديد
كنت فرحا جدا يوم أن ظهر اسمي ضمن المعينين في سلك التعليم لهذا العام الدراسي، فرغم أني من مدينة عرعر إلا أن تعييني جاء في العاصمة الرياض، ولا أستطيع أن أصف مقدار شعوري وإحساسي بالفرح، فبعد عامين من الانتظار ظهرت النتائج مرضية ولله الحمد.
وقبل الدراسة بأسبوع وتحديدا يوم الإثنين الماضي توجهت إلى شؤون المعلمين في إدارة تعليم الرياض وقمت بتعبئة بعض البيانات، وأعجبت جدا بالمرونة التي أبداها الموظفون في إجراءات التعيين. وبعد إنهاء هذه الأوراق قال لي الموظف ستصلك رسالة على جوالك تفيدك بمكان التعيين واسم المدرسة التي عينت فيها، فأعجبت كثيرا بهذه الخطوة التي تدل على حسن توظيف التقنية في مصلحة المعلمين وبالتحديد في مصلحة توجيههم إلى مدارسهم، إضافة إلى متابعة موقع شؤون المعلمين على الإنترنت الذي يجيب عن استفسارات المعلمين وكيفية تعبئة الاستمارات وأي من الملاحظات الأخرى.
وفي يوم الأربعاء وصلت رسالة على جوالي تفيدني بأنه تم تعييني في مدرسة في حي النظيم، فرغم بعد المسافة علي إلا أن ذلك كان مصدر فرح لي، فقد كنت أخشى من التعيين في قرى تبعد مئات الكيلومترات عن الرياض مثل الخرج ورماح أو القويعية، ولكن كان التعيين في العاصمة ولله الحمد.
ها أنا الآن أدخل الحقل التعليمي من أوسع أبوابه، وحلم الوظيفة صار واقعا ملموسا فلله الحمد والمنة، وزادت سعادتي عندما علمت أنه يمكن الاستعانة بالتحاضير المعدة سلفا من خلال شبكة الإنترنت، فهذا لا شك سيفتح المجال لي رحبا من أجل الاستفادة من خبرات من سبقوني وبالتالي الاحتكاك المباشر بخبرات معلمين أفاضل أمضوا سنوات في الخدمة تاركين خلفهم تجارب مضيئة يستفيد منها غيرهم من أبناء مهنتهم.
رغم عمري القصير في التعليم ما زلت أعيش أجواء الفرح والغبطة وكلي أمل بمستقبل مشرق في هذه المهنة التي شرفت بأن تكون مهنة الأنبياء والرسل.
وأعاهد الله ثم الوطن أن أظل جنديا مخلصا بإذن الله لهذه المهنة العظيمة.
طبعا هناك مطالب عديدة للمعلمين السابقين ممن عينوا قبلنا تمثلت في تحسين المستويات والتأمين الطبي والمباني المستأجرة وغيرها، ولكن الأمل معقود بالحكومة الرشيدة، حفظها الله، التي وعدت بحل هذه المشكلة من جذورها وهي بالطبع لن تألو جهدا في سبيل تحقيق ذلك بقيادة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وأيده بنصره وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز حفظه الله، فلهما خالص الدعاء والتأييد بالنصر بإذن الله.
اليوم يبدأ أسبوع جديد وسأبدأ بتدريس المنهج الذي أسند إلي وكلي أمل بالمستقبل الزاهر بإذن الله، داعيا الله تعالى أن يوفقني وزملائي في حياتنا العملية بعد أن توجنا جهود سنوات من الدراسة بالوظيفة.
قد أكون جديدا على المهنة وقد لا يكون لي الحق في أن أتحدث عن التعليم لحداثة تجربتي القصيرة، لكن اعتبروها تسجيل انطباع عن معلم في ساعاته الأولى في التعليم وأراد التعبير عما دار في خلده حينها وجاش في دواخله، فشكرا جزيلا لكم، وشكرا لصحيفة "الاقتصادية"، التي أتاحت لي هذه الفرصة الجميلة.