بريطانيون يسحبون أرصدتهم من البنوك التقليدية ويهرعون بها إلى الإسلامية
أعداد متزايدة من غير المسلمين تلجأ الآن إلى قطاع المصرفية الإسلامية في الوقت الذي ينظر فيه الزبائن الذين أخافهم الجيشان في النظام المالي الغربي، بصورة متزايدة إلى هذا القطاع باعتباره ملاذاً آمناً.
قال"البنك الإسلامي لبريطانيا"، ومقره مدينة برمنجهام، إنه شهد نمواً لا يستهان به في عدد الزبائن من غير المسلمين منذ بداية الجيشان في الأسواق المالية، في الوقت الذي يُنظر إلى البنوك الإسلامية، التي تعمل وفق مبادئ دينية صارمة على أنها معزولة عن الأزمة التي تعصف بأسواق المال.
ومن الأسباب التي تفسر عدم تضرر البنوك الإسلامية من الأزمة الحالية هي أن الإسلام يحرم دفع أو قبض الربا، إلى جانب القواعد الخاصة بأنواع الاستثمارات التي تستطيع البنوك الإسلامية الدخول فيها.
وقال ستيفن إيموس رئيس دائرة التسويق في البنك الإسلامي لبريطانيا لصحيفة "برمنجهام بوست": "سيتركز عملنا دائماً في أساسه على المسلمين، ولكن أعداد غير المسلمين تزداد فعلاً بصورة لا بأس بها.
و يتابع"أزمة الانقباض الائتماني لها سببان. الأول هو السيولة، أي إقراض البنوك بعضها بعضاً في أسواق المال، ولكن البنوك الإسلامية لا تقترض أو تقرض في أسواق المال لأن الربا محرم شرعاً. أما السبب الثاني في كون البنوك الإسلامية معزولة عن الأزمة يتعلق بالموجودات، فكل شيء في تعاملاتنا يجب أن يقوم على موجودات أو خدمة معينة، وإذا أردت التداول في فئة أحد الموجودات فلا بد لك من امتلاكها أولاً قبل أن تتعامل بها في الاستثمار".
وأدى انفجار العدد الهائل من منتجات المشتقات المركبة خلال السنوات القليلة الماضية إلى الإضرار بصورة كبيرة بالبنوك الغربية بسبب تعاملاتها الكبيرة في الموجودات السامة التي كانت في الغالب بعيدة تماماً عن النشاطات اليومية لتلك البنوك.
في المقابل فإن النظام المالي الإسلامي، الذي يتسم بقدر أكبر من العزوف عن المخاطر، لم يقبل بهذه الأنواع من التعاملات.
يقول إيموس "البنوك التقليدية لم تكن تعلم ماذا كانت تشتري في هذه المشتقات، ولكن لا يوجد في قيودنا انكشاف أمام الأوراق المالية القائمة على القروض السكنية لضعاف الملاءة، على اعتبار أن السبب ببساطة هو أننا لا نتعامل بها من الأساس".
و ينص مبدأ الشراكة الذي تقوم عليه أعمال التمويل الإسلامي على أن البنوك لا يمكن أن تدخل أبداً في اتفاقيات وتعاقدات من قبيل الأوراق المالية القائمة على القروض السكنية لضعاف الملاءة، وهي السبب في الأزمة الحالية.
وهنا يعلق إيموس"البنوك الإسلامية ليست من النوع الذي يمكن أن يدخل في أية اتفاقية بصرف النظر عن نوعها. قبل الدخول في أية اتفاقية يجب أن نتأكد أنها سليمة للطرفين".
يذكر أن نمو الاستثمارات الأخلاقية (أي التي تقوم على عدم التعامل بالأشياء الضارة مثل الخمور والدخان والأسلحة وما إلى ذلك) في بريطانيا خلال الأعوام القليلة الماضية كان من شأنه كذلك زيادة الاهتمام لدى غير المسلمين الذين اجتذبتهم المبادئ الأخلاقية التي تقوم عليها المصرفية الإسلامية.