5 إخوة يعرضون سيارتهم في محطة بـ 10 آلاف ويصورون فيلما هنديا

5 إخوة يعرضون سيارتهم في محطة بـ 10 آلاف ويصورون فيلما هنديا

تقليعة شبابية غريبة المواصفات ظهرت بدايتها لدى خمسة إخوة من مدينة بريدة بمنطقة القصيم قبل نحو 15 عاماً لتصبح الآن حاضرة ومطلبا مهما في كل فعالية سياحية وترفيهية وعامل جذب لمعظم المهرجانات في مختلف مناطق المملكة .
" العقرب" و"العنكبوت" و"ليلة الرعب" كلها مسميات لحركات تصدرها السيارات المتوحشة في ساحات العروض الترفيهية ليرى الحضور هذه السيارات وهي تقفز فوق مجموعة من السيارات المرصوصة أسفلها أو ليشاهدوها وهي تسير على عجلتين أو تقفز عالياً بعد سيرها على مرتفع ترابي بطرق استعراضية متنوعة.

الفكرة الوحشية

انطلقت الفكرة لدى خمسة إخوة وهم صالح، سليمان، منصور، بدر، متعب ، أبناء عائلة القفاري، و تتمحور هذه الفكرة حول بناء سيارة ذات عجلات كبيرة جداً. "السيارات الوحشية" هي الصفة التي تطلق على السيارة التي أجريت عليها تعديلات تضخمها. ويتحدث صالح القفاري قائد أسطول القفاري عن نشأة هذه الموهبة حيث إنها بدرت لذهنه بعد مشاهدته رائد بناء السيارات المتوحشة الأمريكي "بوب شندلر" يعرض تلك السيارة على شاشات التلفزيون وفي حلبات السباقات لتنطلق بعد ذلك فكرة بناء السيارة العملاقة في عام 1409هـ .
ويصف صالح مرحلة بناء السيارة المتوحشة في ذاك الوقت بأنها صرعة حديثة في عالم تجديد صناعة السيارات وتعديلها ، موضحاً أن بناء السيارة وتجهيزها استغرق نحو ستة أشهر حتى تمت التجربة الأولى ، والتي يقول عنها صالح " إنها تجربة فاشلة" وبعد تلك التجربة تم التعديل على نقل الحركة وأذرع السيارة الأمامية ونسب التحويل حتى تجاوز وقت صناعتها من الإخوة 8 أشهر، بعدها نجحت التجربة، وتم بناء أول سيارة كاملة بكل المقاييس وذلك عام 1410هـ، و يتذكر صالح بعض المضايقات التي تحصل لهم بسبب تجمهر الشباب الذين يحضرون كي يتفرجوا على السيارة أثناء عملية بنائهم لها، ويضيف بأن أول استثمار حصلوا عليه من هذه التقليعة الغريبة كان مبلغ عشرة آلاف ريال يتقاضونها من محطة وقود في بريدة مقابل إيقاف السيارة بالقرب منها وذلك لغرض لفت الأنظار لمحطة الوقود وجلب الشباب للحضور إليها لمشاهدة السيارة ومن ثم تعبئة الوقود منها وذلك بعد أن كانت الجماهير تتوافد إلى موقع بناء السيارة في مزرعتهم، وهذا ما حدث فعلا حيث كانت وفود الشباب تقصد تلك المحطة لمشاهدة السيارة الوحش وتقوم بعد المشاهدة بتعبئة البنزين من المحطة، ويضيف القفاري بعد الإقبال الكبير تم إيجار السيارة لعدة مواقع مختلفة بمقابل بعد تلك المحطة .

العمل الاستعراضي

يكشف صالح البداية الفعلية للعمل الاستعراضي والتي بدأت بجمع المعلومات حول الاستعراض بالسيارات الوحشية في العالم وطرقها وأنواعها وهل هي مجدية اقتصاديا، و كذلك الاستفادة من تجارب الآخرين حيث قام بالعديد من الزيارات لكثير من الدول لهذا الغرض، وختامها كانت زيارة الولايات المتحدة عام 93 لمشاهدة السيارات وجمع المعلومات النهائية بشأنها ومقابلة بوب شنلدر رائد صناعة السيارات المتوحشة و"البق فوت" في العالم وكان لهذه الزيارة أثر كبير في تطور نظرتنا لهذه الصناعة وفنونها واتخاذ المسار الاحترافي بها وتعلم أنظمتها الخاصة، ويضيف أن هذه الزيارة كانت بعد بناء أول سيارة عملاقة لتتطور بعدها الفكرة ويبدأ المشروع الآخر وهو البدء في بناء سيارة أخرى والبحث عن جهة تعطي ترخيص مزاولة العروض أمام الجماهير، يقول القفاري "إننا اتخذنا شروطا للساحة التي نستعرض فيها وللمركبة التي نقودها في العروض، ومن أهمها أنظمة السلامة للجمهور بحيث يكون من أعلى ارتفاع ـ للكفرـ في حدود متر ونصف متر بحيث يكون القفز في الاتجاه الجانبي الفارغ من الجماهير، وبالنسبة للمركبة تكون عملية الركوب والنزول من الأسفل وهي المخارج مفتوحة القائد في المنتصف، ويقع خزان الوقود في أبعد نقطة عن القائد "، ويصف صالح البدء في بناء مركبات أخرى تحمل مواصفات عالية أنه سيكون أكثر صعوبة ودقة، مبيناً سبب صناعات السيارات الأخرى لكثرة الطلب على العروض وعدم كفاية سيارة واحدة لها. ويضيف صالح "تم الانتهاء من بناء ثلاث سيارات وحشية دفعة واحدة بمواصفات تتطابق مع شروط منظمة السباقات العالمية، وقد استغرق عملنا في بنائها أكثر من سنتين وذلك لتجميع قطع الغيار والخامات الأولية، إضافة إلى عملية تصنيع بعض المواد وتعديل المواد الأخرى" وبخصوص التكلفة الإنتاجية يضيف " كان الإنتاج أقل كلفة من شراء سيارة جاهزة حيث يصل سعر السيارة إلى حدود 150 ألف دولار بينما إنتاجها داخليا, ومن بعض المواد الأولية يخفض السعر إلى أكثر من 60 في المائة من سعر الشراء"
وحول الأعطال التي تطال هذه السيارات يبين القفاري أن أي عطل فني أو ميكانيكي بسيط قد يوقف العرض كاملا ، مضيفاً أن تجهيز السيارة منذ البداية له أكبر التأثير في سلامتها من العطل ، ويشير القفاري إلى أن تحطم الدفرنسات أبرز ما واجهه من أعطال في السيارات المتوحشة حتى تم التوصل لصنف قوي ويتحمل الارتطامات.

مشاركات عامة
كانت المهرجانات الصيفية وقتها وليدة حديثاً في السعودية ولم يكن هناك اهتمام كبير بها ، لذا كان لزاما على الإخوة الخمسة البحث عن مهرجان يرعى الحدث الأهم في حياتهم الشخصية وهو تقديمهم بمواهبهم وابتكاراتهم للمتلقين والمتفرجين على أول سيارات وحشية في الشرق الأوسط ، فما كان منهم إلا التقدم لمهرجانين رائدين في الخليج وهما مهرجانا "هلا فبراير" ومهرجان "دبي للتسوق" في عام 2000 وهناك أيضاً ظهرت المشكلة وهي عدم توافر المكان المناسب للعرض خصوصا أن إيجار ستاد رياضي مكلف جدا يصل إلى حدود 35 ألف دولار وألغيت فكرة المشاركة في مهرجان هلا فبراير لعدم توافر الموقع المناسب لتنطلق فكرة أخرى لدى القفاري وهي إنشاء منطقة عرض متنقلة تشمل مدرجات وإنارة والأسوار والبوابات استغرق العمل فيها في حدود أربعة أشهر ليتجه القفاري إلى مهرجان دبي حيث تم الارتباط بلجنة مهرجان دبي للحصول على تسهيلات وترك مجال الاستثمار في العروض لصالح القفاري الحصول على إعلانات مجانية بالإضافة إلى تغطية الصحف، وكان أول عرض حي بتلك السيارات عام2001 في مهرجان دبي ، ويصور صالح القفاري تلك المرحلة بأنها فترة مشجعة حيث بلغ عدد الحضور 20 ألف متفرج ،وفتحت مشاركة دبي المجال أمام عروض القفاري إلى المشاركة في مهرجانات السعودية والتي من أهمها مهرجان الرياض وجدة وأبها لتنطلق عروض القفاري على مستوى واسع خصوصا أن مشاركة الرياض حظيت بحضور جمهور كبير على ستاد الأمير فيصل بن فهد تجاوز 25 ألف متفرج في يوم، ويضيف صالح القفاري أن هذا النجاح لم يقف معه الابتكار مشيرا إلى أن مشاركة فريق القفاري لم تتوقف فتمت المشاركة في جميع دول الخليج العربي بالإضافة إلى المشاركة في تونس ونيروبي وجنوب إفريقيا ودول شرق آسيا, موضحا أنه تمت زيادة مجموعة القفاري لتصل إلى خمس سيارات متوحشة تقيم أقوى العروض التي تبهر الحضور .
وبعد تلك النجاحات تمت دعوتنا للمشاركة في تصوير فيلم هندي تم تسجيله في صحراء عمان.

مشاريع مستقبلية

يقول القفاري: لدينا فكرة جديدة وهي تسجل رقما قياسيا في موسوعة جينس للأرقام القياسية في مجال السير على العجلات الخلفية لأطول مسافة ، ويضيف " لدينا توجه لصناعة سيارات رياضية خاصة للكثبان الرملية خصوصا بعد إقامة المسابقات التي ترصد لها الجوائز المالية المغرية " .

الأكثر قراءة