طموحات متضاربة وصراعات شخصية تضاف إلى مشاكل "سيمنز" المتراكة
اتخذ كلاوس كلاينفيلد رئيس مجلس إدارة شركة سيمنز سلسلة من الإجراءات أخيرا من بينها: بيع فرع الهواتف النقّالة وخفض العمالة في قطاع تكنولوجيا الاتصالات وقطاع الخدمات التجارية المعروف اختصارا في الأسواق باسم SBS. ومنذ كانون الثاني (يناير) الماضي انغمس كلاينفيلد في متابعة هذه الإجراءات التي اتخذها والتي ساهمت بالفعل في علاج بعض الأمور. ورغم هذا فقد ظلت هناك علامة استفهام كبيرة باقية لدى الموظفين والمتداولين حول مستقبل شركة سيمنز التي تعتبر أضخم مجموعة شركات أوروبية في مجال الكهرباء والإلكترونيات.
ويبقى السؤال الأهم: هل تنوي "سيمنز" اتخاذ مزيد من الإجراءات بشأن قطاعي خدمات إنتاج تقنية المعلومات والخدمات التجارية التابعين لها ؟.
يقول محللون إن القرار الذي اتخذ في أيلول (سبتمبر) الماضي بتقليص أعداد العاملين في هذين القطاعين إلى نحو 2400 عامل في ألمانيا لا يكفي لتحقيق ما تصبو إليه الشركة من خفض للتكاليف بمقدار نحو 1.5 مليار يورو حتى عام 2007.
ولا يتوقع أحد أن يتم الإعلان عن أي شيء قبل المؤتمر الصحافي السنوي الأول المقبل حيث تقع القضية برمتها علي رأس أولويات كلاينفيلد. ولا يدور الحديث في ميونخ ( حيث يوجد مقر الشركة ) حاليا إلا عن توقعات بأن تقوم الإدارة بإعلان تكاليف إعادة هيكلة هذين القطاعين.
وتنتشر تسريبات في داخل القطاع بوجود عقبات كبيرة في التوصل, أي حلول بالنسبة لقطاع الخدمات التجارية SBS. أضف إلى هذا أن بعض الشركات المنافسة مثل: أتوس أوريجين، و إي دي إس، وكاب جيميني، أو تي - سيستيمز، تتابع عن كثب ما يجري في قطاع الخدمات التجارية في "سيمنز". ويدور الحديث في ميونخ عن صعوبة كبيرة يواجهها القطاع في مجال عقود المشاريع طويلة المدى وهي مشاريع لا تخلو من المخاطر. ولذلك تسود تقديرات بأن ُقدّر في القطاع كذلك، أن "سيمنز" ستقوم بفصل جزء صغير من قطاع SBS وتعرضه للبيع.
ويبدو كلاينفيلد شغوفا بالحديث عن المشاريع الناجحة، وعمليات التحديث و التطوير، والأرباح التي تحققها قطاعات الشركة، ويرغب دائما في قراءة المزيد من تلك الأخبار في الصحف والمجلات. ومن الممكن أن يستغل كلاينفيلد المؤتمر الصحافي لإظهار فرص النمو في مجال الأسواق والأعمال وما يرتبط بذلك من حديث عن مسائل أخرى مثل ارتفاع معدلات النمو السكاني.
إلا أن كلاينفيلد لا بد وأن يتطرق كذلك في الحديث إلى قطاعي الخدمات التجارية SBS وكوم وهما القطاعان الأكبر تسجيلا للخسائر في الآونة الأخيرة من خلال عرض برنامجه
"Fit 4 more". ويبقى الهدف في النهاية هو أن ينجح كلاينفيلد في تحقيق توازن بين كافة قطاعات الشركة الـ 12 كلها وفقاً لمعدلات الربح حتى عام 2007 ، بحيث يخدم كل التكاليف الرأسمالية، والمنافسة مقدّماً.
وبعد فرع الهواتف النقالة الذي اشترته شركة بينك، Benq ، في تايوان في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي ، يريد كلاينفيلد أن يتعامل مع إصلاحات أخرى مطلوبة. وتشير الأرقام بشكل عام إلى حدوث تراجع واضح لشركة سيمنز مع نهاية الربع الماضي (30 أيلول (سبتمبر) الماضي، أضف إلى هذا مشاكل أخرى تعلق بالعلاقات الوظيفية داخل الشركة، فتحرك كلاينفيلد إداريا داخل الشركة لم يكسبه أصدقاء فقط ، بل أكسبه أيضا أعداء يسببون له إزعاجا منذ فترة.
وعلى سبيل المثال فقد شن رالف هيكمان وهو أحد المديرين النافذين في مجلس الإدارة هجوما على كلاينفيلد في صحيفة الشركة "سيمنز سيانر" مؤكدا أن المشاكل لا تحل لكنها تؤجل وتسوف بدعوى ضيق الوقت.
ويخشى كلاينفيلد كذلك في مركز المجموعة من البلبلة، وذلك لأنه تدّخل في قرارات مستويات التسلسل الإدارية السفلى وذلك على عكس ما كان يقوم به سلفه هاينريش. والبعض يتحدّث على أن هذا خلق موقعين على قمة القيادة.
فهل تغطي عوائد السوق الرأسمالية تطلعات رئيس المالية هاينز يوخيم نويبيرجير بأفضل مما كانت عليه الحال في وقت هاينريش؟. وبالفعل يطالب نويبيرجير الطموح الذي علّق آمالاً على مناصب الرئاسة في "سيمنز"، بمهام أكثر، ومسؤولية أكبر، كما يُقال. ولكنه سوف يكتفي بالجلوس إلى جانب رئاسة المجلس في المؤتمر الصحافي.