مشروع "تطوير التعليم" يدخل مرحلته التطبيقية في 50 مدرسة .. السبت
مشروع "تطوير التعليم" يدخل مرحلته التطبيقية في 50 مدرسة .. السبت
يخطو التعليم في السعودية (السبت المقبل) خطوة تاريخية مهمة، مدعومة برغبة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في إحداث نقلة نوعية كبيرة في هذا القطاع الحيوي لتعم فائدتها مختلف أرجاء الوطن وتصل عجلتها إلى كل قرية وهجرة، إمعانا من الملك في أهمية مواكبة المتغيرات العصرية ومجاراة الصورة النمطية لواقع التطور العام الذي يعيشه العالم من أقصاه إلى أقصاه.
وتتمثل الخطوة الرائدة في بلورة مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير التعليم، حيث من المقرر أن تبدأ 50 مدرسة ثانوية للبنين والبنات تطبيق تجربة فريدة من نوعها رصد لها تسعة مليارات ريال موزعة على ستة أعوام بواقع مليار ونصف لكل عام، وتعتمد دمج التقنية في التعليم عبر توفير التقنيات الحديثة للطلبة والمعلمين، سعيا إلى بناء مجتمع معرفي بإمكانه الحصول على المعلومة بسهولة وتكوين شبكة معرفية واسعة.
وفي سبيل الدخول في قلب الممارسة التقنية، اعتمد المشروع أيضا أسلوب "البطاقة الذكية" لتوثيق المعلومات الأساسية للطلاب، لتمكنهم من ارتياد مرافق المدرسة، في حين يمثل محتوى التطوير الرقمي إحدى أبرز سمات المشروع من خلال منظومة المناهج الدراسية والمواد الإثرائية التي تدرس للطلبة "إلكترونيا" عبر شبكة متطورة من أجهزة الحاسب الآلي.
ويحاكي المشروع في صيغته العامة أساليب التعليم المبتكرة (شكلا ومضمونا)، آخذا في الاعتبار خطين متوازيين، الأول: هو الخروج عن الإطار "التقليدي" في التعليم كـ"آلية" باستحداث الوسائل والطرق والأساليب، أما الثاني فيعتمد تهيئة الطالب للاستفادة من كل ما حوله باعتباره المحور الأساس في العملية التعليمية.
وكان شهر رمضان المبارك قد شهد عددا من الاجتماعات واللقاءات التي كانت بمثابة وضع النقاط على الحروف حيث تم الكشف للعاملين عن الخطط والبرامج والآلية التي سينفذ من خلالها المشروع.
ويلاحظ الزائر لمقر مشروع التطوير في العاصمة أنه كخلية نحل تعمل على مدار الساعة في حين يجد إلى جوارها ضباط وضابطات الاتصال ومديري ومديرات المدارس ورواد ورائدات النشاط، في الوقت الذي يتوافد فيه أميز المعلمين والمعلمات على قاعات الاجتماعات في فندق الماريوت الذي لا يبعد عن مقر المشروع إلا خطوات.
الدكتور نايف الرومي مدير عام المشروع قال في خطاب وجهه لجميع قادة المشروع "أنتم من تم اختيارهم للمشاركة في هذا المشروع التاريخي والوطني وأنتم من سيخلد التاريخ ذكرهم، ويسجل لكم أنكم أنتم أول من سيقود التطوير والتغيير في العملية التعليمية والتربوية ويعول عليكم الشيء الكثير فأنتم الأمناء على عقول أبناء وبناتنا وأنتم صناع النجاح".
"الاقتصادية" لم تكتف بحضور تلك الورش بل انتقلت إلى الدور التاسع في مقر المبنى الذي يحتضن مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير التعليم ليفتح لها الدكتور نايف الرومي مدير عام المشروع قلبه قبل مكتبه رغم ارتباطاته ومشاغله ومتابعته ولقاءاته المستمرة إلا أنه منحنا بعض الوقت وسلط الضوء على المشروع الذي اكتملت صورته.
فكان معه هذا اللقاء:
أكد الدكتور نايف الرومي مدير عام مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير التعليم أن المشروع، يقوده الرجل الأول في الدولة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، إدراكا منه لضرورة المشروع وما سينتج عنه من نتائج إيجابية ستغير مجرى الحياة لأبناء وبنات هذه البلاد ليسايروا الركب ويسهمون في البناء وخدمة وطنهم ويرأس لجنته الوزارية الأمير سلطان بن عبد العزيز، مؤكدا أنه لا يريد أن يستبق الأحداث ليترك الحكم للزمن والمنصفين والمنصفات وقال" لندع النتائج تتحدث عن هذا المشروع".
وأشار الرومي إلى أن الطلاب والطالبات المستفيدين من المشروع في تجربته الأولى تركوا المدرسة قبل الإجازة وهي في حال، وسيعودون إليها مع بدء العام الدراسي وهي في حال آخر، تسهم في تفعيل طاقاتهم الكامنة وتصقل مواهبهم وتتيح إعمال الفكر من خلال الإمكانات المتاحة والوضوح التام في شتى المجالات.
ويرى مدير عام مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير التعليم، أن مدير ومديرة المدرسة هما القائدان والمهندسان الحقيقيان للنجاح في هذا المشروع الوطني، مؤكدا أن جميع العاملين في المدارس الـ 50، أخضعوا لدورات وورش عمل كفيلة بأن تجعلهم يخوضون غمار التجربة بكل اقتدار ونجاح، مبديا سعادته بالحضور والتفاعل طيلة فترة الإجازة.
وعن أولى الخطوات التي سيستقبل بها المشروع أبناءه وبناته أشار الرومي إلى أن مهمة إدارة المدرسة أصبحت أقرب للتنفيذ وبالتالي لا بد من التخطيط بشكل كبير للمشروع وفهم جميع الأدوار المتوقعة لقيادة المدرسة في تفعيل المشروع ومنها الأسبوع التحضيري الذي بات لزاما على الجميع حضوره والاستفادة منه بالتعرف على المهام المنوطة بهم.
آلية تطبيق المشروع
وقال الرومي" إن الأسبوع التحضيري سيتم من خلاله استقبال الطلاب والطالبات في اليوم الأول وتعريفهم بالمشروع وأهدافه السامية إلى جانب التعريف بالنشاط غير الصفي من خلال ورش العمل والترفيه إلى جانب توزيع الأجهزة والأدوات والتعريف ببرامج الأنشطة غير الصفية والأندية المدرسية من خلال النقاش الترفيهي الذي يهدف إلى إشراك الجميع للتعريف بأهمية النشاط إلى جانب النشاط الترويحي الذي يعتمد على الألعاب الخفيفة والمسابقات الثقافية والرياضية والورقية والفنية والإلكترونية التي تختلف في وسائل تنفيذها من صف إلى آخر.
وعن طبيعة الأنشطة غير الصفية والتعريف ببرامجها قال الدكتور الرومي إنها تشتمل على عدد من البرامج المختلفة ومنها على سبيل المثال الأنشطة المعززة للصحة، الثقافة، الاتصال، قادة المستقبل، الأنشطة التطوعية، أنشطة الإبداع العلمي والتقني وأنشطة تهيئ لسوق العمل.
وقال "إن التعريف بهذا النشاط غير الصفي يتم من خلال منافسات حيث يتشكل طلاب وطالبات الفصل على شكل مجموعات أو فرق وتجرى بينهم المنافسات على شكل أسئلة وأجوبة بالاختيار من متعدد ليصل المعلم والمعلمة من خلالها إلى الأهداف التي يرغب في الوصول إليها بعرض شيق لا يمل منه الطالب وقال إنه سيتم تقديم تعريف واف بالأوعية الزمنية للنشاط من خلال عرض عن أوعية النشاط غير الصفي يتضمن وقت النشاط ونوعية البرامج والأنشطة المتاحة في كل نشاط وكيفية الالتحاق بها".
نشاط بمشاركة الأهل
وعن مركز النشاط المسائي بصفته تجربة جديدة خاصة للطالبات قال الرومي" مركز النشاط المسائي كما هو للطلاب فهو للطالبات ويشتمل على عدد من المناشط المختلفة التي تم ذكرها سابقا إلى جانب عدد من البرامج المختلفة مثل ديوانية الحي، مهارات حياتية، أنشطة تطوعية، دورات في الحاسب ومنافسات متنوعة وخدمات عامة، وسيسهم المركز إلى جانب ما سيقدمه للطالب والطالبة في خدمة المجتمع.
وقال الرومي إن المركز سيتيح للأم مشاركة ابنتها والأب مشاركة ابنه في هذه المراكز المسائية.
وفي الوقت الذي تسيطر فيه التقنية الحديثة سيطرة تامة على عملية التطوير أشار الرومي إلى أن التقنية هي العامل الرئيسي للمشروع وستكون ملازمة للطالب والطالبة بدءا من دخوله أروقة المدرسة وانتهاء بانصرافه، حيث سيكون الحضور والانصراف عن طريق البطاقة الذكية مرورا بالمناهج التي تعتمد على الحاسب الآلي والتعليم الرقمي، إلى جانب أن جميع المدارس المطبق عليها التجربة مرتبطة وإدارة المشروع ببعضهما ويمكن من خلال هذا الارتباط تقديم الاستشارات والدعم الفني.
وقال إن مواكبة التطورات والتقنيات المعاصرة وتمكين عناصر المجتمع التعليمي من التفاعل معها بكفاءة واقتدار من أهم الأهداف التربوية في التعلم الإلكتروني، وقد وفرت التقنية تسهيلات ويسرت كثيرا من الأعمال مما جعل توظيفها في جميع مجالات الحياة ضرورة حياتية للتفاعل بإيجابية مع متطلبات العصر الحاضر.
تحسين البيئة التعليمية
وأكد الرومي أن مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير التعليم العام "تطوير" بنى رؤيته في مجال التعليم والتعلم الإلكتروني بـ" تحسين البيئة التعليمية وتأهيلها وتهيئتها لدمج التقنية وتوظيف النموذج الرقمي للمنهج؛ لتكون بيئة الفصل والمدرسة بيئة ذات نوعية عالية في الأنظمة والتجهيزات التقنية ومحفزة للتعلّم من أجل تحقيق مستوى أعلى من التحصيل والتدريب" فالمشروع لا يقتصر على توفير التجهيزات المادية كالشبكة التعليمية وأجهزة الحاسب الآلي لدى الطلاب والمعلمين فقط، بل يتعدى ذلك إلى بناء مجتمع معرفي يسعى إلى تيسير وصول المعرفة لذهن الطالب وتحفيزه على التعلم والمشاركة مع الآخرين وتبادل المعارف والمعلومات معهم.
لذا كان مشروع بوابة "تطوير" التعليمية التي تعد وسيلة أساسية من وسائل الاتصال بين منسوبي المشروع من معلمين وطلاب وأولياء أمور وإداريين والحصول على توظيف سليم للتجهيزات التقنية المستخدمة في المشروع في العملية التعليمية.
بناء مجتمع المعرفة
وأضاف الرومي "يهدف البرنامج إلى الإسهام في بناء مجتمع المعرفة، وذلك بالعمل على تحسين البيئة التعليمية وجعلها بيئة تقنية تفاعلية محفزة لكافة أفرادها، ويمكن تحقيق هذا الهدف بالدمج المثالي للتقنية في التعليم وبتعزيز التطبيقات التقنية المتقدمة في كافة المقررات والمناشط وبالتدريب المستمر وأبان الرومي أنه تم تدريب أكثر من ألفي معلم ومعلمة في إجازة الصيف ضمن مرحلة التدريب التي بدأت بعد اختبارات الدور الأول وستستمر إلى ما لا نهاية بسبب أن التطوير المهني للمعلمين والمعلمات أمر ضروري ومهم لرفع كفاءتهم، حيث إن التدريب هو سلعة التطوير، أما البطاقات الذكية فتحتوي على المعلومات الأساسية للطالب ويمكن الاستفادة من البطاقات الذكية في عدد من الأمور، منها نظام الحضور الآلي
(باستخدام البطاقة والبصمة) ونظام التحكم بالدخول في جميع مرافق المدرسة إضافة إلى نظام الخزانة الإلكترونية وأنظمة أخرى يتم تأمينها مستقبلاً للمدرسة وسوف يتم ربط نظام البطاقات الذكية بنظام إدارة مدرسة "تطوير" الذكية في البوابة التعليمية، أما تطوير المنهج الدراسي رقمياً فيشمل شبكة التطوير التعليمية على البنية التحتية للايصالات من خلال ربط المدارس بشبكة واحدة وإنشاء شبكة محلية لكل مدرسة إلى جانب شبكة "تطوير" للإنترنت، مركز تطوير للتحكم والدعم يعنى بالمتابعة المركزية لجميع أنظمة مدارس تطوير إلى جانب الدعم المركزي لجميع مدارس تطوير ومراقبة أداء الأنظمة الإلكترونية للمدارس ومركز بيانات تطوير ويساهم أيضا في زيادة سرعة القرارات والأوامر وكفاءة نشرها، أما مركز بيانات تطوير فهو يعنى باستضافة جميع العتاد الخاص بأنظمة مشاريع تطوير وتوفير شبكة الإيصال لهذا العتاد إلى جانب توفير بيئة مناسبة للعتاد الخاص بالمشاريع "أنظمة منع الحريق، أنظمة ضمان استمرارية الكهرباء" وتوفير الحماية اللازمة للموقع "شبكة أمنية، أنظمة التحكم بالدخول"
3 بوابات إلكترونية
وأفاد الرومي أن البوابة الإلكترونية للمشروع يتفرع عنها ثلاث بوابات الأولى: بوابة الطالب وتتكون من الموقع الشخصي للطالب ونظام إدارة العملية التعليمية ونظام إدارة المحتوى التعليمي ونظام إدارة المشاريع والمكتبة الرقمية والمنتديات التعليمية والبريد الإلكتروني والألعاب التعليمية والقاموس، ومن مزاياها تصفح المحتوى التعليمي التفاعلي في أي وقت وأي مكان الحصول على الواجبات والمهام وتسليمها للمعلم إلكترونياً والعمل عن بعد مع الزملاء في المشاريع البحثية التعليمية، إلى جانب تلقي الدعم والمساندة من قبل المعلمين والطلاب بصفة مستمرة والتشارك مع الآخرين في المصادر التعليمية المتنوعة "منتديات، بريد إلكتروني، الصفحات المشتركة، الحصول على التسلية والترفيه الهادف الذي يقود إلى مزيد من التعلم توافر مواقع شخصية لمجموعة من الطلاب المتفوقين وأرشفة الوثائق الخاصة بالطالب، مع توافر نظام للبحث والاسترجاع وإمكانية المشاركة في النشاطات والمسابقات التحفيزية المتنوعة، إضافة إلى الدخول لمصادر المعرفة المتنوعة مثل المكتبات الرقمية المحلية والعالمية وإجراء الاختبارات الإلكترونية مع الحصول على الدرجة بشكل مباشر.
أما البوابة الثانية فهي بوابة المعلم وتتكون من مكونات بوابة الطالب نفسها عدا الألعاب التعليمية التي تختص بالطالب، ومن مزايا هذه البوابة تقديم واختيار المحتوى التعليمي التفاعلي في أي وقت وأي مكان وإرسال الواجبات والمهام وتسلمها من الطالب إلكترونياً والتشارك مع الآخرين في المصادر التعليمية المتنوعة "منتديات، بريد إلكتروني، والصفحات المشتركة" إلى جانب إيجاد موقع خاص بكل معلم يحوي معلوماته الشخصية وأعماله المهنية وأرشفة الوثائق الخاصة به مع توافر نظام للبحث والاسترجاع والحصول على الدعم الفني في مجال طرق التدريس، مع إمكانية إضافة طرق وأساليب تدريس جديدة والحصول على خدمات إلكترونية متنوعة مثل الترقيات وطلبات الإجازة والانتداب، وتتيح هذه البوابة إمكانية التواصل المرئي والصوتي مع أولياء الأمور لتلقي الشكاوى وتقديم المقترحات ومراجعة السجل الأكاديمي للطالب، ومتابعة حالة الطالب إلكترونياً ومعالجة التأخر الدراسي، إلى جانب تقديم الاختبارات للطالب إلكترونياً والحصول على النتائج مباشرة.
أما البوابة الثالثة فهي بوابة المدرسة وتتكون من الموقع الرسمي للمدرسة ونظام إدارة المدارس والبريد الإلكتروني وتتضمن موقعا خاصا بكل مدرسة للتعريف بها وبأنشطتها الداخلية والخارجية والتواصل معها إلكترونياً والتواصل المرئي والصوتي مع أولياء الأمور لتلقي الشكاوى وتقديم المقترحات ومراجعة السجل الأكاديمي للطالب وإدارة الأنشطة المدرسية إلكترونيا سواء بالتسجيل أو المتابعة أو التحليل، وأرشفة الوثائق الخاصة بالمدرسة مع توافر نظام للبحث والاسترجاع وإدارة شؤون العاملين بالمدرسة إلكترونياً مثل الحضور والانصراف وطلبات الإجازة والانتداب.
مما يعني جعل الإدارة في المدارس إلكترونية كاملة بدءاً من عمليات القبول والتسجيل وانتهاء بحصول الطالب على نتيجته، إضافة إلى توفير الإحصاءات للمدرسة إلكترونياً للمساعدة في توفير الدراسات والنتائج والمخططات الإحصائية المتعلقة بشكل عام.