العملاق "مايكروسوفت" في تحد مع عالم صناعة البرمجيات 2007
تعاني مجموعة شركات مايكروسوفت كبرى شركات البرمجيات و أنظمة الكمبيوتر في العالم ومقرها الرئيس في ريدموند في ولاية واشنطن الأمريكية, من بعض المصاعب الاقتصادية مع تعزيز وتوسيع خدماتها في السوق في الآونة الأخيرة .
فعلى الرغم من أن معدلات الربع الحالي لأداء "مايكروسوفت" يشير إلى أن الشركة ما زالت تتربع على القمة فيما يتعلق بخدماتها التقليدية الخاصة بنظام النوافذ ويندوز Widows . إلا أنه وفي المقابل، فإن خدمات "مايكروسوفت" على الإنترنت من خلال MSN لا تحظى بأي تقدّم ملحوظ وذلك وفق ما ورد من تقارير عن هذا القطاع . وأشار تقرير الربع الأول للعام التجاري 2005/2006 في 30 حزيران (يونيو) إلى نمو إجمالي لشركة مايكروسوفت كما حققت أسعار أسهم مايكروسوفت خلال التداولات الأخيرة ارتفاعا بنحو 2 في المائة، ولكن يبدو أن هذا النمو كان أقل من التوقعات.
وجاء التقرير عن نشاط شركة مايكروسوفت ليبدو كالشرارة التي ألهبت حماس الشركة لإطلاق العديد من أنظمتها الجديدة و المهمة تواكبا مع موسم أعياد رأس السنة الجديدة وهو موسم يشهد شرها شرائيا في الأسواق الغربية, ومن بين هذه الأنظمة التي سيتم طرحها النسخة الجديدة من جهاز الألعاب Xbox . كما سيتم العام المقبل إطلاق النسخة الجديدة من نظام التشغيل ويندوز- فستا
Widows Vista الذي طال انتظاره بعد عدة مرات من التأجيل وعلاوةً على ذلك فإن "مايكروسوفت" ستقوم بإطلاق جيل جديد من نظام برمجيات الأعمال المكتبية Office-software
كما تنوي "مايكروسوفت" طرح برمجيات جديدة خاصة بمحركات البحث في الانترنت Server من طراز SQL قريبا في الأسواق. وأسهم محرك "مايكروسوفت" للإنترنت الحالي في تحقيق الشركة نموا ملحوظا في حجم المبيعات خلال الربع الأول .
وارتفع حجم المبيعات الإجمالي لمجموعة شركات مايكروسوفت إلى نحو 9.74 مليار دولار بما يعادل نحو 6 في المائة مقارنة بالعام السابق كما ارتفع قطاع محرك البحث على شبكة الإنترنت نحو
13 في المائة ليصل إلى 2.53 مليار دولار. أما أنظمة نوافذ البرمجيات ويندوز Widows الخاصة بأجهزة الكمبيوتر الشخصية ، و التي تُعد أكبر سوق لشركة مايكروسوفت ، فحققت زيادة قدرها 7 في المائة لتصل إلى 3.19 مليار دولار.
ويقول محللون إن هذا الرقم الأخير قد يعني أن "مايكروسوفت" قد خسرت حصصاً لها في السوق بعد أن سبق و توقع المركز الدولي لأبحاث بيانات السوق أن تحقق "مايكروسوفت" زيادة قدرها 17 في المائة في قطاع بيع الحاسبات الشخصية في العالم خلال الربع الثالث مقارنة بالعام السابق. و بالنسبة إلى معدل النمو الخاص بنظام برمجيات الأعمال المكتبية فإنه ظل في نطاق الحدود المتوقعة خلال الربع الماضي حيث أشار هذا الحقل إلى ارتفاع يعادل 4 في المائة ليصل إلى 2.68 مليار دولار.
أما في مجال الإنترنت فإن نسخة شركة مايكروسوفت MSN تواصل تراجعها و انكماشها أمام منافسيها مقابل ما تحققه الشركات الأخرى المنافسة مثل : غوغل، و ياهو، من نمو مطرد في حجم المبيعات خلال الربع الحالي . ولم تحقق MSN إلا زيادة طفيفة جداً و صلت بالكاد إلى نسبة 1 في المائة لتصل إلى 564 مليون دولار وهو ما جعل "مايكروسوفت" تعترف بتراجعها في سوق خدمات الإنترنت MSN . أما حجم المبيعات الخاصة بالإعلانات الذي يمثل أكبر قوة نمو فارتفع لدى MSN نحو 20 في المائة. ولكن حتى هذه الزيادة تُعد ضعيفة مقارنة بالمنافسة الفعلية الموجودة في السوق. وأطلقت "مايكروسوفت" هذا العام محرك بحث لـ MSN لزيادة حجم المنافسة. وحتى الآن، لم تحقق هذه الخدمة أي ربح مذكور في حصتها من السوق. وعقب ذلك بوقت قصير بدأت MSN بنظام الإعلانات على صفحات الإنترنت.
أما حجم المبيعات في حقول الترفيه للشركة الذي يتألف بالأساس من سوق ألعاب الفيديو، فتأثر بسبب قرب إطلاق جهاز ألعاب الفيديو Xbox 360 الجديد مسجلا تراجعا يقدر بنحو 17 في المائة تساوي 525 مليون دولار. وتتوقع شركة مايكروسوفت أن يراوح حجم مبيعاتها خلال العام التجاري الحالي بين 4.5 و5.5 مليون وحدة بينما توقع محللون أن يرتفع هذا العدد ليصل إلى نحو 6 ملايين . ومن المتوقع أن يتم طرح الجهاز الجديد في أسواق الولايات المتحدة في 22 من الشهر الجاري بينما سيتأخر طرح الجهاز في أوروبا إلى الثاني من كانون الأول (ديسمبر) المقبل.
وارتفع صافي لأرباح لشركة مايكروسوفت خلال الربع الماضي بنحو 24 في المائة لتصل إلى 3.14 مليار دولار. أما المحصّلة لكل سهم، فسجّلت نحو 1 في المائة فوق معدل تقديرات المحللين. وبالنسبة للربع الحالي، فإن "مايكروسوفت" تتحدث عن حدوث تقدّم في حجم المبيعات يراوح بين 11.9 مليار و12.0 مليار دولار، بينما قدّر المحللون هذه الزيادة حتى الآن بـ 12.3 مليار دولار.
وأعلنت شركة مايكروسوفت أن برنامج عودة شراء الأسهم يتسارع بوضوح. ومن الممكن أن يكون ذلك بمثابة محاولة إعطاء دفعة للضعف المستمر لتطور الأسهم. ومنذ بداية العام فقدت السندات المالية نحو 6 في المائة من قيمتها. وتريد الشركة الآن أن تضاعف عملية العودة إلى شراء الأسهم بسرعة. وكانت الخطة حتى منتصف عام 2008 هي أن تبلغ قيمة الأسهم المباعة 30 مليار دولار, حققت شركة مايكروسوفت مبيعات بنحو 11 مليار دولار منها حتى نهاية أيلول (سبتمبر) الماضي، و يتبقى للشركة أن تحقق حتى نهاية العام المقبل مبلغ 19 مليار دولار. وحظيت الشركة بسيولة نقدية بلغت 40 مليار دولار على الصعيد المالي.