مكاتب التوظيف الأهلية.. وعود بالوظائف الفورية واشتراكات تقض المضاجع

مكاتب التوظيف الأهلية.. وعود بالوظائف الفورية واشتراكات تقض المضاجع

مكاتب التوظيف الأهلية.. وعود بالوظائف الفورية واشتراكات تقض المضاجع

انتشرت أخيرا بشكل لافت في العاصمة السعودية، مكاتب أهلية للتوظيف، تتسابق فيما بينها في نشر إعلانات عن مزايا التوظيف من خلالها، ووعود بتحقيق مميزات تفضيلية للشاب السعودي الذي يتطلع إلى دخول سوق العمل المحلية، لكن هل يجري الأمر على النحو المأمول؟
الأمور لا تسير في كل الأحوال كما يرام، فعندما يذهب الشاب إلى تلك المكاتب، فبعد دفعه مبلغا ماليا (اشتراك)، يضطر إلى الانتظار أياما وأسابيع، وقد يمتد الأمر إلى شهور عديدة، بل إنه في نهاية المطاف قد لا يجد الوظيفة المطلوبة التي تناسب مؤهله الدراسي، بيد أن بعض المكاتب قامت بفتح فروع لها في جميع أنحاء مدينة الرياض لاستقبال طالبي التوظيف - الاشتراكات -، وهذا ما يؤكد نجاحها نظريا على الأقل. يقول أحمد الغانم أحد المتقدمين للمكاتب الأهلية، تخرجت قبل عام ولدي مؤهلات منها دبلوم حاسب الآلي، دورة لغة إنجليزية، ودورة حاسب آلي، لا توجد دائرة حكومية إلا وطرقت بابها، توجهت إلى هذه المكاتب وأفاجأ بأن عليّ دفع رسم اشتراك مقابل البحث عن الوظيفة، وليس ذلك فحسب يحسم من أول راتب أتقاضاه نسبة تصل إلى 30 في المائة، ووسط إغراءات وظيفية شرط أن أشترك للحصول على الوظيفة في غضون يومين، بادرت بدفع الاشتراك 200 ريال، انتظرت بعد ذلك أياما وأسابيع ومضى نحو أربعة شهور ولم يتصلوا بي.

25 % من راتبي للشركة

ولا يوافقه محمد البدر أحد المتقدمين لمكتب توظيف، نعم، وجدت بفضل الله ثم بفضل هذه الشركة الوظيفة المناسبة في أحد البنوك، مفيدا أن الشركة التي قامت بتوظيفه في البنك تقوم باستقطاع مبلغ مالي يقدر بـ 25 في المائة من الراتب ما دمت على رأس العمل، ودعا الشركة إلى إلغائه مع أن راتبه لا يتجاوز ثلاثة آلاف ريال.

مكاتب التوظيف تبتز الشباب

أنس الباسر تخرج في الجامعة منذ سنة، وما زال يبحث عن عمل، ذهب إلى وزارة العمل طلبا للعمل لكنه لم يجد الوظيفة المناسبة لمؤهله العلمي ـ كما يقول، ثم اتجه إلى مكتب توظيف وقدم أوراقه وطُلب منه توقيع العقد.
يقول الباسر: تعهدت أن أتنازل عن أول مكافأة أتقاضاها من المنشأة التي يتم توظيفي فيها، لمصلحة مكتب التوظيف، ويصف ذلك بأنه ابتزاز، وطالب الجهات المختصة بمراقبة تلك المكاتب.
ويضيف الشاب الباسر: توظف تلك الشركات سعودية شبابا سعوديين براتب 1500ريال، ثم تؤجرهم إلى شركات أخرى بمبلغ 3500 ريال، وهي بذلك تدخل ألفي ريال في حسابها من خلال ذلك الشاب السعودي.
الإحساس بالوطنية

وتبدو علامات اليأس على الشاب عاصم الذي ما زال يبحث عن وظيفة منذ سنوات عديدة، أن السعودة مضى عليها عشر سنوات ولم يوجد لها حل، كما أنها نوقشت على أعلى المستويات وأخذت حقها في الطرح من جميع الجوانب عبر وسائل الإعلام، موضحا أن بعضا من رجال الأعمال وأصحاب الشركات ليست لديهم ''النية الحقيقية'' في توظيف الشباب السعودي، وأنه ''لو وجدت النية الصادقة والإحساس بالوطنية لم تر شابا سعوديا عاطلا'' ـ كما يقول.
وأبان طوني المشرف على قسم التوظيف في شركة للتوظيف، أن ما تقدمه الشركة لطالبي العمل الوظائف المتاحة ضمن الإمكانيات التي يمتلكها الشاب، مشيرا إلى أن الشاب يقدم سيرته الذاتية للشركة مع طلب الوظيفة، وأنه يتم عرض الوظائف عليه فإذا كان مستوفيا للشروط ولديه الإمكانيات الوظيفية المطلوبة تم إجراء الاختبارات له، وبعدها يتم توظيفه، وإذا احتاج إلى تدريب يرسل لأحد المعاهد الأهلية للتدريب والتطوير على حساب الشركة، ثم يتم توظيفه في إحدى الشركات، وتكون الشركة مسؤولة عنه لا المنشأة التي يعمل فيها، والشركة تقوم بوضع تأمين صحي للموظف وتحديد إجازته السنوية.
وبيّن أنه يتم استقبال 25 طلبا للتوظيف في اليوم الواحد، وأن عدد الذين توظفوا عن طريق شركته 2400 شاب وشابة، مؤكدا أن نسبة السعوديين في الشركة 90 في المائة.
وأكد طوني أن الشركة تغطي ثلاث مناطق الرياض، الشرقية، وجدة، وأنها توفر للشباب الوظيفة المناسبة وبرواتب لا تقل عن 2800 ريال، مؤكدا أن أقل مؤهل الثانوية العامة والدبلومات الجامعية المتوسطة والى جانب أصحاب الشهادات العليا البكالوريوس والماجستير.

سير ذاتية تخلو
من المصداقية

وكشف طوني أن بعض السير الذاتية تخلو من المصداقية، وأن ذلك يتبين بعد الاختبارات التي تجرى للمتقدم.
ولاحظ طوني أن 60 في المائة من الشباب لا يلتزمون بالمواعيد، وكذلك الاستمرار في الوظيفة مع أن أصحاب تلك الوظائف لا يقل رواتبهم عن ثلاثة آلاف ريال، وأن نسبة ما تتقاضاه الشركة لا تقل عن 25 في المائة من راتب الموظف، وتعتبر مقابل أتعاب الشركة من تأمين صحي وإجازات، ولسنا شركة وساطة ''كما يعتقد البعض''.
من جانبه قال علي العمري مدير أحد مكاتب التوظيف إن عمل المكتب يقوم على الربط بين الموظف والشركة ''ويعتقد بعض الشباب أننا نخلق المعجزات في توظيفهم بصورة فورية.. وهذا لا يحصل''.
وأشار العمري إلى أن الشركات تفرض شروطا صعبة على السعوديين مما يجعل توظيفهم يتأخر، مؤكدا أن المكتب لا يضمن الوظيفة، وعملهم يقتصر في إرسال الفرد إلى المنشأة وبعد المقابلة يتم توظيفه أو لا.

الوعود الوهمية من الأساليب التسويقية..ونسعى إلى الربح

وبيّن العمري إن ما يأتي في إعلان الصحف بوعود إن الوظيفة فورية إنما هو أسلوب تسويقي ''نتبعه'' لجلب الشباب ولا ننكر إننا نسعى إلى الربح، معللا ذلك بضرورة تغطية نفقات المكتب. وتبلغ قيمة الاشتراك 200 ريال لمدة سنة ونسبة بسيطة تحسم من راتب الشخص إذا توظف بحسب مؤهلاته لمدة شهر فقط، مع وجود الإقبال الشديد من الشباب سواء ذكور أو إناث.
وقال العمري إن الشباب عندما يحصلون على الوظيفة تجد نسبة كبيرة منهم لا يلتزمون بالدوام، وإن هؤلاء تصل نسبتهم إلى 30 في المائة، والغريب في الأمر أن الشاب السعودي حينما يأتي إلى المكتب يسأل: كم الراتب وعدد ساعات العمل دون معرفة عمله وما المطلوب منه.
ولاحظ علي العمري أن موظفي القطاع الحكومي بدأوا يفكرون جديا في الانضمام إلى القطاع الخاص، معللا ذلك باهتمام القطاع الخاص بالمتميز وإنصافه من جميع النواحي، وهذا ما لا يحصل في القطاع الحكومي.
وطالب علي بدعم مشاريعهم بإنشاء مراكز تدريب لتأهيل الشاب الراغب في دخول سوق العمل، مضيفا أن خدماتهم أفضل من خدمات وزارة العمل في تلبية رغبات الشركات من موظفين، وأن المكتب متعاقد مع ألفي شركة تحتاج إلى موظفين، كاشفا أن عدد الوظائف المتوافرة في القطاع الخاص يصل إلى 60 ألف وظيفة.

الأكثر قراءة