"مايكروسوفت" تلعب قفزة الضفدع في حرب الألعاب مع "سوني"
هل يمكن أن تسمح لصندوق أبيض رقيق مع حالة حادة من انفصام الشخصية أن يدخل إلى غرفة معيشتك؟ لقد أنفقت "مايكروسوفت" أكثر من ثلاثة مليارات دولار وخمسة أعوام من الجهد وهي تراهن على أن الإجابة؛ نعم. فهي تعتبر صندوق الألعاب "إكس بوكس 360" Xbox 360 الذي تبدأ بيعه أواخر هذا الشهر، أكثر من مجرد لعبة.
ويمكنك أن تستخدم جهاز الألعاب في عرض صور آخر إنجازات صغيرك الرياضية المدرسية على شاشة التلفزيون، أو إعطاؤه أدوات التحكم وجعله يغيظ الغرباء بوميض عالي الدقة وصوت مؤذ.
الفكرة في حد ذاتها ستجعل الصفويين يرتجفون. ونقطة الالتقاء هي الكلمة البذيئة في التكنولوجيا الرقمية. فمن يريد أداة تقوم بعدة أشياء بشكل معتدل فقط؟ وتعتبر أجهزة iPod، وبلاكبيري، وTiVo box خير شاهد على الأجهزة ذات الغرض المنفرد لإلهام العاطفة الكبرى. أما المرادف عالي التكنولوجيا من "سويس آرمي نايف"، فكان يسري دائماً في دماء "مايكروسوفت". والكمبيوتر دليل للمستهلك العادي على أن أي منتج متعدد الاستعمالات بشكل كاف للتعامل مع جميع أعمالك المنزلية سينتهي به الحال كمصدر مثير للإحباط بقدر ما هو باعث على التحرر. ومع هذا الإرث، فمن المحتمل أن يقترب الزبائن المحتملون من Xbox 360، وهم يشعرون بالذعر.
ومع ذلك، قيل إنه يعمل جيداً إلى حد ما. واتضح أن صندوق الألعاب، مع المتحكم البسيط والتكنولوجيا المغلقة التي لا تدع التطبيقات المتعددة والمحيرة التي تغزو أجهزة الكمبيوتر تصل إليه، مكان جيد للعمل كهاو في أشكال أخرى من الترفيه.
كجهاز ألعاب، فإن هناك الكثير من الأسباب للاستمتاع، كما سيكون الحال مع "سوني" و"ننتيندو" عندما تطلقان أحدث صناديق ألعاب لديهما العام المقبل. وستكون هذه الأجهزة الجديدة من بين الأجهزة الحاسوبية الأولى التي تتوافر بشكل واسع في المنزل لاستخدام التكنولوجيا التي يجب أن تغير تجربة الترفيه الرقمي: وهو معالج "ذو جوهر متعدد" يضم أكثر من "دماغ" واحد في شريحة منفردة.
إن هذه الهندسة الكمبيوترية الجديدة ملائمة بشكل أفضل للمطالب الرقمية المتعددة، فهو ألبوم غنائي يضخ الموسيقى، والصور عالية الدقة المنتجة في الوقت الفعلي، ولوغاريثمات ذكية مصطنعة تراقب تصرفاتك وتصنع الشخصيات. والشرائح متعددة الجوهر هي التكنولوجيا الأمل لأطفال اليوم متعددي المهام، الذين يرغبون في الاتصال، واللعب، والاستماع للموسيقى في الوقت ذاته. أضف إلى ذلك قوة تشغيل هائلة تساوي عشرة أضعاف تلك الموجودة في الصندوق السابق "إكس بوكس" Xbox، مع قدرة كبيرة على الإبهار.
أما الألعاب الأولى التي سيتم إنتاجها لـ Xbox 360 فتظهر سمتين من التكنولوجيا. الأولى هي المستوى المعقد من التفاصيل البصرية، على الرغم من أنك بحاجة إلى جهاز تلفزيون عالي الدقة لتقدير ذلك. وفي "بروجيكت جوثام ريسينغ 3"، عليك الانطلاق بسرعة عبر الحواجز الموجودة على طول الطريق ومراقبة المتفرجين يرتدون بطريقة مختلفة. قم بذلك مرة أخرى، وسيتصرفون بشكل مختلف.
أما السمة الأخرى، فهي الطريقة التي تبدو عليها التصرفات في العالم الافتراضي أكثر واقعية. مع المزيد من اللوغاريثمات المتقنة لتحري الكيفية التي تتصرف من خلالها الجثث المتهاوية والسيارات المتصادمة، "محركات الفيزياء" التي تتحكم بكل حركة تصبح أحصنة العمل الجديدة لألعاب الفيديو.
لكن هل جميع هذه التفاصيل والسمات الجمالية ضرورية؟ إنها جميعا تأتي في الألعاب. وشركات الصندوق محكومة بالكثير من الأعمال الرائجة. فسلسلة "جراند ثيفت أوتو" التي يشتمها العديد من أهالي الأطفال الصغار، كانت سبب أرباح "سوني بلاي ستيشن 2"؛ و"هالو، مدمر الغرباء مطلق النار" الذي أنشأته "مايكروسوفت"، حقق أكثر من 500 مليون دولار من البيع بالتجزئة.
إن خبرات الضربات القاضية التي ستحدد الجيل التالي من صناديق الألعاب، والألعاب التي ستجعل الناس يسارعون إلى دفع 400 دولار مقابل هذه الآلة الجديدة، لا تزال تحت الأغلفة. ومع ذلك، فإن كان لا يزال على "مايكروسوفت" أن تعرض الألعاب التي يمكن تحل محل ما تعرضه "سوني"، فلديها معايير عالية في جعل التكنولوجيا المركزة تعمل، حيث إن حركة المقبض تجعلك تجد شخصاً آخر يلعب بشكل مباشر لكي تلعب ضده، ويمكنك أن تبدأ بمحادثة صوتية أو مقارنة نتائج فوزك مع صديق. ثم اضغط على زر، وسوف تظهر لك قطعة يمكنك من خلالها أن تنقر على أجهزة الموسيقى الموجودة في جهاز الكمبيوتر في غرفة أخرى، أو تصفح مجموعتك أو صورك عبر جهاز التلفزيون. وهذه البواعث البسيطة لحياة البيت الرقمي لا تزال تأتي مقيدة بحبال بالطبع. وللوصول إلى هذا الحد، عليك أن تشتري جهاز كمبيوتر ميديا سنتر، أو تحميل قطعة خاصة من البرامج لجهاز كمبيوتر تدير أحدث نسخة من وندوز، دون أن نذكر الشبكة المنزلية التي عليك إعدادها.
ولا تزال "مايكروسوفت" تقبع خلف شركات مثل "سوني" "وأبل" في إقناع الزبائن بشراء نسخها من الترفيه الرقمي المتصل، حيث باعت نحو 20 مليون قطعة من أول جيل من صناديق ألعاب Xbox، مقارنة بأكثر من 80 مليون جهاز بلايستشن 2 باعتها "سوني".
أما جهاز كمبيوتر "ميديا سنتر" الذي أطلق قبل أربع سنوات، فبيعت منه ستة ملايين وحدة فقط على الرغم من أن المبيعات بدأت بالتحسن. لكن بيع من جهاز iPod، وهو "ميديا سنتر" أكثر نجاحاً، نحو 25 مليون قطعة، وهو ينمو بصورة أسرع.
إنه سيكون من الصعب على "مايكروسوفت" إزاحة هذه الشركات. وستحتوي اللعبة التالية لـ"سوني" على المواصفات ذاتها التي يحتوي عليها Xbox 360، مع التصميم الجديد للشريحة، الذي يحتوي على ثمانية أدمغة من الممكن أن تهزم المدعي الجديد بقوة. أما في الوقت الحالي، فإن هذا يبقى مجرد تهديد. وبالنسبة للأشهر القليلة المقبلة على الأقل، فإن المعتوهين من ردموند سيمتلكون أكثر القطع الجديدة بروزاً في عالم تكنولوجيا المنازل.