تطوير مطار الرياض: سهولة الوصول
يعتبر عامل سهولة الوصول إلى المطارات من العوامل المهمة المؤثرة في الجودة الشاملة للمطارات. المطارات العالمية الحديثة ذات القدرة الاستيعابية لعشرات الملايين من المسافرين في السنة، تتميز بتكاملها مع وسائل مواصلات متعددة. فإضافة إلى الوسيلة الأكثر شيوعا وهي السيارات فإن مطارات كبرى لديها محطات للمترو والقطارات والحافلات. في السنوات الأولى للمطارات لا تظهر عادة مشكلة المواصلات إلى المطارات بل تنشأ بفعل ضعف المخطط الشامل لمشاريع المطارات التي قد لا تراعي النمو المستقبلي للمدن والتجمعات التي يخدمها المطار أو عدم التكامل بين مؤسسات التنمية المحلية للمدن وهيئات الطيران المحلية. ومن المطارات العالمية التي عانت كثيرا عامل سهولة الوصول، مطار كيندي الدولي في نيويورك حيث الازدحام الشديد للطرق المؤدية له، مما حدا بالكثير من المسافرين ومن ثم شركات الخطوط الجوية للانتقال إلى مطارات أخرى. كما أن مطار الملك فهد الدولي في المنطقة الشرقية مثال على ضعف التخطيط الشامل والتكامل مع منظومة النقل من وإلى المطار مما تسبب في رحيل المسافرين إلى مطار البحرين الذي يقوم الآن بأعمال توسعة تأخذ بمتطلبات المسافر السعودي كمواقف السيارات لمدد طويلة. مطار الملك خالد الدولي في الرياض يمكن تصنيفه بأنه من الدرجة الممتازة في عامل سهولة الوصول له، فهو يتميز بموقع مناسب بالنسبة لمدينة الرياض ويرتبط بطرق سريعة إلى محاور رئيسة للمدينة الرياض وضواحيها، كما أن طريق الأمير سلمان الجديد الذي يربط المطار بطريق الملك فهد شمالا سيكون له الأثر الكبير في دعم التنمية للمدن الجديدة التي تقع إلى الشمال والشمال الغربي من مدينة الرياض. الإبقاء على مساحات بيضاء حول المطار يمكن من مرونة التوسع المستقبلي وسهولة تطوير وسائل المواصلات من وإلى المطار خاصة وأن مطار الملك خالد الدولي يملك مساحات كبيرة ويحوي مجمعات صناعية تعمل ضمن صناعة الطيران. وتعاني جميع المطارات العالمية الزحف العمراني نحوها مما يقيد نمو تلك المطارات هذا إضافة إلى أن الأحياء القريبة من المطارات تعاني تلوث الغازات المنبعثة من الطائرات والتلوث الضوضائي الذي يعكر الحياة المنزلية الهادئة.
* أكاديمي ومستشار في صناعة الطيران
([email protected])