الموسى: أوقفنا الابتعاث إلى 42 جامعة والتخصصات لا تأتي اعتباطا
الموسى: أوقفنا الابتعاث إلى 42 جامعة والتخصصات لا تأتي اعتباطا
كشف الدكتور عبد الله الموسى وكيل وزارة التعليم العالي لشؤون الابتعاث، عن إيقاف الابتعاث إلى 42 جامعة، إما لتكدس الطلبة أو لضعف المخرج العلمي. وقال "أوقف الابتعاث عن نحو 512 طالباً، إلى جانب 181 طالباً تجاوزوا أنظمة الابتعاث".
وأضاف في ملتقى إعلاميي الرياض: "هذه النسبة لا تتعدى الواحد في المائة إذا ما تم مقارنتها بـ 31 ألف مبتعث يتبعون لبرامج الابتعاث في الوزارة، وهي تعكس النجاح الكبير الذي حققته البرامج حتى الآن".
وأوضح أنه تم حصر تخصصات المرحلة الرابعة لبرنامج الابتعاث في درجات الدراسات العليا (الماجستير، والدكتوراه) ، نظراً لعدم تحقيق النسبة المستهدفة خلال الدفعات لنفس الدرجة نسبة الـ 60 في المائة للدرجات العليا، مشيراً أن كثيرا من قطاعات الدولة بحاجة إلى قيادات جيدة تعمل بكفاءه في الإدارات الوسطى.
وشدد وكيل وزارة التعليم العالي لشؤون الابتعاث، على أن اختيار التخصصات للابتعاث لا تتم اعتباطا، وإنما بعد دراسة لحاجة البلد الحقيقية، وأن البرامج المكثفة لإعداد الطلاب لا تزال غير كافية، وزاد "لا تزال بعض الاتفاقيات مع عدد من الدول في طور الإعداد لتوسيع نطاق الدول التي نبتعث طلابنا إليها وهي مهمة لتسهيل إرسال الأعداد الكبيرة التي نبتعثها".
وتابع: "ركزنا على الابتعاث لمرحلة البكالوريوس في المراحل الأولى، ثم انتقل التركيز الآن على الدراسات العليا بشكل أكبر في المرحلتين الحالية والمقبلة، كما أن الأولوية في الإلحاق بالبعثات هي لطلاب الدراسات العليا قبل البكالوريوس منذ أن بدأ البرنامج".
وذكر أن إجمالي المبتعثين السعوديين في الخارج يقدر بنحو 52 ألف مبتعث، منهم 31 ألفا ضمن برامج الابتعاث التابعة للوزارة، و21 ألف طالب يدرسون على حسابهم الشخصي أو يتبعون لجهات خارج الوزارة، مبيناً أن منهم خمسة آلاف طالب ضمن تخصص الطب، وستة آلاف علوم إدارية، وأربعة آلاف في تخصص حاسب آلي، وأربعة آلاف في الاتصالات سلكية ولاسلكية، وألفان في العلوم الإنسانية، مضيفاً أن عدد مبتعثي المرحلة الرابعة من برنامج خادم الحرمين الشريفين 37 ألف طالب.
وقال: "الوزارة تقدم برنامجاً مكثفاً لمدة أسبوعين نزود بعده الطلاب بكتاب عن الدولة التي سيبتعثون إليها، كما تستضيف الوزارة القنصل التابع لتلك الدولة ليقدم معلومات كافية ويجيب عن تساؤلات الطلاب حول الدولة، ولكن المشكلة أن التفاعل مع هذه البرامج لا يرقى إلى مستوى الطموح فتجد التفاعل لا يشكل حتى 2 في المائة من مجموع الطلاب وللأسف أن المواد المقروءة التي تنفق الوزارة مبالغ طائلة في إعدادها ونشرها لا تقرأ وسيتم رفع المدة إلى فصل دراسي كامل في العام المقبل".
وأشار إلى أن جميع التخصصات التي يتم تحديدها من قبل الوزارة وفق خطة مرسومة بالتنسيق مع عدد من الجهات منها وزارة الاقتصاد والتخطيط ووزارة العمل ومجلس الغرف التجارية والصناعية وعدد من منشآت القطاع الخاص الكبرى مثل أرامكو وسابك والاتصالات السعودية وغيرها، مشيراً إلى أن برامج الابتعاث ليست عشوائية وتحدد حسب توجهات واحتياجات البلد، مستشهداً بتخصص صعوبات التعلم الذي تم تحديده أخيراً بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم وجمعية الأطفال المعاقين، مبينا أن التنسيق يتم بشكل علمي بحصر التخصصات التي تدعو إليها الحاجة ومن ثم نحددها، خاصة أن التخصصات اليوم تفرعت وأصبحت دقيقة جدا، ما يتطلب جهدا أكبر في حصر الاحتياج الحقيقي لها.
وناشد وكيل وزارة التعليم العالي لشؤون الابتعاث، الصحافة التعاطي مع المواقف بشكل إيجابي بعيدا عن الإثارة، وزاد "إحجام الوزارة عن التعاطي مع كثير مما ينشر في الإعلام نابع من حفاظنا على خصوصية الطلاب، وهو ما يمنعنا من نشر تفاصيل حالة الطلاب الدراسية، والتجاوزات التي قد تحدث، لكن يجب على الإعلام التوثق من المعلومة قبل النشر، وعدم الاندفاع في الاتجاه الخاطئ بحثا عن السبق والانفراد الذي يأتي على حساب الصدقية".
وأكد أن الوزارة في طور الإعداد لمجتمع المعرفة، والذي سيربط جميع المبتعثين إلكترونيا عبر مجتمع افتراضي وسيسهل ذلك على أولياء الأمور متابعة أبنائهم والتواصل معهم خلال فترة الابتعاث.
وعن إيقاف الابتعاث إلى الدول العربية، قال "السعودية لا تزال ملتزمة باتفاقات مع الدول العربية، ولدينا بند مفتوح (45 مليون ريال) للبعثات في الدول العربية، ولا يزال لدينا عدد من الطلاب في مصر والأردن وغيرها من الدول العربية".
وأبان الموسى أن مبادرات خادم الحرمين الشريفين الإنسانية ـ كما حدث في فصل السياميين البولنديين- جعلت البولنديين يتعاطفون مع طلابنا بشكل أكبر ويقدمون لهم العون والمساعدة أكاديميا رغم أن بعضهم ليس جيدا كفاية للاستمرار في البرامج الأكاديمية.
وحول تذمر الطلاب من قلة المكافأة وعدم وفائها بالالتزامات، رد الموسى "نحن بحاجة إلى نشر ثقافة طلب العلم لدى طلابنا وأن يفهموا معنى أن يكونوا طلابا، ويتحملوا الأعباء المادية بحسن التصرف مؤكدا أن من الطلاب من يرسل إلى أهله في السعودية ما يفيض عن حاجته من مكافأته وهذا عائد بالدرجة الأولى إلى الثقافة التي يحملها الطلاب قبل أن ينخرطوا في بعثاتهم، مؤكدا أن المبتعثين من قديم عانوا من ظروف مشابهة لكنهم استطاعوا أن يتجاوزوها بالعزم والإصرار وأن الوصول إلى المجد ليس سهلا".
وذكر أن الوزارة تعتزم إخضاع الطلاب المرشحين للابتعاث ابتداء من الدفعة المقبلة إلى دورة تأهيلية تحضيرية مدة فصل دراسي كامل، مشيراً إلى نية الوزارة إلى تطبيق سنة تحضيرية لمدة عام بعد نجاح تطبيق التجربة لهذا العام.
واستطرد: "الوزارة وافقت على الابتعاث إلى أوكرانيا لوجود مؤشرات أولية جيدة منها ابتعاث عدد من الدول العربية أبنائها إلى الدراسة في التخصصات الطبية هناك، والانطباع الذي أخذه وفد المملكة عندما زار أوكرانيا" مؤكداً "بعد تجربة ابتعاث دفعة من الطلبة إلى نحو ثماني جامعات، أرسلت الوزارة وفد آخر للوقوف على مستوى الطلبة، ففوجئ بوجود تجاوزات غير ملائمة لاستمرار الابتعاث، وبالتالي تم إلغاء الاعتراف بالجامعات الأوكرانية وتحويل الطلبة إلى جامعات أخرى خارج أوكرانيا"، مبيناً أن عدد المبتعثين إلى أوكرانيا بلغ 300 طالب على حسابهم الشخصي".