تقرير: عملاق المصارف السويسرية يستحق لقب أكبر ضحية للقروض العقارية

تقرير: عملاق المصارف السويسرية يستحق لقب أكبر ضحية للقروض العقارية

تقرير: عملاق المصارف السويسرية يستحق لقب أكبر ضحية للقروض العقارية

لأن بنكين استثماريين كبيرين في الولايات المتحدة أصيبا برّجة شديدة فإن ذلك لا يعني بالضرورة أن بنكا أوروبيا على وشك أن يقع صريعا.
وبذل السياسيون وصانعو السياسة الأوروبيون جهودا مضنية في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة للتأكيد على المرونة النسبية للنظام المالي القاري في مواجهة أزمة تتضاعف بسرعة عبر الأطلسي، لكن الأسواق تظل عصبية جدا، الأمر الذي جعل أسهم البنوك تنخفض فجأة يوم أمس، لليوم الثاني على التوالي. وكان من بين أسوأ من تضرروا بشكل حتمي، بنك يو بي إس، وهو البنك السويسري الذي يستطيع أن يستحق اللقب التعيس بكونه أكبر ضحية للقروض بلا ملاءة حتى الآن.
ويبدو أن كثيرين يعتقدون الآن أنه بعد عمليات شطب بمبلغ 43 مليار دولار، من قبل البنك السويسري خلال السنة الماضية فإن من المحتمل أن يواجه بنك يو بي إس الضعيف مزيدا من الألم في الجولة الأخيرة من أزمة القروض بلا ملاءة، لكن هؤلاء المبشرين بالشؤم قد يكونون مغالين في حجتهم، ورغم كل شيء، فإن هنالك أسبابا وجيهة للاعتقاد بأن بنك يو بي إس يستطيع أن يجتاز العاصفة بسلام في نهاية المطاف.
مارسيل أوسبل، الرئيس السابق الذي تنحى عن منصبه في أوائل هذه السنة، ارتكب دون أي شك غلطات كبيرة بكشف البنك بشكل كبير لأسواق رأسمال جديدة ومحفوفة بالمخاطر، وحوله إلى بنك على غرار البنوك الأمريكية. لكن ينبغي في الوقت ذاته إعطاؤه بعض الفضل للتحرك بسرعة في محاولة لمعالجة المشكلة، مع أنه كان مضطرا للقيام بذلك نتيجة الأحداث.
وقبل أن يقوم نظراؤه الأمريكيون بالتجول عبر العالم سعيا وراء رأس المال لإنقاذ بنوكهم، جمع أوسبل مبلغ 30 مليار فرنك سويسري (27) مليار دولار، من صناديق الثروة السيادية ومن مستثمرين عاديين، من خلال إصدار حقوق، كما أجاز بدفع الأرباح النقدية.

وعموما فإن ذلك ترك يو بي إس بما هو أكثر من ميزانية محترمة ونسبة رائعة لكفاية رأس المال الأساسي بلغت 12 في المائة، وعلينا ألا ننسى كيف سعت البنوك الأوروبية الأخرى إلى طمأنة المستثمرين بعد أزماتها الخاصة بها، ومثال ذلك فإن سوسيتي جنرال، الذي عانى فضيحة تداول خبيثة، ضخمة ومحرجة، إضافة إلى شطب قروض بلا ملاءة اعتقد أن نسبة كفاية رأس المال الأساسي البالغة 8 في المائة كانت كافية لاستعادة ثقة المستثمرين.
لقد ذهب أوسبل ومن المقرر أن يقوم الرئيس الجديد بيتر كورر بالكشف، خلال أسبوعين عن استراتيجية البنك الجديدة في اجتماع للمساهمين- وهو الثالث حتى الآن في هذه السنة المضطربة.
أدخل يو بي إس فعلياً هيكل إدارة رشيدة جديدا، وأشار إلى أنه يعتزم تخفيض أنشطته المصرفية الاستثمارية. وفي حين أنه عانى التدفقات إلى الخارج، إلا أنه ما زال أكبر مدير ثروات خاصة في العالم، على الرغم من أن الاندماج الجديد لميريل لينش مع بنك أوف أمريكا يمكن أن يتجاوزه – ولا توجد أية إشارات لسحب المودعين أرصدتهم من البنك.
سمح السويسرون لشركة طيرانهم، سويس إير، أن تعلن إفلاسها غير أن الفكرة بأن بلداً ما يعتمد بقوة على الخدمات المالية يمكن أن يسمح لأكبر بنك فيها أن ينهار، هي فكرة لا يمكن تصورها تحديداً.

الأكثر قراءة