الأسهم تفقد 139 مليار ريال من قيمتها السوقية في 5 جلسات
الأسهم تفقد 139 مليار ريال من قيمتها السوقية في 5 جلسات
سجل مؤشر تداول العام لسوق الأسهم السعودية خسائر بنسبة 9.1 في المائة على مدار الأسبوع المنتهي في 17 أيلول (سبتمبر)، ليقفل عند مستوى 7387 نقطة، وبذلك بلغ أدنى مستوى له في ثمانية أشهر. لقد فقدت السوق نحو 139 مليار ريال من قيمتها السوقية خلال الأسبوع لتصل إلى 1441 مليار ريال. ولم تتمكن مكاسب أمس "الأربعاء" التي بلغت 2.4 في المائة من تعويض سوى جزء محدود من الخسائر الأسبوعية. لقد بدأ هذا الهبوط الحاد كرد فعل خاطئ من قبل المستثمرين لقرار "تداول" بدء تطبيق الوحدات السعرية الجديدة على الأسهم، تلاه انهيار "ليهمان بروزرز"، رابع أكبر بنك استثمار أمريكي، والذي عكس القلق على النظام المالي الأمريكي، في الوقت الذي واصلت فيه الأسعار العالمية للنفط والسلع الهبوط بحدة لتعكس تعمق تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي. وكان من نتائج هذه الأحداث هبوط معظم البورصات العالمية، ومن ضمنها السوق المحلية التي كانت أكثر تأثراً من غيرها نتيجة مخاوف الأفراد الشديدة من انعكاس الأزمة الائتمانية وهبوط أسعار النفط والسلع على الاقتصاد المحلي وأرباح الشركات المستقبلية، خصوصاً أرباح البنوك وشركات البتروكيماويات التي شكلت 65 في المائة من إجمالي أرباح الشركات السعودية المدرجة. لقد ارتفعت أرباح الشركات السعودية في النصف الأول من عام 2008م بنسبة 11 في المائة عن النصف الأول من عام 2007م. في حين انخفضت أسعار النفط في شهرين بنحو 36 في المائة لتصل إلى مستوى 91 دولاراً، ولكنها ما زالت مرتفعة 5 في المائة عن مستواها في بداية السنة. ورغم أن السوق السعودية أصبحت تتمتع بتقييم جذاب من حيث مكررات الربحية ومكررات القيمة الدفترية، إلا أن التدهور المتواصل عكس تدهور معنويات الأفراد بتأثير التجارب المريرة السابقة، بحيث طغى على العوامل الأساسية للسوق، الأمر الذي يظهر الحاجة للمزيد من التشريعات الإيجابية التي من شأنها رفع دور الاستثمار المؤسساتي، وتعزيز السيولة، وزيادة الشفافية، والعمل على خلق توازن أكفأ لقطاعات السوق عن طريق التخفيف من وزن البنوك والبتروكيماويات من خلال زيادة أوزان قطاعات أخرى، وكذلك فتح المجال أمام الشركات لإعادة شراء أسهمها، وضرورة إجراء الدراسات المعمقة للتوقيت الملائم للاكتتابات الجديدة وتسعير أسهمها، وإيجاد صانع للسوق، وغير ذلك من التشريعات الضرورية التي من شأنها تطوير السوق.
ومن حيث الأداء التراكمي للمؤشر العام "تداول"، انخفض 12 في المائة منذ شهر و25 في المائة منذ ثلاثة أشهر و21 في المائة منذ ستة أشهر و34 في المائة منذ تسعة أشهر، و5 في المائة منذ سنة. كما بلغت خسائره 33 في المائة منذ بداية السنة، و64 في المائة منذ 25 شباط (فبراير) 2006م عندما أقفل عند المستوى 20635 نقطة.
ومن حيث التداول، بلغ متوسط قيمة التداول اليومي 4.5 مليار ريال خلال الأسبوع، مقابل متوسط يومي خمسة مليارات ريال في الأسبوع السابق. واستحوذت أسهم كل من: "سابك" و"الإنماء" و"معادن" على أكثر من ثلث قيمة الأسهم المتداولة.
ومن حيث تقييم السوق، بلغ مكرر ربحية السوق 14.2 مرة (على ضوء آخر أربعة أرباع سنوية للأرباح مع استبعاد الشركات الجديدة التي لم تصدر بياناتها السنوية المدققة). وبلغ معدل السعر إلى القيمة الدفترية 2.5 مرة، وبلغ معدل الأرباح الموزعة إلى السعر 3.4 في المائة.
ومن حيث أداء القطاعات والشركات خلال الأسبوع، شمل الانخفاض جميع القطاعات ومعظم الشركات، وكان قطاع الإعلام والنشر الأكثر هبوطاً، حيث سجل خسائر 12.9 في المائة، يليه الاستثمار المتعدد 11.8 في المائة، وانخفض قطاع البتروكيماويات بنحو 10 في المائة وقطاع البنوك 8 في المائة.