مرض "الغابات الأسمنتية" يهدد أطفال الشقق السكنية في الرياض
مرض "الغابات الأسمنتية" يهدد أطفال الشقق السكنية في الرياض
أكدت دراسات وأبحاث علمية أن قاطني الشقق السكنية على وجه الخصوص أكثر عرضة لمرض الغابات الأسمنتية وهو ما يعرف بـ "الكساح".
وكشف لـ"الاقتصادية" الدكتور نبيل ياسين قرشي رئيس جمعية طب الأسرة وخدمة المجتمع، أن نوع السكن الذي يعيش فيه الطفل داخل أسرته له ارتباط كبير بانتشار مرض لين العظام "الكساح" عند الأطفال في المملكة، وهو أحد أهم العوامل البيئية المؤثرة والمرتبطة بهذا المرض.
وأضاف أن معدل الإصابة تزداد عند الأطفال الذين يعيشون في الشقق السكنية الضيقة أو المنازل التي لا تتعرض لأشعة الشمس المباشرة، ولا يتعرض الأطفال لها، في حين تقل معدل الإصابة لدى الأطفال الذين يعيشون في القرى الريفية أو قاطني المنازل الرحبة التي تتعرض للشمس وخاصة التي يتوافر فيها مكان مناسب يسمح للطفل بالتعرض للشمس في الهواء الطلق.
وأفاد قرشي أن هناك بعض الأسر تجهل أهمية أشعة الشمس على صحة الأطفال وتمنعهم من التعرض بتاتا لها والخروج من المنزل، حيث إن بإبقائهم في المنازل لفترات طويلة متواصلة وحرمانهم من أشعة الشمس تزيد معدل إصابتهم بمرض الكساح أو لين العظام خاصة في السنوات الأولى من العمر، داعيا جميع الأسر التي تعيش في مثل هذا النوع من المساكن إلى تخصيص بعض الوقت للخروج بأطفالهم إلى الحدائق أو المتنزهات المفتوحة، واستنشاق الهواء النقي وجعل الطفل يتمتع ويمشي في المناطق المفتوحة حيث إنها تعد جزءا من الرياضة له.
وأفاد قرشي أن أنسب وقت يستطيع فيه جسم الطفل امتصاص أشعة الشمس هو تعريضه لها في فترتي الصباح الباكر وقبل الغروب، حيث تساعد هذه الأشعة الطفل في تنشيط دورة تكوين الكالسيوم في جسمه، كما تتفاعل أشعة الشمس وفيتامين "د" في تكوين الكالسيوم وتقوية عظام الطفل.
وأبان رئيس جمعية طب الأسرة وخدمة المجتمع، أن زجاج النافذة المنزلية تمنع جسم الطفل من الاستفادة من أشعة الشمس، حيث لابد من تعريض جسم الطفل مباشرة لأشعة الشمس، في حين يحتاج الطفل إلى ما مقداره أربعمائة وحدة يوميا من فيتامين "د" خصوصا لمن هم على رضاعة طبيعية.
ولفت قرشي إلى أن هناك عوامل أخرى مؤثرة في انتشار هذا المرض بين الأطفال منها العادات الغذائية وهي مهمة للطفل، حيث إن بعض السكان ينتهج نظم غذائية غير صحية تعتمد على النشويات والبروتينات الحيوانية ولا يوفر أي موارد كافية لفيتامين "د" والكالسيوم والمعادن الضرورية التي تفيد أجسام الأطفال وتزودهم بهذا الفيتامين.
وحذر الدكتور قرشي الأسرة من التدخل والتصرف بشكل اجتهادي في إعطاء الطفل الفيتامينات عند حصول الحالة المرضية للطفل وإصابته "بالكساح" موضحا أنه في هذه المرحلة يحتاج الطفل إلى استشارة طبيب مختص لاتخاذ ما يلزم لعلاج الحالة والتعرف على مدى احتياج الطفل إلى الفيتامين وتحديد الطريقة السليمة في تعويض نقص فيتامين "د" لدى هؤلاء الأطفال.
وأشار إلى أن أعراض الكساح تتطور بشكل بسيط حيث لا يكتشف إلا متأخرا أو في المراحل الأولى وتتمثل في: تأخر ظهور الأسنان عند الطفل، وتأخر الحركة المناسبة للطفل كالجلوس والزحف والوقوف والمشي، ويكون نموه بطيئا، وتصبح جبهة الطفل عريضة و ساقيه مقوستان وإذا لم يعالج في وقت مبكر قد يؤدي إلى تشوه العظام وإصابته بالمرض.