عودة للوراء: السداد نقدا وليس آليا منعا للإحراج

عودة للوراء: السداد نقدا وليس آليا منعا للإحراج

عودة للوراء: السداد نقدا وليس آليا منعا للإحراج

ماذا يحدث.. تبدو أن الأمور تسير إلى الخلف في نظام المدفوعات وأجهزة الصرف الآلي لدينا، حتى إن محالا تجارية عديدة في الرياض وجدة والشرقية أوقفت التعامل بالسداد الآلي واشترطت على المشتري السداد النقدي تجنبا لإشكاليات نظام المدفوعات الذي قد تذهب معه الأموال ولا تعود، كما وصف الحالة قارئ ضمن تعقيبه على التحقيق في الموقع الإلكتروني للجريدة. هنا الحلقة الرابعة من سلسلة التحقيقات حول نظام المدفوعات ومشكلاته وكذلك أجهزة الصراف الآلي.

حتى وقت قريب كان النظام البنكي لدينا يصنف من بين الأنظمة المتقدمة لما يوفره من خدمات آلية كانت تغني في حالات كثيرة عن مراجعة العميل فرع البنك الذي يودع حسابه فيه. لكن يظهر أن المسائل تتراجع وبقوة فالموثوقية في النظام تتآكل بين المواطنين والمقيمين وكذلك المحال التجارية الكبرى والشركات، فالمواطن لا يرغب في سداد قيمة مشترياته ثم يحصل على إيصال بالتعثر ثم يكتشف أن المبلغ محسوم، والمحال التجارية ليس لديها استعداد لتعطيل أعمالها وبقية زبائنها ليبقى عميل يجرب الدفع الآلي نصف ساعة وربما أكثر والنتيجة في النهائية غير مضمون فضلا عن أن الإشارة قد تعطي الموافقة بالسداد ويكتشف المحل لاحقا أن العملية لم تتم (فمن يسدد قيمة البضاعة؟).

اختيار النقد

موظف (كاشير) في سوبر ماركت في طريق الملك عبد الله في الرياض، يقول إنهم تلقوا تعليمات من مالك السوق بعدم قبول السداد الآلي خاصة في ساعات الذروة في رمضان وهو يحدد هذه الساعات من الرابعة والنصف عصرا حتى الخامسة والنصف تقريبا، ويقول إن ذلك يعود إلى تسبب الدفع الآلي في تعطيل بقية الزبائن حيث نضطر أحيانا إلى إعادة المحاولة أكثر من ثلاث وأربع مرات لضمان قبولها، فضلا عن وجود احتمالات بعدم قبولها أو الدخول في إشكالية التعثر وفي نفس الوقت الحسم من حساب العميل. ويوضح موظف (الكاشير)، بالقول إنه عمل قبل قبل ذلك في سوبرماركت في الرياض أيضا وشهد حالة خلاف بين موظف كاشير ثان وصاحب المحل بسبب (1300 ريال تقريبا) حيث اكتشف صاحب المحل عند مراجعته البنك أن العملية متعثرة ولم تسدد.

الآن: نفور من الشبكة

أكدت مصادر تجارية أن الأفراد ينفرون من شبكة مدفوعات السعودية "سبان" أو"سبان 2" بسبب تخوفهم من تحمل مبالغ مالية تتراوح من ريال إلى ثلاثة ريالات لكل عملية جديدة تنفذ عبر الشبكة.
وقالت المصادر إن الأفراد عند وقوفهم أمام المحاسبين لدفع قيمة مشترياتهم لا يزالون يتساءلون عن هل ستلزمهم المصارف أو الجهات المسؤولة عن شبكة "سبان 2" بتحمل ريال وهي نسبة الثلث لكل عملية، كما سيتحمل البنك ثلث وثلث على الشبكة، وكذلك لا يرغبون الآن الدفع عبر الشبكة حتى لا يدخلون في دوامة لا يمكن الخروج منها.
أما محمد محاسب في أحد المحال التجارية، فأكد أن عدم الثقة في شبكة المدفوعات هي مسألة تراكمية، حيث إن كبار السن في المملكة ومنطقة الخليج والبلدان العربية لا يستخدمون بطاقات الصرف الإلكتروني إلا لسحب أموال من حساباتهم البنكية، كما أنهم لا يتعاملون مع بطاقات الائتمان أصلا لأنه ليس لديه ثقة في أساليب الدفع تلك.
وقال الآن أصبح الشباب يتبعون ويصدقون كبار السن في استخدام شبكة المدفوعات نظاما للتعامل أو شراء السلع، كما أن الأفراد عند الدخول معهم في أمور الأموال والحسابات البنكية لا يحبون أن يفقدوا أي أموال دون مبرر.
وطرح البائع تساؤلا على أحد الأفراد لماذا: لا تستخدم شبكة المدفوعات، فأجابه بأنه لا يحبذ الدخول في متاهات مع البنك الذي يتعامل معه من خلال مطالبات مالية قد تستغرق تلك المعاملة نحو 15 يوما.
أما أسامة الذي يعمل في محل للمصوغات الذهبية فذكر أن استخدام الشبكة في محال بيع المعادن النفيسة لا بديل عنه، حيث إن الأموال التي تدخل للمحل يجب أن تودع نهاية كل يوم لحساب المتجر، كما أن مبيعات تلك المحال تختلف عن غيرها. واعتبر أن تعطل شبكة المدفوعات في هذه الأيام وهو موسم حركة البيع والشراء في سوق المعادن النفيسة، نكسة يجب تعديلها وتصحيح وضع تلك الشبكة التي لا يرغب فيها. وهنا يقول أسامة أن مسؤولي محال المصوغات الذهبية اتفقوا على طلب أحد البنوك لإيجاد مكائن صراف آلية تصرف وتودع النقود بين المحال لكي يسهل عملية شراء عملاء تلك المحال وتساعد البائعين على إيداع المبالغ المالية في حساب شركاتهم.

الأكثر قراءة