محال تجارية تعتذر عن عدم السداد الآلي تجنبا لمشكلات "نظام المدفوعات"

محال تجارية تعتذر عن عدم السداد الآلي تجنبا لمشكلات "نظام المدفوعات"

محال تجارية تعتذر عن عدم السداد الآلي تجنبا لمشكلات "نظام المدفوعات"

لوحظ خلال الأيام الماضية أن مشكلة نظام المدفوعات برزت بشكل واضح في السوق السعودية، الأمر الذي دفع محال تجارية في عدد من مدن المملكة إلى تعليق لافتات تعتذر من خلالها عن عدم قبول سداد مبيعاتها عن طريق نقاط الدفع الآلي (نظام المدفوعات).
ووصف مراقبون هذه الخطوة من قبل نقاط البيع بأنها "عودة إلى الوراء"، ففي الوقت الذي يفترض أن ينشط فيه السداد الآلي مع وجود 78 مليار ريال متداولة خارج المصارف، تتزايد مشاكل الدفع الآلي وتعود بالمواطنين إلى التعامل النقدي الذي تحرص مؤسسة النقد على تقنينه، بالنظر إلى ما يحمله من مخاطر. "الاقتصادية" تستكمل في حلقتها الثالثة اليوم، استقراء مشكلة النظام والحلول المطروحة.

في مايلي مزيداً من التفاصيل:

يتطلع المواطنون إلى إطلاق "سبان 2" الخاص بنظام المدفوعات والصراف الآلي لعله يحل معضلة الأعطال الحالية في الشبكة. هذا صلب الحلقة الثالثة من تحقيق "العملية ملغاة", الذي تناول في الحلقتين السابقتين المخاطر التي تنطوي على هذه الأعطال خاصة مع وجود 78 مليار ريال متداولة خارج المصارف وهي مبالغ تمر على أجهزة الصراف ونقاط البيع الآلي. في الحلقة الثالثة يبرز بشدة التساؤل عن تأخر إحلال "سبان 2" الذي تعلق عليه آمالا كبيرة في معالجة الوضع.

منذ إطلاق خدمة شبكة المدفوعات "سبان" عام 1990 لا يزال عملاء البنوك يتذمرون من ضعف الشبكة وتعثرها في تنفيذ عمليات الشراء عبر أجهزة نقاط البيع في المحال التجارية. وبقي المواطنون والمقيمون في المملكة يعانون عبارة "العملية ملغاة" .. منذ ذلك الحين حتى الآن والبنوك أو مؤسسة النقد لم تحرك ساكنا.
هنا يؤكد موظف في أحد البنوك في الرياض أن كثيرا من المصارف لم يحدث أنظمة شبكة المدفوعات المحلية منذ إطلاق الخدمة قبل أكثر من 17 عاما, بيد أنه استدرك قائلا: في منتصف العام الهجري الماضي أعلنت مؤسسة النقد إطلاق برنامج لتحديث شبكة المدفوعات السعودية, يستهدف التيسير على العملاء لسداد قيمة مشترياتهم عبر نقاط البيع التي تمنحها المصارف للمؤسسات التجارية، ويعني هنا إطلاق برنامج "سبان 2".
أضاف أنه تم تحديث الشبكة وتجربة المصارف مبدئيا نظام "سبان2 " إلا أنه لا يزال هناك عديد من المشكلات التي تحدث بسبب انشغال الشبكة تارة وضعفها تارة أخرى, وما زالت عبارة "العملية ملغاة" متلازمة مع "سبان 2" كما كان الأمر مع "سبان".

أوقات ذروة .. لا تستخدم فيها الشبكة

أكد عاملون في البنوك أن الضغط والإقبال على استخدام مكائن نقاط البيع في وقت واحد، يتسبب في إلغاء عديد من العمليات، حيث إن هناك فترات ذروة يمكن أن تلغي عمليات الشراء بوساطة نقاط البيع أو شبكة المدفوعات عبر بطاقات الصراف الآلي "سبان".
هنا يرشد المصرفيون المواطنون إلى الأوقات المثلى لاستخدام الشبكة وضمان عدم تعرض العملية للتعثر، حيث يقولون إن فترات الذروة في الأيام العادية تبدأ من الساعة السابعة مساء وحتى الحادية عشرة ليلا، وهنا لا يفضل استخدام الشبكة.
في حين أن وقت الذروة يومي الخميس والجمعة يقع بين الساعة الرابعة عصرا والساعة الثانية عشرة ليلا، وهنا أيضا لا يفضل استخدام الشبكة تجنبا لتعثر العملية وسحب المبلغ من الحساب دون السداد للمحل فعلا. وبالنسبة لشهر رمضان فإن أوقات الذروة غير المناسبة لشبكة المدفوعات تنقسم إلى قسمين أولها ما قبل الإفطار وهي من الساعة الرابعة وحتى السادسة مساء، فيما تأتي الفترة الثانية من الساعة الثامنة وحتى منتصف الليل.

لا تحاول تكرار العملية

ونبّه موظفون معنيون في البنوك بالقول: يجب عدم إعادة محاولة الشراء ببطاقة الصرف الآلي عبر أجهزة نقاط البيع لنظام شبكة المدفوعات "سبان" بعد إلغائها أول مرة، حيث إنه يمكن أن يحسم المبلغ من رصيد الفرد دون علمه مع أن العملية ملغاة أصلا، كما أنه يجب على أي شخص إذا ألغيت عملية شرائه بنظام شبكة المدفوعات, التوجه لجهاز صراف آلي وسحب نقود منه بدلا من إعادة المحاولات بالنظام نفسه.

كيف تطالب بما حسم من حسابك

عند حسم مبلغ مالي من حساب أي عميل استخدم أو نفذ عملية شراء بواسطة نظام "سبان" وتم إلغاؤها، فإنه يحق للعميل أن يطالب بالمبلغ المالي عن طريق الاتصال بالهاتف المجاني لبنكه وإبلاغه عن حسم المبلغ المالي بغير حق، مشيرين إلى أن المبلغ المحسوم تتم إعادته في حساب العميل خلال ثلاثة أيام إلى ستة أيام. وطالب عاملون في البنوك من عملاء البنوك الذين واجهوا مشكلات مع شبكة المدفوعات "سبان" الاحتفاظ بإيصال العملية وذلك لأنها تحوي رقم تلك العملية التي يمكن من خلاله معرفة أي جهاز نفذها وما الشركة التي لديها استحقاق مالي للعميل. وفي حالة حسم مبالغ عبر أجهزة نقاط البيع من مصارف ليسوا عملاء لها فإنه يجب عليهم أن يطالبوا برد المبالغ المالية عبر الاتصال في المصارف التي هم عملاؤها، ومن ثم ينسق البنك مع المصرف التابع له جهاز نقاط البيع. وسيستغرق رد المبلغ الذي تم حسمه من الحساب للعميل نحو عشرة أيام.

خارج التحديث من سنوات

من جانبه، قال عامل في بنك إن الأنظمة التي تعمل عليها البنوك المحلية في المملكة والمقرة من مؤسسة النقد ليست محدثة منذ أكثر من عشر سنوات، حيث إن شبكة المدفوعات "سبان 2" لا تزال المصارف في طور تجربتها، حيث إن الحاجة الآن ملحة لتحديث أو تغيير الأنظمة بسبب تغير الزمن وكثرة عدد العملاء والمستخدمين في المملكة لتلك الأنظمة التي لا بد لها من تحديث من فترة إلى أخرى. وأفاد أن نظام "سبان 2" لن يختلف عن سابقه إلا في تقليص مدة المطالبة المالية التي يرفعها العميل المتضرر جراء حسم مبلغ مالي من رصيده بطريق الخطأ.

ما شبكة "سبان"؟

المعلوم أن شبكة المدفوعات السعودية "سبان" هي الشبكة الوطنية لمكائن الصرف الآلي ونقاط البيع التي تربط جميع المصارف السعودية ببعضها بعضاً وتوفر نقطة خدمات مشتركة. وتم تشغيل شبكة المدفوعات السعودية عام 1990. وكانت الأهداف التي من أجلها تم إنشاء شبكة المدفوعات السعودية مهمة جداً للقطاع المصرفي السعودي لتشجيع المواطنين والمقيمين الأجانب للاستفادة من خدمات النظام المصرفي، ويشمل ذلك الدخول آلياً إلى حساباتهم من مواقع بعيدة, وبالتالي يؤدي ذلك إلى تقليل تداول الأوراق النقدية. ويسرت الشبكة العمليات بصرف النظر عن ملكية جهاز الصرف. وأدى التوجه إلى العمليات الآلية أيضاً إلى تخفيض الطلب الكلي على الأوراق النقدية وزاد من فهم التسهيلات المصرفية، وأدى هذا بشكل مباشر لزيادة الودائع. وزادت شبكة المدفوعات السعودية من كفاءة القطاع المصرفي وذلك بتفادي التنافس غير الفاعل في نقاط تنفيذ العمليات.
كما أصبح مجتمع المستخدمين سواء كانوا المواطنين أو المقيمين يعتمدون على خدمات هذه الشبكة. وضاعف الاعتماد على الشبكة من مسؤوليات النظام المصرفي لتقديم أرفع مستويات المساندة لمستخدمي كامل الشبكة السعودية للمدفوعات.
وتقدم الشبكة خدمات مصرفية أخرى أيضاً. وتشمل هذه الخدمات مساندة عمليات المؤسسات الدولية مثل فيزا وماستركارد المنفذة سواء داخل المملكة أو خارجها. وللشبكة اتصالات مباشرة مع هذه المؤسسات وتقوم بتوفير ذلك الاتصال بأسلوب الوصول عبر المصارف السعودية. وتضم هذه المساندة مجموعة كاملة من عمليات الدائن والمدين في مكائن الصرف الآلي ونقاط البيع.

الأكثر قراءة