عائلات تتوارث صنع السوبيا مشروب أهل الحجاز في رمضان
عائلات تتوارث صنع السوبيا مشروب أهل الحجاز في رمضان
يعد مشروب السوبيا أحد أهم المشروبات التي يحرص عليها أهل الحجاز في مكة والمدينة وجدة على وجوده في مائدة الإفطار، لما له من نكهة خاصة في الشهر الكريم، الأمر الذي يجعلهم يتزودون منه بكميات كبيرة خلال أيام رمضان.
وتظهر بسطات بيع السوبيا أمام الأسواق والمحال التجارية وفي الشوارع الرئيسة في المدينة طوال شهر رمضان، ويستغل كثير من الشباب موسم شهر رمضان لاستثمار ما يمكن استثماره، حيث تباع "السوبيا" داخل أكياس يراوح سعرها بين خمسة وعشرة ريالات للكيس الواحد، في حين تشهد فترة مابين العصر والمغرب ذروة الإقبال على المحال والبسطات لشراء أكياس السوبيا.
وعلى مدى سنوات طويلة اشتهرت عائلات بتصنيع هذا الشراب منها عائلة الخشة في المدينة المنورة، وعائلة الخضري في مكة المكرمة التي تعد أشهر عوائل السوبيا في المملكة.
وقال المعلم صالح خشة وهو واحد من سلالة عائلة تعاقبت على إعداد هذا المشروب: "أن شراب السوبيا يصنع من مكونات الشعير أو الخبر الناشف أو الشوفان أو الزبيب، يضاف لها بعد تصفيته مقادير من السكر وحب الهيل والقرفة، وتخلط بمقادير متناسبة، ويضاف لها الثلج للتبريد، ويعرض بألوان متعددة الأبيض وهو لون الشعير، والأحمر مضاف له نكهة الفراولة، والبني مضاف له التمر الهندي".
فيما لجأ أحد الشباب إلى بيع السوبيا أمام مبسطه، والذي عمد إليه في شهر رمضان من كل عام لتغطية مصروفات الشهر الكريم/ مشيرا إلى أن هناك إقبالا كبيرا من المعتمرين وزوار المدينة المنورة على شراء السوبيا.
من جانبه، قال بدر حمود، إخصائي تغذية، أن السوبيا ذات قيمة غذائية جيدة سواء، كان إعدادها من الشعير أو الخبز الجاف أو الزبيب، حيث إن المحضرة من الشعير غنية بالألياف الذائبة، والتي تشير دراسات طبية لقدرتها على تخفيض كوليسترول الدم، ويؤكد مختصون أن للسوبيا فوائد عديدة منها، المساعدة على تفتيت حصوات المرارة، والكلى.
كما يعد مشروب "السوبيا" من المشروبات القديمة التي اكتسبت شهرة على مستوى المملكة بشكل عام والمنطقة الغربية بشكل خاص، وإن كانت شهرته على مستوى المملكة لا توازي شيئا بما يشكله هذا المشروب لدى أهالي منطقة الحجاز.
ويعود تاريخ السوبيا في مكة المكرمة والمدينة المدينة المنورة إلى أكثر من 50 عاما، كما أن للسوبيا أنواعا، أشهرها الذي يحمل اللون الأبيض، والتي تعد من الشعير البلدي، حيث يتم تنظيفه من الحجر والشوائب، ثم تتم عملية الطحن والعجن، وبعد ذلك يصفى ويضاف إليه الماء، القرفة، الهيل، السكر، الثلج، لتصبح جاهزة للشرب.