القطاع الزراعي على العتبة العالمية.. كلمة الملك نبراس

القطاع الزراعي على العتبة العالمية.. كلمة الملك نبراس

تفاعل القطاع الزراعي السعودي مع الكلمة التوجيهية السامية التي تفضل بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، في أثناء انعقاد جلسة مجلس الوزراء الأسبوع الماضي ووجهها للمزارعين.
واعتبر مزارعون وقياديون في الشركات الزراعية الكلمة تتويجاً للدعم الذي توليه الدولة للقطاع الزراعي، وتأكيدها على الدور المنوط بهذا القطاع في دعم خطط التنمية من خلال التركيز على توفير الثروة المائية ورفع الإنتاج والاستعداد الكافي للمنافسة التي ستميز القطاع بعد الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية. وكان خادم الحرمين الشريفين قد وجّه كلمة لأبنائه المزارعين في المملكة بمناسبة ذكرى الاحتفال بيوم الأغذية العالمي الموافق السادس عشر من تشرين الأول (أكتوبر) لعام 2005م جدد فيها الشكر لجميع المزارعين من شركات وأفراد، مؤكداً أن حكومة المملكة العربية السعودية دأبت منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن، طيب الله ثراه، على دعم القطاع الزراعي إدراكا منها لأهميته الاقتصادية والاجتماعية وباعتباره إرثا تتوارثه الأجيال.. وكان وما زال لتكاتف المزارعين أبلغ الأثر في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية الزراعية.. وأن الدولة مازالت تتطلع إلى استمرار قيام المزارعين بجهودهم المشكورة نحو الارتقاء بهذا القطاع المهم والمحافظة على المكتسبات التي تحققت بفضل الله، ثم بتضافر الجهود والحرص على تبني الأساليب الحديثة في الري حفاظاً على الموارد المائية.
من جانبه قال الدكتور فهد بالغنيم وزير الزراعة إن هذه الكلمة الكريمة من والد الجميع تعد وساماً رفيعاً نعتز به ويزين صدور المزارعين وجميع العاملين في القطاع الزراعي من شركات وأفراد, وهي بمثابة القوة التي تدفع المزارعين إلى الاستمرار في بذل الجهد والعطاء للمحافظة على المكتسبات التي تحققت في مجال التنمية الزراعية منذ عهد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، طيب الله ثراه، مرورا بعهود الملوك المتعاقبين رحمهم الله جميعاً وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، أدام الله عزه وتوفيقه.
وأكد وزير الزراعة باسم جميع المزارعين والمستثمرين في القطاع الزراعي في المملكة استمرار العمل للارتقاء بالقطاع الزراعي في جميع قطاعاته الحيوانية والنباتية والسمكية مع المحافظة على الموارد الطبيعية للمملكة التي حبانا المولى عز وجل، إياها وخاصة المياه.
ودعا بالغنيم الله، سبحانه وتعالى، أن يحفظ هذه البلاد بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين، وأن يسبغ عليها نعمه ويديم عزها واستقرارها.
من جهتهم، أكد مستثمرون في القطاع الزراعي، أن كلمة الملك تشكل دافعا قويا لبذل المزيد من الجهد لتحقيق الأهداف المرجوة، خاصة في هذا الوقت الذي يعد القطاع الزراعي فيه من أهم الموارد الاقتصادية.

رفع إنتاجية .. وأيدٍ عاملة
واعتبر المهندس عبد العزيز البابطين مدير عام شركة "نادك"، أن توجيه الملك في هذه الفترة التي تستعد فيها المملكة للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية ذو دلالات واضحة، ويعد تأكيداً من الدولة بجميع أجهزتها بالاعتماد على هذا القطاع لتحقيق الازدهار للوطن من خلال رفع الإنتاجية واستيعاب الأيدي العاملة السعودية المؤهلة.
وبين البابطين أن ما تحظى به الزراعة من اهتمام ودعم من الدولة يصب في النهاية في المصلحة الوطنية، وهو أيضا ما خلق قطاعا زراعيا قويا يستعد الآن للانطلاق إلى العالمية.
ونبّه مدير عام "نادك" إلى أهمية استيعاب مضامين الكلمة التي جاءت بمناسبة يوم الغذاء العالمي، لافتا إلى أهمية تعاون وتكاتف مختلف الجهات للتسهيل على المزارعين، ودعمهم من خلال الدعم الفني والتقني.

الجمعيات التعاونية .. الحل!
في الإطار ذاته، قال المهندس سعد السواط مدير عام شركة تبوك للتنمية الزراعية، إن مثل هذا التشجيع يؤصل للشراكة بين القطاعين العام والخاص، لافتا إلى أن تطرق الملك لدور القطاع الخاص في التنمية الزراعية دلالة قوية على الآمال المعقودة على القطاع لتطوير نفسه والأخذ بكل التطورات العالمية في هذا المجال.
وقال السواط إن الكلمة تأتي في وقت مهم للمزارعين بالنظر للتحولات التي طرأت على القطاع الزراعي خلال الأعوام القليلة الماضية والتي من أهمها المنافسة الكبيرة بين الشركات، وإعادة هيكلة القطاع سواء من ناحية الإعانات التي أعيد النظر بها لتتوافق مع المتطلبات العالمية أو من خلال الخطط الاستراتيجية التي تربط بين الميز النسبية للمناطق ونوعيات المزروعات. وشدد السواط على أن السير قدما في إنشاء الجمعيات التعاونية الزراعية والتسويقية بات أمراً مهما للغاية، لأنها "الوسيلة المضمونة لإيصال الرسائل التثقيفية والتوعوية للمزارعين".

التخصص والتميز
في الشأن ذاته، أكد المهندس إبراهيم أبو عباة مدير عام الشركة الوطنية المكلف إن المسؤولية باتت مضاعفة على المزارعين للعمل على إثبات وجودهم أمام المنافسة العالمية التي باتت المحك الحقيقي لكل منتج بسبب سياسات فتح الأسواق.
وأشار أبو عباة إلى أنه من المؤمل أن يستوعب جميع العاملين في القطاع التحديات التي تواجههم من خلال التركيز على التخصص في إنتاج زراعات معينة صحية ومطلوبة من قبل المستهلكين، مبينا أن "الوطنية الزراعية" اختارت هذه الجزئية منذ نحو 15 عاما من خلال التركيز على الزراعة العضوية التي باتت أحد أهم المكتسبات خلال الفترة الماضية.

سعوديون مهرة
ولم يختلف المهندس سمير بن علي قباني مدير عام شركة الأسمدة السعودية المتحدة عضو اللجنة الزراعية في غرفة الرياض عن سابقيه، لكنه ألمح إلى أن العمل في القطاع الزراعي لم يعد ذاك العمل التقليدي الذي كان عليه الآباء والأجداد، ولم تعد تلك الوسائل مجدية في ظل التطورات الجديدة والعالمية. وبيّن قباني أن السعوديين العاملين في القطاع الزراعي أثبتوا أنهم أهل للمسؤولية وباتوا محل عناية شركاتهم بعد أن نافسوا زملاءهم الأجانب خلال سنوات البداية، مبينا أن مئات السعوديين العاملين في الشركات الزراعية أصبحوا محل إعجاب مسؤوليهم. وقال سمير قباني إن من يشاهد هؤلاء في المشاريع النائية والبعيدة عن المدن لا يسعه إلا أن يحييهم على صبرهم وجلدهم.

الكلمة وصاحبها
من جانبه، قال المهندس محمد بن عبد الله الرشيد مدير عام الشركة السعودية للبيوت المحمية، إن كلمة الملك تشكل تحديا كبيرا لجميع العاملين في القطاع الزراعي، وتمثل نبراسا يعمل الجميع على تحقيقه. وقال الرشيد إن صاحب الكلمة والكلمة يشكلان أيضا حملا إضافيا على الجميع ويضعهم أمام مسؤولياتهم.

الأكثر قراءة