جمع 30 مليونا في ساعة خير دعما لبرامج ومشاريع أيتام "إنسان"
جمع 30 مليونا في ساعة خير دعما لبرامج ومشاريع أيتام "إنسان"
رعى الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام في منطقة الرياض "إنسان" أمس الأول الحفل السنوي السابع للجمعية وذلك في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات في فندق إنتركونتننتال في الرياض.
وخلص الحفل إلى تبرعات وصلت إلى 30.2 مليون ريال، وأعلن باب فتح التبرعات لجمعية "إنسان" الأمير سلمان بن عبد العزيز بمبلغ مليون ريال، ومبلغ آخر قدره مليون ريال عن أبنائه وأحفاده.
وأكد الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض رئيس مجلس الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام "إنسان"، أن الأيتام من الفئات التي تحتاج إلى العناية والاهتمام، مشيرا إلى أن الجمعية قدمت عملا خيريا نموذجيا في الرعاية مهتمة بجميع جوانب حياة اليتيم وتعمل على تأهيله وتوظيفه ورعايته صحيا وتعليميا.
وقال الأمير سلمان بن عبد العزيز في كلمة ألقاها خلال الحفل: "إننا نجتمع في هذا المساء المبارك لمواصلة خدمة ورعاية فئة غالية من أبناء مجتمعنا ممن فقدوا آباءهم، وهذا الاجتماع دليل واضح على ما ننعم به في بلادنا من تكاتف وتعاضد وتعاون على طاعة الله".
وأضاف: إن اجتماعنا تأكيد أيضا على حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمير سلطان بن عبد العزيز على العناية بجميع الفئات المحتاجة والسعي إلى توفير حياة كريمة لهم.
وأوضح أمير منطقة الرياض، أن الجمعية تأسست بدعم المحسنين والخيرين من أبناء هذا البلد قبل تسعة أعوام، وتضافرت جهود الخيرين من أبناء المجتمع واستمر العطاء حتى رأيناها ترعى أكثر من 26.700 ألف مستفيد من الأيتام وأمهاتهم داخل أسرهم الطبيعية.
وأشار إلى أن جهد الجمعية وصل لتغطية مدينة الرياض ومحافظات الخرج، الدوادمي، الأفلاج، والزلفي، مؤكدا أنها ستسعى إلى تغطية بقية المحافظات والمدن التابعة لمنطقة الرياض خلال السنوات القريبة المقبلة.
وأشاد الأمير سلمان بالنظام الآلي في تقديم الإعانات للأيتام عبر بطاقات إلكترونية تحفظ كرامة اليتيم وتوفر المال والجهد.
من جهته، أبرز الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء، ما يميز المجتمع المسلم من تراحم وتعاطف ومحبة ومودة، مستدلا بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم:"مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر".
وقال آل الشيخ: "إن المسلمين ليسوا أهل أنانية، ولكن كل واحد يسعى لنفسه ثم لإخوانه, وأسعد الناس من سعدت به أمته وسعد به مجتمعه".
وعد ما تقوم به الجمعية وما تستقبله من تبرعات مؤشرا خيرا وعنوان تكاتف وتعاون، حاثا الجميع على رعاية الأيتام والإحسان إليهم اتباعا لسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام.
ولفت مفتي عام المملكة إلى ما حذر الله جل شأنه من تحريم أكل مال اليتم في كتابه حينما قال تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا"، كما قال عز وجل: "وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ".
وأشار إلى فضل الإحسان إلى اليتيم باعتباره أحد أسباب الدخول إلى الجنة كما جاء في قوله تعالى "فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ , وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ, فَكُّ رَقَبَةٍ, أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ, يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ, أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ, ثمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ, أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ".
وقال "إن الله سبحانه وتعالى أمر بالإحسان إلى اليتيم وذم الذي يهينه، وأن المؤمن بلقاء الله هو الذي يرعى اليتيم ويحسن إليه طمعا فيما عند الله من الفضل ومن الخير".
وأضاف: أن اليتيم بحاجة إلى الرعاية والاهتمام، إذا كان ضعيفا خوفا من أن يستغل ضعفه لما فيه شر، وإذا كان غنيا يرعى ماله خوفا من الطامعين أو جلساء السوء والمفسدين في أن يحملوه على ما لا خير فيه، مشددا على أن الاهتمام باليتيم رعاية وتربية وإحسانا وتعليما وتثقيفا كل ذلك أعمال خير.
ورأى عبد العزيز آل الشيخ أن اليتيم يحتاج اليوم بالإضافة إلى الكسوة والطعام إلى المعاملة الحسنة، داعيا رجال الأعمال والموسرين إلى أن يتبرعوا لهذه الجمعية وأن يقوم كل بواجبه حسب استطاعته لتصل الجمعية إلى المستوى اللائق بها.
وأضاف: إذا نظرنا إلى الضمان الاجتماعي وما يقدمه من عطاء عظيم شهريا للأسر على اختلافها, ونظرنا إلى جمعية البر ونظرنا إلى هذه الجمعية نأمل خيرا ونرجو خيرا في أن مجتمعنا لا يزال المجتمع المتراحم المتعاطف والمتعاون على الخير والتقوى.
وسأل مفتي عام المملكة في ختام كلمته الله سبحانه وتعالى أن يوفق القائمين على الجمعية بما فيه الخير والصلاح وأن يجعل الله الجميع ممن أخلص النية والعمل، مباركا لهم جهودهم ونشاطهم.
من جهة أخرى، تم عرض الفيلم الوثائقي "أجرها الجنة" الذي يوضح البرامج والخدمات التي قامت بها "إنسان" تجاه أبنائها، ومن ثم استعرض إبراهيم السبيل المحاسب القانوني المكلف على حسابات الجمعية من قبل الشؤون الاجتماعية حساب الجمعية للسنة المالية المنصرمة والاطلاع على الميزانية السنوية للعام الجاري 1429، حيث تم استثمار عشرة ملايين ريال في الأسهم لعام 1428، إضافة إلى استثمار 48 مليون ريال في صناديق استثمارات عقارية.
وفي ختام الحفل، كرم الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام في منطقة الرياض "إنسان" المتبرعين للجمعية، ثم تسلم الأمير سلمان درعا تذكارية من أبناء الجمعية.