مناطق الصراع تكشف خيانة وخداع سماسرة اصطياد السعوديين

مناطق الصراع تكشف خيانة وخداع سماسرة اصطياد السعوديين

كانت الحلقة الأخيرة من برنامج همومنا تتناول الجزء الثاني من "المصير" حيث ضمت الدكتور سليمان العيد رئيس قسم الثقافة الإسلامية في جامعة الملك سعود والدكتور علي الزهراني أستاذ مساعد في كلية الطب وعضو لجنة المناصحة، والشاب أبو صالح أحد الشباب الذين كانت لهم تجربة وانضم للمشاركين في الحلقة، أبو محمد وهو من الشباب الذين لهم تجربة، وقد كشفت الحلقة عن تجارب سابقة لبعض المشاركين في الحلقة، وكذلك كانت هناك معالجة جيدة وإيجابية للمشاركين الآخرين وفيما يلي التفاصيل:

مناطق الصراع
في البداية طلب المقدم من الدكتور الزهراني التعليق على ما ورد في الجزء الأول، وخصوصا الحماسة والاندفاع من خلال معايشته لواقع المناصحة (5سنوات) و أثرها في الشباب والتغرير بهم ليلتحقوا بجماعات التشدد
وقال الدكتور علي الزهراني إن أبو عبد الرحمن أثار عدة مواضيع، هذه المواضيع تثيرنا كمسلمين ـ بلا شك ـ ومنها تدنيس المساجد وإهانة المصاحف وكذلك الرسوم المسيئة للمصطفى، عليه الصلاة والسلام، هذه بلا شك أثارت الكثير من المسلمين بل أغلبية المسلمين في الحقيقة، لكن هذه الأشياء التي نشاهدها يومياً في وسائل الإعلام تقريباً هي الحقيقة التي أثارت لدينا ما يعرف بالتدين الانفعالي أو خلينا نقول التدين كردة فعل التدين كوسيلة دفاعية أو حيلة نفسية بمعنى أن هذه الأشياء الثلاثة وهي طبعاً تعريفات نفسية فتجد الشخص فجأة يندفع من أقصى اليسار، حيث كان مسرفا على نفسه، وفجأة بسبب هذا الحماس غير المنضبط اتجه إلى أقصى اليمين وصار متطرفا في هذه النقطة، وإلا في الواقع كما يقول المشايخ طبعاً (ما بعد الكفر ذنب) يعني شخص كافر ماذا تتوقع من هذا الشخص، هذه الحقيقة هي التي جعلت الشباب يصلون إلى مناطق الصراع، بل إنه يقال في هذه الأشياء هي في الواقع تخطيط استخباراتي لجذب هؤلاء الشباب إلى أماكن الصراع، ومن ثم التخلص منهم، هذا من الأشياء المهمة، وهذا سبب مقنع، وهناك أسباب أخرى أن الشاب السعودي للأسف ينتقل من بلده إلى أماكن الصراع لمساعدة أولئك الناس، ولكن في الواقع يواجه بإحباطات ويواجه بأشياء تخذله في الواقع لأنه هو هنا كما تحدثت في الحلقة الماضية إن قادة هذا الفكر يركزون على الخصائص النفسية لهذا الإنسان، فيتحدثون عن أن هناك سيصبح هذا الإنسان قائدا وهي سمة من سمات المراهق، ويشبهون ذلك ببعض القادة بمثل الخطاب في الشيشان وتلك الصور التي كانت تثار عنه، وكذلك بالنسبة لتلك المناطق هناك وزراء أحياناً يصنفون في هذا التخطيط كوزراء المالية، ويجمعون مبالغ مالية من أماكن مختلفة حتى النواحي الجنسية يحاولون هؤلاء الناس معالجتها، وإنه هناك أخوات لنا اغتصبن من قبل القوات الأجنبية، ونحن إن شاء الله يعني نريد أن نتزوج ونستر على أخواتنا، إذاً هذه المواضيع حلت بالنسبة لهذا، ولما يوصل إلى منطقة الصراع وهذه مشكلة فعند خروجه من الحدود يواجه مشكلة مثل ما تحدث زميلنا وأخونا في المرة اللي راحت إنه أول شيء رهنوا الجواز كوسيلة ضغط على هذا الإنسان.
فقدان للهوية
ويتدخل المقدم مرة أخرى مؤكدا أن رهن الجواز يعني فقدان الهوية
ويواصل الدكتور علي الزهراني بقوله نعم إنه ما في خط رجعة بعدين، لما يوصل هناك في تلك المناطق أو كل ما يلحق بمدرسة هذه المدرسة تعلمهم بعض الأساسيات وهنا الخطورة تعلمهم اللهجة.
لهجة المنطقة لماذا؟ لأنه غير مرغوب فيهم، ولذلك بمجرد ما يعرف من اللهجة إنك من هذا البلد يطلق عليك وهابي، وهذا يعتبر في الواقع محبطة وبالنسبة لك، ولذلك يحاولون إنهم يعالجون هذه القضية النقطة، الثانية قضية اللحية لا بد أن تتخلص من لحيتك هناك كي لا يتعرف عليك أيضاً يعني بعضهم قال أنا في كل مكان أواجه ناس ـ يعني زي ما تقول ـ ينعتونني بالوهابية، فكيف أنا أجي إلى هذه المنطقة للمساعدة ثم أجد نفسي في نهاية المطاف منبوذا من هؤلاء الناس، النقطة التي أضرب مثلا في هذا ـ لو سمحت لي في هذه النقطة المحبطة ـ مثل ما قالها أحد الإخوان اللي قابلناه إنه أنا الآن جيت أساعد هؤلاء الناس وهم وضعونا - هو يصفها بهذا الشكل ـ في زريبة كالخراف، ويأتي أحدهم كل 25 يوما ما يعطونا حتى رشاش يختار منا يطالع فينا ويختار شخصا.
سماها حظائر
ويتساءل المقدم لأي غرض يختاره؟
وبجيب الدكتور علي الزهراني إنه يختار ذلك الشخص لغرض التفجير، لأنهم يقولون إنه أي الوهابيين هم اللي لديهم القدرة على التفجير، والمنطقة الخضراء هذه لا يستطيع أحد يوصلها مثل ما قال أحد المسؤولين الأمريكان تستطيع أن تتعامل مع دول، ولكن لا تستطيع أن تتعامل مع شخص مقبل إليك مسالم تعتقد أنه ليس لديه الرغبة في التفجير وفجأة يفجر نفسه، النقطة المهمة في ذلك ـ إذا سمحت لي ـ كانوا أحد المجموعة في إحدى اللي سماها حظائر وكان لديهم شايب في تلك المنطقة فشاهد أحد الشباب تلك المنطقة بالحراث فقال تصور إنه هذا الإنسان قبل ما تدخل القوات الأجنبية إلى هذه الديار كان لا يملك من حطام الأرض إلا قطعة أرض صغيرة الآن كما ترى لديه فدادين ولديه حراث.
ويوجه المقدم سؤالا عن السبب في هذا؟
ويقول د. علي الزهراني سيأتيك السبب فانتبهوا منه ويضيف بدأنا نحن نتساءل كيف جئنا من بلداننا نحمي هؤلاء الأشخاص، وهم يخونو بلدهم، وبينما نحن نتحدث بعد غروب الشمس، وإذا بطلقات نارية موزونة ففجأة ذلك الشايب الذي كان يسكن في طرف المزرعة يأتي مهرولاً واطلعوا من المزرعة دون نقاش اطلعوا بسرعة، وعندما وصلوا إلى طرف المزرعة وإذا بالقوات الأجنبية تضرب ذاك المكان.
إذاً هذا الإنسان أبلغ عنهم، ولو أتـينا في الواقع للدفاع عنهم وإذا هو يخون بلده، هنا نريد أن نوضح للناس هم أصلاً قادرون على حماية أوطانهم، وبالتالي لماذا نشوه سمعة بلدنا بالتوجه إلى أوطان غير مرغوب فينا؟
تنسيق مسبق
وينتقل المقدم لطلب الحديث من أبو محمد كصاحب تجربة ليروي تجربته التي مر بها.
ويبدأ أبو محمد الحديث عن تجربته بقوله : أول ما دخلت العراق كان معي تقريباً (3 أشخاص) وكنا (4 أشخاص) تقريباً فاستقبلنا أحد الأشخاص عند الحدود .
وهنا يبدأ حوار متواصل بين المقدم وأبو محمد بأسئلة وإجابات مختصرة
المقدم: هل كان هناك تنسيق مسبق أم دون تنسيق؟
أبو محمد: هناك تنسيق مسبق تقريباً، وعندما انتقلنا إلى إحدى المناطق أحد البيوت أخذنا وأخذ يبيعنا تقريباً بيعت الدولة.
المقدم: هل وجدتم صعوبة في الطريق؟
أبو محمد: في صعوبة كثيرة.
المقدم، ماذا وجدتم؟
أبو محمد: انتقال في الصحراء من منطقة إلى منطقة وكانت في المنطقة مطوقة قبل الأمريكان صعوبات كثيرة تقريباً من هذا القبيل.
المقدم: وهل كانت تتم عبر أكثر من وسيط أم وسيط واحد؟
أبو محمد: هناك تنسيق من شخص لشخص لشخص تقريباً ومن سيارة لسيارة لسيارة ولما وصلنا أحد البيوت تقريباً أخذوا منا بيعة اسمها بيعة الدولة الإسلامية.
المقدم: وصلتم إلى بيوت داخل العراق؟
أبو محمد: تقريباً.
المقدم: ما هذه البيعة اللي أخذوها منكم؟
أبو محمد: السمع والطاعة.
المقدم: لمن السمع والطاعة؟
أبو محمد: إلى أبو عمر البغدادي.
المقدم: من يكون هذا الرجل؟
أبو محمد: أمير الدولة التي سماها الدولة الإسلامية العراقية.
المقدم: منحتموه الولاء والطاعة وأن تكونوا معه في صفه؟
أبو محمد: في صفه ونطيعه في كل شيء، خيرونا وقالوا في مقاتل وفي استشهادي بس حالياً ما نستقبل أي شيء لا مقاتل ما نستقبل مقاتلين.
المقدم: هل قابلتم هذا الرجل الذي ادعوا أنه زعيم هذه الدولة؟
أبو محمد: لا، وسيط.
المقدم: وسيط!!
أبو محمد: وسيط فقالوا حالياً ما نستقبل مقاتلين نستقبل انتحاريين فأنا كنت كاره الشيء هذا تقريباً لكن اضطريت إني ..
المقدم تقبل!
أبو محمد: نعم، أقبل.
المقدم: ليش اضطريت؟
أبو محمد: ما في مجال دخلت العراق والجواز كان أخذوه يعني لما كنت في سوريا، ما في، مجرد إنك تقول بترجع هادا هو والسبب مشكلة كبيرة يعني عندهم ليش بترجع.
المقدم: يعني أنت وافقت على القيام بعملية انتحارية لأنك غير قادر على العودة أو لأنك تمر بظروف وضغوط نفسية وافقت...
أبو محمد: ظروف كل ظروف وضغوط نفسية، وكيف ترجع.
الضغوط النفسية
المقدم: أيش أبرز الضغوط النفسية اللي تعرضت لها وخلتك توافق إنك تقوم بعملية انتحارية؟
أبو محمد: السبب الأول زي ما قلت لك صعب الرجوع وثانياً إنه في هناك حرب مشتغلة، تطويق مناطق، قتل لأهل السنة في العراق، في عمليات قتل من قبل الإرهابيين، في قتل، هذه أحد الأسباب تقريباًَ اللي خلتك تتراجع اللي أنا كنت أتمنى أن أقاتل أمريكا فقط لا غير يعني.
المقدم:هذه الضغوط جعلتك تقدم على عملية انتحارية؟
أبو محمد: نعم
المقدم: ما الذي تم عندما وافقت؟
أبو محمد: تسجيل الكنية، تسجيل الكنية والعمل.
المقدم: كيف تسجيل العمل؟
أبو محمد: يعني إيش اسمه قالوا إنك انتحاري واسم الكنية كذا وراح نزلك منطقة معينة وهم يدبرونك هناك.
المقدم: هل كان هناك قوائم لمن يوافقون بعمليات انتحارية وأدرجوك ضمن هذه القوائم؟
أبو محمد: نعم في قوائم، وكل قائمة لحال تقريباً هذه صفحة كاملة مثلاً.
المقدم: هل رأيت القوائم؟
أبو محمد: لا ما شفت القوائم، شفت إنه في صفحة فيها اسمي وفيها الكنية وفيها العمل اللي بأقوم به.
المقدم: كم كان مكتوبا فيها من شخص تقريباً؟
أبو محمد: ما أذكر بالضبط بس كان كثير.
المقدم: فيها سعوديون كثير؟
أبو محمد: فيها سعوديون أغلبهم سعوديون اللي بقوموا بعمليات انتحارية.
المقدم: كم؟
أبو محمد: أغلب اللي يقومون بعمليات انتحارية سعوديون.
المقدم: بعد ما وضعوا اسمك في هذه القائمة ما الذي حدث؟
أبو محمد:أرسلوني لأحد المناطق أنا والأشخاص اللي معايا، تفرقنا طبعاً فرقونا بحسب حاجة المناطق.
المقدم: إلى أي منطقة أرسلت؟
أبو محمد: إلى صلاح الدين وجلست في صلاح الدين مع عراقيين انتحاريين انتظر العملية.
المقدم: وتم إرسالك إلى مخيم أم في منزل؟
أبو محمد: لا، في منزل أنتظر العملية.
المقدم: تنتظر من يكلفك القيام بها؟
أبو محمد: نعم
المقدم: هل دربوك على القيام بها؟
أبو محمد: لا الانتحاري ماله أي عمل ماله تدريب ماله أي شيء بس عنده عملية وإن أجت عملية يرسلونه ويفجر نفسه.

حالتي النفسية..

المقدم: كيف كانت حالتك النفسية وقتها وأنت تنتظر من يأتي ليقول لك اقتل نفسك؟
أبو محمد:في البداية ما كانت حالتي النفسية فيها ذاك التأثر ولكن بعد ما عشت انتقل من منطقة إلى منطقة إلى أن وصلت إلى البيت الأخير بدأت حالتي النفسية تسوء أكثر خاصة القتل اللي يصير في أهل السنة من الإرهابيين، الشعور الأخير كان في خوف.
المقدم بديت تخاف؟
أبو محمد: جداً وتمنيت ما أقوم بعملية وتمنيت إني أحول مقاتل لكن ما في مجال.
المقدم: قلت لهم أبغى أتحول مقاتل؟
أبو محمد: لا مستحيل مجرد أن تقول لهم هذا يسبب مشكل ليك ليش أنت طلبت انتحاري وبعدين مقاتل وفي سبب معين؟!
المقدم: جلست في أحد البيوت؟
أبو محمد: جلست مع العراقيين جلست أنتظر العملية.
المقدم: كم دام وقت الانتظار؟
أبو محمد:شهر تقريباً.
المقدم: شهر!
أبو محمد: شهر طبعاً الشهر هذا انتقالي.
المقدم: ما الذي جرى في هذا الشهر من انتقالات؟
أبو محمد: انتقالات من منطقة لمنطقة، منطقة تكون ساقطة في أيديهم وتحت أيديهم يحتلونها.
المقدم: تحت أيدي ما يسمى بالدولة؟
أبو محمد: نعم الدولة يجون الأمريكان ويأخذون المنطقة.
المقدم: كيف كانت تتم تنقلاتكم؟
أبو محمد: بالسيارة بالسيارات من سيارة لسيارة.
المقدم: وأنتم كنتم مسلحين أو غير مسلحين؟
أبو محمد: لا بالعادة يكونون مسلحين. في المنطقة اللي كنت فيها أنا كانت منطقة صحراوية فالسلاح عادي شيء طبيعي هناك ما رحت منطقة الصراع الأكبر اللي هي منطقة بغداد كنت في منطقة صلاح الدين.
المقدم: واستمريتم شهرا في تنقلات مختلفة؟
أبو محمد:واستقريت في البيت الأخير في المنطقة اللي كانت آمنة بالنسبة لهم أنتظر موعد العملية.
المقدم: في نفس منطقة صلاح الدين أيضاً؟
أبو محمد:حواليها لما جاء موعد العملية طلعوا، كانوا عندي عراقيين أحداث طبعاً يعني صغار في السن يسمونهم أحداث، خرجوا قبل بيوم تقريباً، لما خرجوا في اليوم الثاني استدعوني قالوا عندك واجب يسمونه واجب سألتهم أيش الواجب وين مكانه بالضبط أيش الوضع قالوا ما تسأل شيء ما لك أي حق مجرد أنك نوصلك وبعدين إذا جاء موعد العملية تقدم عليها، المسؤول عني أمير سلمني لأحد الأشخاص العراقيين، أحد العراقيين هذا سلمني بدوره للشرطة العراقية بالاتفاق مع الأمريكان والشرطة العراقية سلمتني للقوات الأمريكية.
المقدم: يعني أنت كنت ذاهب لعملية انتحارية ولكن تفاجأت؟
أبو محمد: ما كان نفس اليوم بس انتقل من المنطقة هادي وفي المنطقة هذه تكون تفاصيل العملية.
المقدم: ولماذا سلموك للشرطة؟ يتكسبون مادياً؟
أبو محمد: إيه يتكسبون مادياً.
المقدم:باعوك؟
أبو محمد:نعم
المقدم: تعرف تفاصيل هذه البيعة كيف تمت؟ كم المقابل؟
أبو محمد: لا للأسف.
المقدم: ما الذي تم بعد ذلك؟
أبو محمد: اعتقلت عند الأمريكان وجلست عندهم تقريباً سبعة أشهر تحقيق وبعدها استلمتني الحكومة.
المقدم: أبرز هذه السبعة أشهر كيف مرت عليك؟ كيف قضيتها؟
أبو محمد: صعبة جداً خصوصاً لما خرجت ما عندي أرقام أهلي، مشتت فكرياً، في غربة، وجيت في بلاد تنصرهم وخانوك، وكانت كل العوامل تقريباً محبطة لك، مؤلمة، في النهاية بدت حالتك النفسية تسوء.

اكتشفت أنها خدعة
المقدم: متى اكتشفت أنها خدعة وأنت كنت مندفعا نوعاً ما؟ متى اكتشفت عندما وقعت في الأسر؟
أبو محمد:عندما وقعت في الأسر وأيضاً قبل الأسر، آخر الأيام حسيت أنه في فرقة ولكن صعبة أنك تطلع من العراق وترجع إلى سورية وهذه أصعب شيء أنك تنتقل من العراق إلى سورية وتسلم نفسك لبلدك كانت صعبة جداً يعني.
المقدم: هل قمت بعمليات طيلة فترة بقائك في العراق؟
أبو محمد: الانتحاري ماله أي عمل، عمله بس الموعد المحدد اللي يجي فيه ويفجر نفسه.
المقدم: أبرز أبرز الأشياء التي شاهدتها هناك وقام بها سعوديون أو شاهدت الشباب السعوديين هناك الذين ذهبوا إلى مناطق الصراع وتعرضوا لها؟
أبو محمد: أنا ما شفت حقيقة ولكن سمعت أنه يعني في سعوديون بيرجعون ولكن ما رجعوهم.
المقدم: ما استطاعوا؟
أبو محمد: ما استطاعوا
المقدم: لماذا؟
أبو محمد: ما أدري ليش بالضبط وأيش السبب ما رجعوهم يمكن من ناحية أمنية أو من ناحية ثانية ما أدري بالضبط، قتل يعني في قتل لأهل السنة في العراق، قتل عشوائي، عملية مثلاً تفجر مكان يكون مثلاً فيه أمريكان ويكون حواليه مثلاً بيوت لأهل السنة فيتم قتلهم.
المقدم: وأنت تعاطفت مع هذا الجانب ولابد أنك تقوم بالواجب هناك ما حفزك ودفعك لهذا الشيء؟
أبو محمد: نعم
المقدم: طيب الـ(سبعة أشهر) اللي قضيتها في السجون، صف لي هذه الـ(سبعة أشهر) ما الظروف التي عشتها؟
أبو محمد:ظروف سيئة يعني، تحقيق تحت أمريكان، مامسوني بأذى لكن الضغط النفسي أنك راح تعدم، وراح تسلم لوزارة الداخلية يسمونها الشعبة الخامسة علماً أنه يوجد سعوديون مسلمون هناك.
المقدم: الوزارة تقصد العراقية؟
أبو محمد: العراقية ويقولون إذا ما تعاونت معانا راح نسلمك لوزارة الداخلية، أنت وهابي، ومن هالكلام، وضغوط كثيرة وما تشوف أهلك أبداً، وراح تجلس فترة طويلة سنوات وبعدين راح نعدمك وراح تجلس في السنوات هادي في وزارة الداخلية وكلها كانت ضغوط يعني.
المقدم: هذه الضغوط النفسية كيف كنت تتعامل معها؟
أبو محمد: مالي أي حيلة، أتعامل معاهم باللي يريدونه يعني.
المقدم: ظروف السجن كيف كانت؟ انفرادي أم مجموعة من الشباب؟
أبو محمد :كان انفرادي، تحقيق وبعدين انتقلت للجماعي. عندهم سجون متعددة وعندهم سجن واحد رئيسي.
المقدم: انتقلت إلى أكثر من سجن؟
أبو محمد: نعم

عدد السجون
المقدم :كم سجن؟
أبو محمد: ثلاثة سجون تقريباً، سجن يسمى أول القاعدة والتحقيق فيه تحقيق مبدئي ثم الانتقال لقاعدة اسمها قاعدة بلد وتسمى المحاجر فيها محاجر البيض أنه يكون الباب أبيض وفي نور خافت أبيض خفيف والغرف سوداء كلها تقريباً مظلمة وتكون تحت التحقيق وبعد ما تخلص تحقيق تنتقل إلى الجماعي، والجماعي أسوأ بحيث أنه هناك الظروف سيئة خيمة حطينك في خيمة 24 × 24 تقريباً أنت والناس اللي معاك مالك أي حقوق بعدها تسلمت إلى الحكومة.
المقدم :هل شاهدت شبابا سعوديين في السجون الأمريكية؟
أبو محمد :شاهدت
المقدم :كيف كانت ظروفهم؟
أبو محمد: جداً سيئة يتمنون لو يرجع الزمن إلى وراء ما عادوا الكرة بسبب اللي شافوه وخصوصاً في ناس لهم سنة سنتين ثلاث سنوات أربع سنوات تقريباً.
المقدم: في السجون؟
أبو محمد: نعم لكن ما لهم حيلة يعني.
المقدم: صف لي حالتهم، أعمارهم، ظروفهم؟
أبو محمد: في أعمار من 20-26 وفي من 30 وفوق أغلب الشباب اللي في العشرينيات تقريباً حالتهم سيئة حيل.
المقدم :حالتهم النفسية والجسدية.
أبو محمد: النفسية سيئة وكلها تفكير، حتى أن بعضهم كان بدويا يقدم على الانتحار بسبب الظروف التي هو عايشها وبسبب بعده عن أهله.
شباب المسلمين
وينتقل المقدم إلى الشيخ سليمان العيد قائلا: لابد أن يكون هناك موقف شرعي واضح تجاه هذه الممارسات ربما البعض يقول إنها بنيات طيبة ولكن النيات الطيبة لا تقود إلى عمل طيب كيف نفندها من الناحية الشرعية، شباب مؤمنون يقتلون أنفسهم يقدمون على المخاطرة والمغامرة، كيف نقنع هؤلاء الشباب بأن ما يقومون به خطأ؟

ويقول الشيخ سليمان حول ذلك في بداية حديثي أقول الحمد لله على السلامة للأخ أبو محمد وأسأل الله سبحانه وتعالى كما نجاه أن ينجي شباب المسلمين من كل سوء وليحمد الله ـ سبحانه وتعالى ـ على ما مَنَّ عليه به وإن ذلك الاعتقاد الذي ذكره هو رحمة له يعني ما بالك لو صار مصيره كما لو يعني خير وأيضاً أصبح انتحاريا.

وينتقل المقدم لطلب الاستدلال بنصوص شرعية في ديننا الإسلامي، نصوص قرآنية كريمة تعطى دلالة على وجوب احترام النفس البشرية ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة كيف يوثق هذا الشاب نفسه بزعم أن هذا الدين يأمره بذلك والدين من هذا التوجيه براء؟
ويجيب الشيخ سليمان بقوله : الحقيقة النصوص :كثيرة فهناك نصوص من القرآن ومن السنة تحذر قتل النفس البشرية المعصومة وكذلك تحرم قتل النفس (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما) وبعدين كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام يعني في ذلك الذي يقتل نفسه فمن قتل نفسه بحديدة فيأتي وحديدته في يده ويرمى بها وهو خالد مخلد في النار وكذلك من تردى في جبل وهو في النار يتردى فيها خالد مخلداً في النار وكذلك يعني من أحرق نفسه بالنار فالله يستمر في إحراقه يعني هذه تدل على تحريم قتل النفس سواء كانت نفس الإنسان وهذا يعني أمر أشد كما ورد في الحديث، أيضاً الحديث القدسي (بادرني عبدي بنفسه فحرمت عليه الجنة) يعني الإنسان الله سبحانه وتعالى جعل كونه يقدم على مثل هذا العمل ويبادر إلى مثل هذه العملية فهو كأنه بادر إلى قتل نفسه ماذا يقول؟ حرمت عليه الجنة يعني لو رجعنا إلى الوراء إلى تاريخ الأمة الإسلامية ألم يجاهد الرسول عليه الصلاة والسلام؟ ألم يجاهد صحبته الكرام؟ ألم يجاهد التابعون من بعدهم؟ هل كان في جهادهم شيء من هذا الأمر. وبعدين مثل ما ذكره الشاب كونه بايع لإنسان بايع لإنسان لا يعرفه ولا شافه ولا يدري من هو؟ يبايعه على ماذا؟ يبيع نفسه لمثل هذا الأمر. حقيقة إن الأمر خطير لكن المسألة مصير يعني هي نهاية حياة من جانب وياريت نهاية الحياة ما تنتهي فقط عند الإنسان يموت وينتهي ما بعد ذلك أيش أما جنة أو نار، المسلم هو الذي يفكر في ذلك المصير البعيد وغير المسلم ما يفكر إنه هناك يوم القيامة ولا يفكر إنه في بعث ما يفكر إنه في هناك جنة ونار، لكن الإنسان المسلم هو الذي يفكر في أقواله، يفكر في أفعاله، يفكر في كل ما يصدر عنه من تصرفات، ماذا سيؤدي به ذلك الأمر إلى ذلك المصير الذي سيلاقيه.

الشكليات
ويدفع المقدم بالحديث لأبو صالح: تحدثت في الحلقة الماضية عن تجربة، دعنا نتحدث عن الجزء الثاني أو المرحلة الثانية في تجربتك وهو الانتقال الثاني أو التحول الثاني تحدثت عن البدايات دعنا ننتقل إلى ما أتى بعدها.
وحول البدايات يقول أبو صالح: بدأنا في الحلقة السابقة عن الشكليات وقلت إنه بداية اتجهنا إلى تيار معين كان في ذلك المجتمع وهو موجود إلى الآن في المجتمع نحن نبحث عن الأسباب في أرض العراق نبحث عن الأسباب في الشيشان نبحث عن الأسباب في أفغانستان، من 20سنة نبحث عن الأسباب التي قادت الشباب والأسباب موجودة في داخل المجتمع في الأرضية في التربة موجودة.
المقدم وما الأسباب ؟
أبو صالح : قلنا ـ لأن الأخوان تكلموا قالوا الحماسة والأناشيد، الأشرطة الأناشيد اللي أخذها أخونا موجودة في داخل التسجيلات المصرح لها، الناس اللي يحرضون الآن على الجهاد والأشرطة الموجودة على الإنترنت لو بحثنا في الرموز الموجودة تبدأ أصواتها والمواد المختارة منها لوجدناهم موجودين وإلا بالعكس الناس موجودون منهم الآن موجود على قائمة (آور) الألمانية لمشاهير الأثرياء الآن. هؤلاء الناس الموجودون حتى الآن هم الأسباب الحقيقية للذهاب إلى مناطق الصراع إذا كان إنسانا. أحنا الآن نروح نعد فيه كم نفر مات؟ كم ضحية؟ كم ضحية خرجت؟ كم ضحية موجودة الآن داخل السجون؟ من الذي دفع بهؤلاء الناس منذ 20 سنة إلى هالحين هو موجود في مجتمعنا ومصرح له للأسف ولكنهم يركبون الموجة هناك من يركب الموجة إذا كانت المسألة طنطنة إلى أفغانستان طنطنوا وحماسة. وكانت أفغانستان بلد الكرامة والعزة والبطولة واستغلوا الرعاية الرسمية ولعلها كانت من الأسباب التي جعلت كثيراً من الشباب يتجهون إلى مناطق الصراع، إنه كان في رعاية رسمية من الدولة لهذا المكان إغاثياً لأفغانستان هم استغلوها وركبوا الموجة بحماس في ذلك الحين بقصائد. والمجموعة نفسها عندما بدأت الشيشان هي اللي كانت تدعو إلى الشيشان وعندما انتهى وصار العراق الآن هم الآن رجعوا. الآن المرحلة التي أردت أن أتكلم فيها أقول إن المرحلة الثانية من مراحل التحول في حياتي هي مرحلة الفئوية لو جينا قسمنا المجتمع إلى مجتمع إسلامي وفئوي.
المقدم: طيب الفئوية نقطة مهمة جداً سنستمع إليها ولكن نشاهد الآن هذه اللقاءات يرويها أصحابها الذين ذهبوا إلى مناطق الصراع وفيها المصير المأساوي.
موقوفون يتحدثون
أحد الموقوفين
(1) إنهم كانوا يفعلون أمورا تنافي من يقول أو يدعي بأنه عبد لله وطايع لله من بعض الأمور كانوا يتكلمون عن النساء وكانوا يناظرون النساء في التلفزيون ويتغزلون فيهن.
أحد الموقوفين
(2) لاحظت كلها بيوت وجابولي رشاش وقالوا هذا رشاش نظري فكه وركبه قدامي قال هذا رشاش، قلت طيب أبغى سلاح شخصي لي، قالوا لا يكفي أيش مع واحد رشاش هذا يكفي اللي معاه سلاح طبعاً السلاح هذا الرشاش هذا قديم ومغبر وحالته حالة، قعدنا في البيوت هذه تقريباً ويشيلوني من بيت لبيت والقصف شديد طبعاً القصف عنيف جداً يعني الأمريكان ما خلوا بيت إلا قصفوه الظاهر. ولاحظت أن الشغلة بدل ما أحنا نكون نهجم على الأمريكان ونخليهم يشردون طلعوا الأمريكان اللي هم يقصفون ويقتحمون فأنا شفت الوضع ما هو طيب الشغلة بيع وشروة على قولهم وكلام أبو العباس طلع هذا ولا شيء وحجروا بيوتهم زي النسوان.

الأكثر قراءة