بنك سويسري يستميل الخليجيين بالاستثمار في الطاقة المتجددة وفق الشريعة

بنك سويسري يستميل الخليجيين بالاستثمار في الطاقة المتجددة وفق الشريعة

بنك سويسري يستميل الخليجيين بالاستثمار في الطاقة المتجددة وفق الشريعة

بدأت البنوك العالمية تتجه للعمل في المصرفية الإسلامية باعتبارها فرس رهان في المرحلة المقبلة كما تشير معظم التوقعات. وهناك عدد كبير من أشهر المصارف العالمية أطلقت وحدات للخدمات المالية الإسلامية في مسعى منها للاستحواذ على حصة من هذه السوق المتنامية، خاصة في دول مجلس التعاون الخليجي، والإشارة إلى النمو في دول الخليج لا يعني أن تلك السوق تنمو أيضا في بقية دول العالم لكن بدرجات متفاوتة. "الاقتصادية" التقت مايكل فؤاد شاهين رئيس التوزيع المصرفي الإسلامي الدولي في " كرديت سويس" في دبي وحاورته حول مستقبل المصرفية الإسلامية وخطط البنك السويسري فيها. إلى التفاصيل:

كيف تقيمون مستقبل المصرفية الإسلامية في العالم، باعتبار مصرفكم ضمن المصارف العالمية التي تستند تحركاتها وفقا للدراسات البحثية التي تستقصي السوق؟
يشهد سوق التمويل الإسلامي نمواً ملحوظاً إذ تقدر قيمة الأصول الإسلامية العالمية الخاضعة للإدارة بـ 800 مليار دولار (من أصل 1.6 ترليون دولار من موجودات المستثمرين المسلمين). وتتزايد هذه القيمة بنسبة 15 – 20 في المائة سنويا. كما أنه متوقع أن يتسارع هذا النمو ومن أسبابه تزايد السيولة والثروات في الدول الإسلامية نظراً لارتفاع أسعار النفط. أما المسلمون فيشكلون 24 في المائة من سكان العالم ويسكن معظمهم في مناطق الأسواق النامية. أما الخدمات المالية المتوافقة مع أحكام الشريعة فتشدد على احتياجات شريحة السوق الإسلامية فيما تجذب أكثر فأكثر شرائح أخرى من العالم. وقد يعود السبب إلى تميز هذه الخدمات بالمسؤولية الاجتماعية. ففي ماليزيا على سبيل المثال، 40 في المائة من موجودات المصرفية الإسلامية ومستخدمي منتجاتها ليسوا من المسلمين.

ما المنتجات الإسلامية التي تقدرون بأنها ستنتشر في الأسواق العالمية وستجد لها مكانة بارزة مقابل المنتجات التقليدية؟
أعتقد أن التمويل بالأوراق المالية (أي التمويل من خلال الأرباح التي تنتجها الموجودات) سيساهم كثيراً في نمو حلول التمويل الإسلامي السريع، مقارنة بالحلول التقليدية. فالصكوك أو السندات الإسلامية هي الآلة الرئيسية للتمويل بالأوراق المالية. إصدار الصكوك عام 2007 تخطى 97 مليار دولار أمريكي وأغلبيتها من الخليج العربي وماليزيا.

ما العوامل التي تدفع البنوك العالمية حاليا للاهتمام بالمصرفية الإسلامية ومن بينها بنككم العريق؟
التركيز على تسديد احتياجات العملاء بالإضافة إلى حجم أكبر من الأصول الخاضعة للإدارة والأرباح تشكل العامل الأساسي الذي يشجع المؤسسات المالية العالمية مثل مصرف كرديت سويس(Credit Suisse) على التركيز على المصرفية الإسلامية. وقسم كبير من السوق التي نستهدفها هي في منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ودول التعاون الخليجية التي تطالب أكثر فأكثر بحلول ومنتجات تتوافق مع أحكام الشريعة. فقد تفوقت المنتجات المتوافقة مع أحكام الشريعة على فئات مماثلة من الموجودات التقليدية نظراً لنهج القطاع والنظام المالي المتحفظ. فإذاً، ترجمة حجم العملاء إلى أرباح للمستثمرين والمكتتبين على حد سواء ستشجع دوماً المؤسسات المالية مثل مصرف كرديت سويس (Credit Suisse) لتركز على هذه الشريحة من السوق النامية.

كم تقدرون حجم المصرفية الإسلامية في العالم، وكيف ترون مستقبلها في الأسواق الغربية على وجه الخصوص؟
كما ذكرت آنفاً في إجابتي عن السؤال الأول، تقدر الموجودات المتوافقة مع أحكام الشريعة بنحو 800 مليار دولار أمريكي وهي تنمو بنسبة 15 – 20 في المائة في السنة. كما أن موجودات المستثمرين المسلمين قد تبلغ نحو ثلاثة ترليونات دولار عام 2010. إصدار الصكوك، كما ذكر آنفاً، يشكل عنصراً أساسياً في هذا النمو.

هل تعتقدون أنه من الأنسب توجه البنوك القائمة في الخليجية نحو المصرفية الإسلامية أو نشوء بنوك جديدة تركز على الإسلامية فيما تبقى المصارف الحالية تقدم المنتجات التقليدية.
على المؤسسات المالية الحالية، وهي التقليدية، أن تسد حاجات زبائنها من الأفراد والشركات لكي تبقى في المنافسة وتنمو. أما في منطقتنا، فتضم السوق الإسلامية الشريحة الأكثر نمواً من الزبائن. واستجابة لهذا النمو، أطلقت المؤسسات المالية الحالية عمليات تحمل طابع النظام المصرفي الإسلامي أو أنشأت قطاعات قانونية منفصلة توفر الخدمات المصرفية الإسلامية. بعض المؤسسات تدرس إمكانية الدمج مع شريك أو أكثر للتوزيع الاستراتيجي. كما شهدنا مؤسسة مالية تقليدية تتحول كلياً إلى مؤسسة مالية إسلامية. فيما يؤمن البعض بضرورة تبني نظام المصرفية الإسلامية منذ التأسيس لاكتساب الثقة وتأمين الخدمات والمنتجات المتوافقة تماماً مع أحكام الشريعة. من المبكر الحكم على جدارة كل من هاتين الإستراتيجيتين.

ما خطط مصرفكم للعمل في المنطقة وتحديدا فيما يتعلق بالمصرفية الإسلامية.
يقدم مصرف كرديت سويس (Credit Suisse) حلولاً ومنتجات تتوافق مع أحكام الشريعة في بعض فروعه العالمية. لقد أسس المصرف حديثاً مركز توزيع شامل في دبي لسد حاجات سوق المصرفية الإسلامية الأكبر والأسرع نمواً. ونؤمن أن نظام المصرفية الإسلامية يمثل جزءا كبيرا وهو نظام مصرفي مسؤول اجتماعياً ويتطلع مصرف كرديت سويس(Credit Suisse) إلى تأسيس "منتجات شرعية" أصلية بدلاً من إعادة تغليف الحلول التقليدية بورقة تتوافق مع الشريعة. إننا نعتزم التركيز على النزعات الطويلة الأمد والمستدامة (sustainable tends) مثل الاحتباس الحراري(global warming) والعيش الصحي(healthy living) والتمويل الأصغر(microfinance) والطاقة المتجددة (renewable energy) وغيرها مما يسمح للمستثمرين معنا أن يكون أداؤهم جيداً وطويل الأمد فيما هم ملتزمون بنهج الشريعة.

الأكثر قراءة