الدرعية.. مكانة تاريخية لا يمحوها "زمن" وآثارها دليل أهميتها

الدرعية.. مكانة تاريخية لا يمحوها "زمن" وآثارها دليل أهميتها

اكتسبت الدرعية في عهد الملك عبد العزيز – رحمه الله – مكانة خاصة كأحد الرموز الإقليمية التاريخية، وظلت كذلك إلى الوقت الحاضر، وصنفت بناء على نظام المحافظات من فئة "أ".
وتعاقب على إمارتها منذ ذلك الحين أشخاص عدة هم إبراهيم بن عبد الله الطويل، ومحمد بن عبد الرحمن بن مسيند، وعبد الرحمن بن محمد بن مبارك، ومحمد بن ناصر بن سالم، وعبد العزيز بن سعد بن مدعوج، ثم محمد بن عبد الرحمن الباهلي.
وفي 1/7/1420هـ تولى الأمير عبد الرحمن بن ناصر بن عبد العزيز محافظة الدرعية، وفي عام 1/8/1422هـ تولى الأمير أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن آل سعود محافظة الدرعية. ويتبع الدرعية ستة مراكز هي مركز العيينة والجبيلة وتأسس في 15/1/1364هـ تقريباً ويشمل بلدتي العيينة والجبيلة، ويقع شمالي محافظة الدرعية، ويبعد عنها مسافة 30 كيلو مترا تقريبا، مركز سدوس ويقع شمال غرب محافظة الدرعية ويبعد عنها مسافة 50 كيلو مترا وهو آخر الحدود الإدارية لمحافظة الدرعية الحالية من ناحية الشمال الغربي وأنشئ منذ مدة طويلة، مركز العمارية التي تقع شمال غربي محافظة الدرعية ويبعد عنها مسافة 25 كيلو مترا وتأسس عام 1393هـ، ومركز حزوى ويقع شمال غربي محافظة الدرعية يبعد عنها مسافة 45 كيلو مترا، وتأسس عام 1386هـ وتقدم الخدمات له من المركز المجاور له، ومركز سلطانة ويقع شمال محافظة الدرعية ويبعد عنها مسافة 20 كيلو مترا، وهذا آخر الحدود الإدارية لمحافظة الدرعية من ناحية الشمال، وتأسس عام 1410هـ، ومركز بوضه ويقع شمال غربي محافظة الدرعية ويبعد عنها مسافة 35 كيلو مترا وتأسس ما بين عامي 1395 و1396هـ.
ويتوافر في الدرعية عدد من القطاعات الحكومية هي: المحكمة الشرعية، كتابة العدل، مركز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مركز الشرطة، مركز الدفاع المدني، بلدية الدرعية، مركز التنمية الاجتماعية، مركز التدريب والبحوث الاجتماعية، مركز الرعاية الصحية، مركز الدعوة والإرشاد، مكتب البريد، مكتب الهاتف، مكتب الآثار، فرع مصلحة المياه، نادي الدرعية، وفرع الزراعة والمياه.
وتضم الكثير من الآثار المهمة التي تعطي زائرها دلالة قوية على مكانتها وأهميتها خلال العصور الماضية ومن أهم آثار الدرعية قصر سلوى الذي وضع لبنته الأولى الإمام محمد بن سعود في القرن الثاني عشر، ويقع في منطقة سلوى وكان سكنا للأمير ومنه تدار شؤون الدولة حتى أصبح قصراً للحكم، وتعاقب عليه عدد من الأئمة، مما أحدث فيه الكثير من التعديلات والإضافات بما يتماشى مع الحاجة الحاضرة في كل عهد، ومن يشاهده الآن يدرك ويشعر بقوة دولة هذا مقر قائدها، إلى جانب سور الطريف وهو عبارة عن سور كبير وعليه عدد من الأبراج الضخمة للمراقبة، ويحيط بحي طريف الذي يضم العديد من القصور التي شيدت في عهد الدولة السعودية الأولى.
هناك مواقع تاريخية أثرية أخرى كبرج سمحة، والمغيصيبي، وشديد اللوح، وسور قليقل، وحصن الرفيعة، وأبراج القميرية، وقصر الأمير سعد بن سعود، وبرج الحسانية، وقرى عمران، وسمحان، ومسجد الظهيرة، وبرج الفتيقة، وبرج فيصل، والطريف.
وبدأ تاريخ الدرعية نحو منتصف القرن التاسع الهجري (الخامس عشر الميلادي ) . ففي عام 850هـ (1446م) انتقل جد آل سعود مانع المريدي بأسرته من شرقي الجزيرة العربية إلى العارض في نجد بدعوة من ابن عمه ابن درع صاحب حجر والجزعة، فمنحهم موضعي " المليبيد " و"غصيبة " فاستقر فيهما مانع بأسرته، وأصبحت بعد ذلك مناطق عامرة بالسكان والزراعة، وأنشأ فيهما بلدة قوية سميت "الدرعية" تخليداً لاسم أسرتهم، وأصبحت إمارة قوية تحت حكم آل سعود.
وتطورت ونمت فغدت موطن الدولة السعودية ودعوة التوحيد، وأصبحت قاعدة حضارية وعاصمة عربية إسلامية في قلب الجزيرة العربية، لدولة بسطت نفوذها على معظم الجزيرة العربية معتمدة على عقيدة واحدة وراية واحدة نشرت الأمن والاستقرار، وخلصت الدين الإسلامي الحنيف، مما شابه من خرافات وجهل وبدع في المنطقة.
وفي العصر الحالي باتت محافظة الدرعية من المحافظات التي تحتضن العديد من البرامج التنموية التطويرية الحديثة، ما جعلها من المحافظات الأساسية القوية المساندة لمدينة الرياض.
وعكفت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض وبرنامج تطوير مدينة الدرعية التاريخية، ضمن برنامج نقل مدينة الدرعية لمصاف المدن التراثية العالمية التي تستند إلى مقومات تاريخية وبيئية، على إعادة إعمار الدرعية، وفقا للأنماط العمرانية، والثقافية، والاجتماعية، والاقتصادية، والبيئية السياحية، وذلك عن طريق إعادة الخصائص التي فقدتها الدرعية، مع الاهتمام بتوفير الحاجات والمتطلَّبات المعاصرة، مع تطوير كل جزء من أجزاء المنطقة وِفق الخصائص التي يتميَّز بها، ما يتيح للدرعية الانضمام إلى قائمة التراث العالمي.

الأكثر قراءة