تراجع أسعار النفط يساعد على تقدم الدولار والأسهم

تراجع أسعار النفط يساعد على تقدم الدولار والأسهم

كان النفط هو المحور الرئيس للأسواق المالية أمس في الوقت الذي عمل فيه تراجُع النفط إلى مستوى أعلى قليلاً من 100 دولار للبرميل على تعزيز الأسهم الأمريكية والأوروبية والدولار.
بلغ سعر الخام الحلو الخفيف الأمريكي مستويات متدنية وصلت إلى 105.46 دولار للبرميل، في الوقت التي خفت فيه حدة المخاوف من حدوث أضرار محتملة في منشآت النفط في خليج المكسيك بفعل الإعصار.
السعر الذي وصل إليه النفط يمثل أدنى مستوى له منذ خمسة أشهر، ويمثل هبوطاً مقداره عشرة دولارات عن سعر الإقفال في بورصة نايمكس يوم الجمعة. يذكر أن الأسواق الأمريكية كانت مغلقة يوم الإثنين بسبب يوم العمال.
كذلك تراجعت أسعار السلع الأخرى، حيث هبط مؤشر رويترز/ جيفريز سي آر بي Reuters/Jefferies CRB إلى أدنى مستوى له منذ ستة أشهر ونصف.
من جانب آخر، كان هناك المزيد من الأنباء الطيبة حول جبهة التضخم في الولايات المتحدة، والتي جاءت من أحدث البيانات حول نشاط التصنيع. هبط مؤشر التضخم الإجمالي في التصنيع (الذي يرصده معهد إدارة العرض) من 50.0 في تموز (يوليو) إلى 49.9 في آب (أغسطس)، وسط توقعات بأن الأرقام ستظل على حالها.
والأمر الذي كان أكثر أهمية بالنسبة للأسواق هو الهبوط في عنصر الأسعار المدفوعة في المؤشر، الذي هبط من 88.5 إلى 77.0، وهو أكبر هبوط له منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2006، وكان مقداره أكبر بكثير مما توقعه المحللون.
قال روب كارنيل، وهو اقتصادي لدى مؤسسة آي إن جي: "هذه هي أول مرة نطلع فيها على البيئة ذات التضخم المتدني والتي هي بانتظار جميع الاقتصادات تقريباً، بما في ذلك الاقتصاد الأمريكي، إلا إذا عادت أسعار النفط إلى الارتفاع من جديد خلال الأشهر المقبلة".
البيئة المتحسنة من حيث التضخم، التي أشارت إليها بيانات معهد إدارة العرض، إلى جانب تراجع أسعار النفط، ساعدت على دفع السندات الحكومية الأمريكية إلى الأعلى. بحلول منتصف اليوم في نيويورك هبط العائد على سندات الخزانة لأجل عشر سنوات بمقدار سبع نقاط أساس ليصل إلى 3.75 في المائة، في حين أن العائد على السندات لأجل سنتين هبط بمقدار سبع نقاط أساس ليصل إلى 2.29 في المائة.
في المقابل هبطت السندات الحكومية الأوروبية بعد أن أشارت البيانات القوية حول أسعار المنتجين إلى أن الضغوط الآتية من عدة مصادر لا تزال في طور التجمع.
قال بين ماي، الاقتصادي المختص بالمنطقة الأوروبية في مؤسسة كابيتال إيكونومكس Capital Economics، إن البيانات لن تفعل شيئاً يذكر للتخفيف من مخاوف البنك المركزي الأوروبي بشأن التضخم. وقال: "من المرجح أن يحافظ تريشيه، رئيس البنك المركزي الأوروبي، على موقف متشدد في المؤتمر الصحافي الذي سيعقده البنك يوم الخميس".
قال كريستوفر ريجر، وهو محلل في دريزدنر بانك، إن المؤتمرات الصحافية الثلاثة الأخيرة أشعلت تحركات قوية في السوق، ولكنه أشار إلى أن الكثير من الأضرار حدثت بفعل التعليقات المتشددة من مسؤولي البنك المركزي الأوروبي في الأسبوع الماضي.
وقال: "إن الجانب السلبي المحتمل للتعليقات الرسمية، وهي التعليقات التي ستتبع نغمة مماثلة للنغمة التي استخدمت الشهر الماضي، هذا الجانب السلبي يبدو بالتالي محدوداً عند المستويات الحالية".
اندفعت الأسهم في وول ستريت إلى الأمام في الوقت الذي عمل فيه تراجُع أسعار النفط على إحياء الآمال بحدوث تعاف في الأعمال والإنفاق الاستهلاكي. بحلول منتصف اليوم في نيويورك ارتفع مؤشر ستاندارد آند بورز 500 بمقدار 0.26 في المائة، وارتفع مؤشر داو جونز للشركات الصناعية بمقدار 1.06 في المائة.
في أوروبا ارتفع مؤشر فاينانشال تايمز يوروفيرست 300 بمقدار 0.9 في المائة، ولكن مؤشر فاينانشال تايمز 100 في لندن، الذي يكثر فيه الوزن النسبي لشركات الطاقة والتعدين، لم يرتفع إلا بمقدار 0.3 في المائة فقط.
ولكن كان الأمر مختلفاً في اليابان، حيث عملت استقالة رئيس الوزراء ياسوو فوكودا على إثارة قلق المستثمرين. هبط مؤشر نيكاي 225 بمقدار 1.8 في المائة ليصل إلى أدنى مستوى له منذ خمسة أشهر.
في البلدان الآسيوية الأخرى، هبطت الأسهم التايلندية بمقدار 2.3 في المائة لتصل إلى أدنى مستوى لها منذ 19 شهراً، بعد أن أعلنت الحكومة حالة الطوارئ. وهبطت الأسهم في كوريا الجنوبية إلى أدنى مستوى لها منذ 18 شهراً، وهبطت الأسهم في تايبيه إلى أدنى مستوى لها منذ نحو سنتين.
ساعدت الأوضاع المتحسنة في أسواق الأسهم الأمريكية والأوروبية على تضييق الفروق بين أسعار السندات الحكومية وسندات الشركات. هبط مؤشر آي تراكس أوروبا iTraxx Europe للسندات الممتازة بمقدار نقطتي أساس ليصل إلى 98 نقطة أساس، في حين أن مؤشر سي دي إكس نورث أمريكا CDX North America هبط بمقدار 1.5 نقطة أساس ليصل إلى 141.5 نقطة أساس.
في أسواق العملات الأجنبية أشعل تراجُع النفط يوماً من المستويات القياسية المرتفعة الجديدة للدولار. سجل الدولار أعلى مستوى له مقابل سلة من العملات منذ عشرة أشهر، في حين أن اليورو هبط لفترة قصيرة إلى ما دون 1.45 دولار، ليصل إلى أدنى مستوى له منذ سبعة أشهر.
سجل الدولار الأسترالي أدنى مستوى له منذ سنة بعد أن خفض البنك المركزي الأسترالي أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ عام 2001.
كان من شأن القوة العريضة للدولار أن أثارت موجة من التقارير حول تدخل عدد من البنوك المركزية الآسيوية، بما فيها البنك المركزي التايلندي، في سبيل مساندة عملاتها.
السلطات الكورية الجنوبية، التي كانت غائبة بشكل ملحوظ عن الأسواق يوم أمس، حذرت من المراهنة على هبوط الوون. ولكن العملة الكورية هبطت إلى أدنى مستوى لها منذ أربع سنوات في مقابل الدولار وسط مخاوف من أن كوريا الجنوبية تواجه أزمة مالية.

الأكثر قراءة