العبد المنعم: "تخصصي العيون" لا يعاني نقصاً في الأسرّة ولم يتأخر في تنويم مريض

العبد المنعم: "تخصصي العيون" لا يعاني نقصاً في الأسرّة ولم يتأخر في تنويم مريض

العبد المنعم: "تخصصي العيون" لا يعاني نقصاً في الأسرّة ولم يتأخر في تنويم مريض

كشف الدكتور أحمد العبد المنعم المدير التنفيذي لمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بالنيابة، عن إنشاء مبنى جديد خاص بـ "اعتلال شبكية العين" الذي ينتج عن مرض السكري.
وقال في حديث مع "الاقتصادية" إن المبنى جاء بتبرع من أوقاف الشيخ صالح الراجحي بقيمة 30 مليون ريال، مشيراً إلى أن "جميع الدراسات المتعلقة بهذا المشروع انتهت وسيتم طرحه قريباً في منافسة لتنفيذه".
وتطرق إلى أن هناك زيادة في بدل النقل لجميع موظفي المستشفى بلغت 100 في المائة، وكذلك تحسين درجات بعض الوظائف على سلم الرواتب، مرجعاً أسباب مثل هذه التحسينات إلى تسرب بعض موظفي المستشفى وصعوبة التعاقد على بعض الوظائف التخصصية، مؤكداً أن هذه المعالجة في سلم رواتب موظفي مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون من شأنها المساعدة في تقديم خدمات طبية راقية والمحافظة على السمعة العالمية للمستشفى.
وعرج في حديثه إلى جملة من القضايا المهمة مثل معالجة قوائم الانتظار الطويلة للمرضى وسعودة الوظائف والتطورات في الخدمات التي يقدمها بنك العيون فضلاً عن جهود المستشفى في التدريب والتوعية؛ فإلي الحوار:

س: أين وصلت جهودكم في مجال سعودة الوظائف سواء في المجال الإداري أو الطبي؟

السعودة توجيه سامٍ وليست مجرد اجتهاد، فأي قطاع حكومي لا بد أن يسعى للسعودة، خصوصاً أن أعداد الخريجين تتزايد، وقد بدأت السعودة في القطاعات الإدارية إلى أن تمت سعودتها بشكل كامل تقريباً، وفي الوظائف الطبية، توجد نسبة كبيرة من السعوديين تمثل أكثر من 75 في المائة، وكذلك الوظائف الفنية ماعدا وظائف متخصصة لا يوجد سعوديون متخصصون فيها، وبشكل عام فإن المستشفى قد حقق قفزات متتالية في مجال السعودة منذ عام 2000 حيث بلغت نسبة السعودة أكثر من 35 في المائة، أما بنهاية عام 2007 فقد قفزت النسبة لأكثر من 53 في المائة، وهذا يدل على أن المستشفى يسير بشكل حثيث لتحقيق السعودة الكاملة، ولكن المعاناة في كادر التمريض، حيث إنه يوجد نقص كبير في المستشفى في هذا الجانب، كما هو الحال في أغلب المستشفيات.

س: هل تحدثوننا عن بنك العيون وإنجازاته في مجال زراعة القرنيات؟

حقق البنك قفزات كبيرة خاصةً خلال السنتين الماضيتين من حيث زراعة القرنيات تعادل ما عُمِلَ في السنوات الماضية، وهذه تعتبر سابقة كبيرة للمستشفى، كما يعمل في البنك متخصصون سعوديون اجتازوا الاختبارات اللازمة في أمريكا، ويعمل هؤلاء وفق نظام متعارف عليه عالمياً، وكما هو معروف فإن بنك العيون يعتبر الأول من نوعه على مستوى المملكة وفي الشرق الأوسط، يقدم خدماته للمرضى الذين يحتاجون إلى عمليات زراعة قرنية وكذلك عمليات زراعة نسيج صلبة العين وذلك بتوفير القرنيات عبر برنامج للتبرع بالقرنيات من داخل المملكة، وكذلك عن طريق الاستيراد من بنوك العيون العالمية في أمريكا وأوروبا، ويتم حفظ القرنيات في محلول سائل (يسمح لها بالبقاء نقية وصافية لمدة أسبوعين) ما يعطي الفرصة الكافية لاستيرادها وتحضير المريض الذي يكون اسمه على قائمة زراعة القرنية، كل ذلك يتم وفقاً لمواصفات قياسية ومعايير طبية عالمية صارمة موضوعة من قبل المنظمة الأمريكية لبنوك العيون، كما يقوم بنك العيون بالكشف على القرنيات المستوردة من الخارج للتأكد من صلاحيتها وسلامتها وخلوها من الأمراض المعدية قبل زراعتها للمرضى، وقد حقق برنامج التبرع بالقرنيات داخل المملكة، الذي ينفذه المستشفى، نتائج إيجابية في هذا المجال، حيث يقوم المساعدون ذوو الكفاءة والتأهيل في تأمين القرنيات لبنك العيون بمقابلة أسر المتوفين دماغياً وعرض فكرة التبرع بقرنياتهم ومحاولة إقناعهم بالفكرة وأهميتها؛ وحقق المستشفى نجاحات طبية جديدة ونتائج إيجابية بأرقام قياسية غير مسبوقة في زراعة القرنيات بالتنسيق مع المركز السعودي لزراعة الأعضاء والمراكز الصحية الكبرى في مختلف مناطق المملكة، وقد بلغ عدد القرنيات التي تمت زراعتها خلال شهر ديسمبر 2007م 115 قرنية حيث تمت زراعة 98 قرنية خلال خمسة أيام فقط، وتم تزويد مستشفيات المملكة المختلفة بـ 147 قرنية، كذلك نجح المستشفى في عدم استيراد أي غشاء "أمينوسي" حيث تتم تلبية الحاجات من هذه الأغشية وتجهيزها بمعامل البنك في المستشفى، وبذلك يكون عدد المرضى الذين استفادوا من هذه العمليات 10.953 مريضا منذ بدء العمل في المستشفى عام 1402هـ وحتى عام 1428هـ، كما يقوم البنك بتقديم التدريب اللازم للفنيين السعوديين، بمختلف المستشفيات على تقنية جمع القرنيات وذلك من خلال دورات مكثفة يقدمها المستشفى، ولدى المستشفى فريق فني طبي متخصص يقوم باستئصال القرنية من المتبرعين داخل غرف العمليات وحفظها ونقلها للمستشفى لتقييمها والتنسيق لزراعتها لمن يحتاج إليها من المرضى، ويرتبط البنك ارتباطاً مباشراً مع المركز السعودي لزراعة الأعضاء، ويستمر في عضويته الدولية مع اتحاد بنوك العيون الأمريكية والاتحاد الدولي لبنوك العيون.

س: ما جهود المستشفى لتطوير كفاءة الموظفين؟

ينظم المستشفى منذ فترة طويلة دورات تدريبية لمنسوبي المستشفى وكذلك للسعوديين من القطاعات الحكومية الأخرى من ضمن أهدافها العديدة تطوير الكفاءة والحصول على آخر المعلومات في مجال تخصصهم حيث تعلن الدورات ويتم قبول موظفين من غالبية قطاعات الحكومة المختلفة سواءً من وزارة الصحة أو غيرها، وهي دورات منظمة تعقد باستمرار وتعاد بصفة دورية ويتم عمل الاختبارات اللازمة لاختيار الأشخاص الذين نرى أنهم سيستفيدون أكثر من هذه الدورات، كما أن هناك دورات خاصة بموظفي المستشفى فقط لتنمية قدراتهم، إضافة إلى أن المستشفى بدأ للمرة الأولى منذ إنشائه في برنامج الابتعاث للدراسة في الخارج، والإيفاد للدراسة بجامعات المملكة، حيث كان الموظفون يعانون طوال 25 سنة من عدم قدرتهم على إكمال دراساتهم العليا، وتبلغ تكلفة برنامج التدريب والابتعاث خمسة ملايين ريال سعودي وستبنى ميزانية الابتعاث للسنة المقبلة على عدد الموظفين وتكلفة ميزانية الابتعاث لهذه السنة، وكان هناك إقبال جيد من الموظفين للرفع من مستواهم العلمي من دول أوروبية أو أستراليا أو حتى من جامعات المملكة، حيث تقدموا بطلباتهم للجنة التدريب والابتعاث التي أنشئت لهذا الغرض ويتم تحديد قبول الطلبات بالتخصصات التي يرى أن المستشفى بحاجة إليها.

س: هل يرى سعادتكم أن الطاقة الاستيعابية للأسرة في المستشفى كافية؟

طاقة المستشفى الاستيعابية في حدود 250 سريراً وهذا يعد عدداً كافياً، إذ لا نعاني أبداً من نقص أسرة ولم نتأخر في يوم من الأيام في تنويم مريض لعدم توفر سرير أبداً، ولا بد أن ننبه إلى أن مرضى العيون يتم تنويمهم فترات قصيرة بخلاف المرضى الآخرين.

س: هل من الممكن أن يتم فتح مستشفيات تخصصية للعيون في بقية مدن المملكة لتخفيف الضغط على المستشفى؟

تم بحمد الله افتتاح مستشفى تخصصي للعيون في الظهران في المنطقة الشرقية منذ ما يقارب السنتين, وبدأ بمشاركة من مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون من ناحية التدريب ومشاركتهم خبرتنا في هذا المجال، وهذا خفف الإحالات من مستشفيات المنطقة الشرقية على مستشفى الملك خالد بشكل ملحوظ.
كما أنه يوجد في مدينة جدة مستشفى للعيون يقدم خدمات جليلة ولكنه يبقى بحاجة إلى دعم أكبر كي يخفف الإحالات من المنطقة، ولقد بدأنا برنامج التعاون المشترك مع المستشفيات الرئيسية بالمناطق حيث يتم ترتيب زيارات دورية لتلك المناطق من قبل الاستشاريين بالمستشفى، وقد بدأنا هذا البرنامج بنهاية عام 2006 والحمد لله لوحظت النتائج من تخفيف إحالات المرضى على المستشفى من بعض المناطق مما يؤدي إلى تخفيف معاناة المرضى ويوفر عليهم الجهد والمال.

س: هل يعاني المستشفى من تسرب موظفيه إلى مستشفيات أخرى؟

كنا نعاني من تسرب الموظفين في بعض الوظائف لتدني رواتبها كما نعاني صعوبة التعاقد على بعض الوظائف المتخصصة من خارج المملكة حيث يبقى بعضها فترة طويلة من دون إشغال، وتم ولله الحمد الموافقة على زيادة بدل النقل لمن يسكنون خارج سكن المستشفى بلغت 100 في المائة، وهناك تحسين بدرجات بعض الوظائف في سلم الرواتب حسب دراسة عملت للمقارنة بسوق العمل داخل المملكة، وبهذا نأمل أن نكون قد حققنا المحافظة على موظفى المستشفى.

س: يرى البعض أن المواعيد التي تُعطَى للمرضى متباعدة جداً، فما جهودكم لخفض قوائم الانتظار؟

هذا الشيء لا يمكن إنكاره والسبب يعود إلى أن المستشفى هو المستشفى الرئيسي الوحيد في المملكة وعدد سكان المملكة في ازدياد وكذالك ازدياد المستشفيات في المناطق وهذا تترتب عليه زيادة عدد الإحالات.
واتبعنا لحل هذه المشكلة خطوتين مهمتين، الخطوة الأولى ما ذكرته سابقاً وهو برنامج التعاون المشترك مع المستشفيات الرئيسية في المناطق، أما الخطوة الثانية التي نعمل عليها حالياً وهي توسعة العيادات، وقد أخذت وقتاً طويلاً نسبيا لأننا عملنا دراسات لاختيار المكان الأنسب.
علماً أن عدد الأطباء والموظفين الفنيين بالتخصصات الطبية المختلفة المعتمدين كافٍ لتغطية التوسعة المستقبلية بمشيئة الله وسيؤثر هذا بإذن الله حال اكتماله تأثيراً كبيراً في تخفيض قوائم الانتظار, ولكن هذا سيتم بشكل تدريجي بالطبع، كما أنه سيكون هناك مشروع جديد سيُنشأ بتبرعٍ من أوقاف الشيخ صالح الراجحي تبلغ تكاليفه الإجمالية 30 مليون ريال وهو عبارة عن مبنى خاص باعتلال الشبكية الناتج عن مرض السكري، وتم إنهاء كافة الدراسات لهذا المشروع وسيُطرح في منافسة لتنفيذه قريباً.

الأكثر قراءة