ترجمة الأفلام الأجنبية إلى العربية.. مهنة جديدة للشبان
في ظل الانتشار الكبير لمواقع تحميل الأفلام السينمائية الجديدة سواء من مواقع "تورنت" أو المنتديات المتخصصة للأفلام التي تعرض في أمريكا وأوروبا وبعض الدول الآسيوية، توجه عدد كبير من الشباب السعوديين الذين يمتلكون خلفية كبيرة في بعض اللغات مثل الإنجليزية والفرنسية واليابانية وغيرها، إلى مهنة ترجمة الأفلام إلى اللغة العربية، وتقديمها إلى المتعطشين، رغم عدم التصريح لهم بذلك من قبل الشركات المنتجة للأفلام، إلا أن حجم السوق الكبير لمواقع التورنت جعلهم لا يأبهون بهذا الأمر.
وتختلف الأسباب التي تجعلهم يتوجهون إلى هذه المهنة، فمنهم من كان مقصده لهذه المهنة المتعبة من أجل تحسين وتطوير لغته الإنجليزية أو للغة أخرى، ومنهم من دفعه حبة الشديد للأفلام ورغبة منه في خدمتها ونشرها بشكل أوسع بين الشباب الذين لا يمتلكون خلفية كبيرة في عالم اللغات، ومنهم من أمتهنها كمهنة تدر عليه ربحا لا بأس به نتيجة بيعه الفيلم المترجم في السوق السوداء أو إلى بعض المنتديات المتخصصة في الأفلام الأجنبية والمنتشرة على الشبكة العنكبوتية.
يقول صالح القحطاني الطالب في كلية الطب والشهير بـ "74" إنه استطاع ترجمة ما يربو على سبعة أفلام أجنبية، وهي مدة قصيرة بالنسبة إلى حداثته في عالم ترجمة الأفلام حيث إنه التحق بهذه المهنة منذ نحو العام.
وحول الصعوبات التي تواجهه عادة، أكد القحطاني أن أصعب ما يواجهه هو عندما يسرق جهده وتعبه وينسب إلى شخص آخر، مشيرا إلى أنه استعان ببرامج لوضع حماية على ترجماته لحمايتها من السرقة، ولكن هناك عددا من المتطفلين الذين استعادوا برامج تتيح لهم سرقة الأفلام المترجمة ووضعها في منتدياتهم الخاصة وتسميتها بأسمائهم، دون إذن مني ولا من إدارة المنتدى الذي أتعامل معه.
وعن هدفه من ترجمة هذه الأفلام يقول: إن هدفه الأول هو تطوير لغته الإنجليزية، خصوصا أنه ملتحق بكلية تعتمد دراستها وبشكل كلي على اللغة الإنجليزية، حيث إنه يعد نفسه عندما يترجم أي فيلم أنه يقوم بالدراسة عن طريق الترفيه، لافتا إلى أن الفيلم الواحد تستغرق ترجمته نحو ثلاثة أسابيع، معتمدا بشكل كبير على قواميس اللغة الإنجليزية، حتى يراعي وبدقة قواعد اللغة الإنجليزية، خصوصا لمن يتعلم اللغة عن طريق الأفلام، مبيناً أن هناك أشخاص متفرغين تفرغا كاملا لعمل الترجمة ويأخذ منهم ترجمة الفيلم الواحد اليومين كحد أقصى.
من جهة أخرى، يقول بندر الدريعي صاحب منتدى متخصص في الأفلام الأجنبية، إنه منذ صغره كانت الأفلام الأجنبية تستهويه، وكبر هذا الحب معه حتى اصطدم بمشكلة عدم ترجمة الأفلام الجديدة، فكما هو معروف أن أحدث الأفلام التي تكون عادة معروضة في السينما الأمريكية، لا تترجم إلا بعد مدة طويلة تمتد إلى عام وبعض الأحيان أكثر، لذلك أنشأت المنتدى الخاص بي، بعد أن تعلمت اللغة الانجليزية من أجل الدراسة في جامعة الملك سعود، حتى يترجم هو بعض أعضاء المنتدى آخر الأفلام المعروضة، في السينما الأجنبية.
وحول حماية الأفلام من سرقات جهودهم في الترجمة أجاب، إن المنتدى استعان بأحدث برامج الحماية من أجل حماية منتجاتنا من السرقة، ولكن لا يعني هذا أننا استطعنا حماية جميع أفلامنا، إذ سبق أن تعرض موقعنا لهجمات من "الهكرز" سرقوا من خلالها العديد من الأفلام المترجمة، ولكن الأمور بشكل عام تسير بشكل جيد، بفضل الحماية الجديدة التي اعتمدها المنتدى.
وعن أسباب دخوله في عالم الترجمة، أكد الدريعي أن حبة للأفلام كان الدافع الأول للترجمة، لكنة لم ينكر أن جذب الإعلانات للموقع هو من أهم الأساسيات التي يسعى إليها الموقع، من خلال جذب أكبر عدد ممكن من الزوار، عندما يلاحظون وجود أحدث الأفلام الأجنبية قد ترجمت في موقعنا.
من جانبه، أخبرنا عبد الله العنزي والمعروف باسم "الجوكر" مترجم الأفلام الآسيوية أنه اتجه لهذا الطريق بسبب عشقه للأفلام الآسيوية التي بدأت تبرز بشكل واضح والتي لا تصدر في السوق السعودية بشكل رسمي، وعند سؤالنا له: هل يجيد أي لغة آسيوية مثل اليابانية أو الكورية؟ نفى لنا ذلك وأخبرنا أنه لا يتحدث أي لغة آسيوية، وأعلمنا أنه يترجم الفيلم عن طريق ترجماته الإنجليزية، وإذا لم يجد الإنجليزية يأخذها باللغة المتوافرة له مثل البرتغالية أو غيرها، ويستعين بالبرامج التي تترجم من اللغة الأجنبية إلى الإنجليزية ثم يحولها إلى العربية.
وعن مشكلة سرقة الترجمات قال إنه يتعرض لها كثيراً، وعن سؤالنا عن طريقة اكتشافه للأشخاص الذين يسرقون ترجماته، أخبرنا أنه يتعمد كتابة بعض الكلمات بشكل خاطئ في منتصف الفيلم أو أنه يغفل بعض الجمل في مواقع معينة، ليرى بعد نزول ترجمته بأيام أشخاصا يستبدلون اسمه بأسماء أخرى، وأضاف أنه استفاد كثيرا من هذه المهنة إذ إنه يبيعها لعدة محال لبيع الأفلام مقابل مبلغ مادي جيد.