الثروة واقتصاد المعرفة

الثروة واقتصاد المعرفة

الثروة واقتصاد المعرفة

عنوان مقال اليوم هو عنوان كتاب جديد من إصدارات برنامج مجتمع المعرفة بجامعة الملك سعود. والكتاب مترجم، وهو من تأليف ألفين وهايدي توفلر، وترجمه الدكتور زياد كبه. ويغطي الكتاب موضوع الساعة، وهو المعرفة ودورها في الاقتصاد وبناء الثروة. ويقدم الكتاب العديد من الأفكار التي تساعد على التفكير بالمستقبل والإعداد له. وقد فاز هذا الكتاب بعدد من الجوائز. الكتاب حديث، فقد تم نشره في عام 2007م باللغة الإنجليزية. ورغم حجم الكتاب الكبير الذي يتجاوز 700 صفحة، فنشكر جامعة الملك سعود على سرعة نشره وإصداره باللغة العربية في عام 2008م. ومما زاد الترجمة حسناً، ورغم سرعة الترجمة، إلا أنه تم مراجعتها من قبل عدد من أعضاء هيئة التدريس بجامعة الملك سعود. إن جودة الترجمة مهمة بحيث لا يشعر القارئ أن هذا الكتاب مترجم، وللأسف وهذا ما يغلب على الكتب التجارية المترجمة للغة العربية، فتترجم في بعض الأحيان بشكل سريع وبدون مراجعة جيدة ودقيقة للغة العربية.
لاشك أن الترجمة مهمة جدا، وقد لعبت دورا كبيرا في نقل المعارف بين الشعوب المختلفة. وغني عن التعريف الجهود التي تبذلها بعض الدول في ترجمة الكتب من مختلف اللغات إلى لغاتها. ومن هذه الدول الصين، التي لديها أكثر من 60 ألف مترجم محترف، ومئات الآلاف من المترجمين غير المحترفين. ومثل الصين، هناك الكثير من الدول مهتمة بالترجمة، وبطبيعة الحال تختلف دوافع الترجمة، وأغلبها تجاري، ولكن في بعض الحالات يكون الهدف ليس تجاريا، مثل كتابنا عنوان هذه المقالة.
وحيث إن الهدف الرئيسي من ترجمة الكتب من قبل الجهات الأكاديمية والمكتبات العامة هو نشر الثقافة والعلم وليس هدفا تجاريا، من هنا فلعلي أقترح أن يتم نشر هذا الكتاب على شكل رقمي في موقع جامعة الملك سعود، أو موقع برنامج مجتمع المعرفة. بل ولعل جامعة الملك سعود تأخذ زمام المبادرة بنشر جميع الكتب العربية التي تمتلك حقوقها بشكل رقمي على الإنترنت، بحيث يتم نشرها بشكل جميل وسهل. وأن تكون قابلة للبحث لتسهيل عملية الوصول للمعلومة المطلوبة. وهذا ينطبق على جميع الجهات الحكومية، خصوصاً الأكاديمية، كالجامعات، وكذلك المكتبات العامة، مثل مكتبة الملك فهد الوطنية ومكتبة الملك عبد العزيز العامة وغيرها.
الترجمة وسيلة سهلة نسبياً لنقل المعارف والعلوم من الشعوب المختلفة للعربية، وتختصر الكثير في سبيل رقي الشعوب. ولكن أن تترجم وتبقى الترجمات حبيسة الأدراج فهذا لا يحقق الهدف. وحيث إن اللغة العربية ليست لغة السعودية فقط، بل هي لغة 22 دولة، كما أنه يقرأ لها العديد من المسلمين، وهذا ما يزيد أهمية النشر الرقمي للكتب العربية المترجمة.

[email protected]

الأكثر قراءة