الطائف: 3 برامج لتوطين الحيوانات المهددة بالانقراض

الطائف: 3 برامج لتوطين الحيوانات المهددة بالانقراض

أجرى مركز أبحاث الحياة الفطرية في ضاحية سديرة "40 كيلومترا جنوب محافظة الطائف"، ثلاثة برامج إكثار وإعادة التوطين لعدد من الحيوانات المهددة بالانقراض كالوضيحي والحباري والنعام.
ووفقا للدكتور أحمد البوق مدير مركز الأبحاث في الطائف، فإن المركز الذي يشغل 35 كيلومترا مربعا مع إزاحة خمسة أمتار من جميع الجهات لتكون منطقة "حمى" أو النطاق الصحي الذي لا يتواجد فيه منح زراعية أو دواجن أو غيرها، منعا لانتقال الأمراض، وحفاظا على المشروع، باعتبار النشاط الحيواني المكثف ناقلا للأمراض، مشيرا إلى أن المركز يعد الأكبر من نوعه على مستوى الخليج العربي والثالث على مستوى العالم.
وأكد الدكتور أحمد أن المركز يقوم على برامج الإكثار وإعادة التوطين للحيوانات، وإجراء دراسات مكثفة عليها، حيث يحتوي على مائة رأس من المها، وألف من الحباري، و25 من طائر النعام، وعدد من الغزلان والنمور العربية، والذئاب والوعول والطيور، حيث أجري عدد من دراسات وأبحاث الإكثار والتوطين لبعض أنواع الحيوانات المهددة بالانقراض، كالوضيحي والحباري والنعام، وتم البدء في مشروعين رئيسيين للإكثار متمثلين في إكثار المها "العربي"، وطيور الحباري ، حيث أدخلت منذ 1406 هـ وحتى الآن أنواعا جديدة من الحيوانات التي ألحقت ببرنامج الإكثار، بخلاف حيوانات العرض والتوعية البيئية التي لم تدخل في البرنامج كونها خصصت لطلاب المدارس والزوار، موضحا أن الحيوانات التي تدخل ضمن البرنامج لا بد أن تكون نقية وراثيا حفاظا على صفاتها الوراثية وتوطينها، حيث إن إعادة التوطين تعتمد على الأنواع الأصيلة، وصفاء النوع، والبعد عن التهجين كليا.
وعن نتائج برنامج الإكثار ومدته قال: "البرامج البيئية تكون بعيدة المدى، وقد تصل إلى عقود، لأن التعامل يكون مع حيوانات مهددة بالانقراض وغير معروفة سلوكيا وفسيولوجيا وتصنيفيا، لذا فحقائق الحيوانات تكون شبه غائبة، ونحتاج إلى وقت طويل، منوها إلى أن خطة إكثار المها العربي بدأت في 1406، حيث حيث خضع عدد منها للفحص والدراسة، الأمر الذي كشف عن إصابة كامل القطيع بمرض التدرن الرئوي، وهو ما تم علاجه خلال تسعة أشهر، إضافة إلى مزاوجتها وعزلها بعد نفوق نصف جيل الأمهات وبقاء النصف، حيث تم إكثار الجيل الأول والثاني والثالث والرابع بعد مرور عشرين عاما، مما نتج عنه الحصول على 100 رأس من المها في المركز، وإعادة 15 رأسا منها إلى موطنها في الربع الخالي لتصل الآن إلى 200 رأس، رغم عوامل الجفاف التي تسود تلك المنطقة، أما أعدادها في محمية محازة الصيد فقد وصلت إلى 600 رأس، وقد تم تنويع مصادر المها العربي من قطر والبحرين وأمريكا وسويسرا والأردن، حيث تكون تجمع وراثي منوع وقوي، مما أدى لأفضلية المها العربي - الذي تم إكثاره في المملكة - في التنويع الوراثي على مستوى العالم، حيث شكل نسبة 90 في المائة من مصادر التنويع الوراثي المعروفة.
وكشف الدكتور أحمد عن أن برنامج إكثار طيور الحباري بعد تدهور أعدادها يتمثل في جمع البيض من دولة الباكستان بعد إرسال لجنة مكلفة بذلك، حيث تهاجر الحباري إليها قادمة من جنوب روسيا هربا من فصل الشتاء، وهو ما يعتبر تواجدا موسميا طبيعيا، ويتم وضع البيض في المعامل البرية ورعايتها بعد الفقس حتى عمر ثلاثة أشهر، ثم تنقل إلى مركز الأبحاث في الطائف، مشيرا إلى نجاح المركز في إكثار طيور الحباري بشكل علمي مقنن لينتج 300 طائر في العام بعد أن كان تكاثرها يقدر بثلاث بيضات في الموسم الذي يتمثل في أواخر كانون الأول (ديسمبر) وحتى منتصف أيار (مايو)، ويقدر عددها الآن في المركز بألف طائر حباري.

الأكثر قراءة